أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش فوز "حزب الأقاليم" الذي يتزعمه في نتائج الانتخابات البرلمانية الاولية غداة دعوة رئيسة الوزراء السابقة المعتقلة يوليا تيموشينكو الى التصويت "بكثافة للمساعدة على خفض مستوى التزوير" في تلك الاستحقاقات التي جرت في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد. وقال رئيس الوزراء الأوكراني نيقولاي أزاروف في مؤتمر صحفي مساء أمس أن فوز حزب الأقاليم في الانتخابات "واضح", مؤكدا أنه يدل على ثقة الناخبين في سياسة الرئيس. وشهدت الانتخابات التي جرت امس في البلاد تنافس أكثر من 5 آلاف مرشح على 450 مقعدا في البرلمان, ينتخب نصف نوابه من خلال التصويت بنظام القوائم, والنصف الآخرعن طريق التصويت بالنظام الفردي. ويتنافس في هذا الاستحقاق "حزب الأقاليم" وهو حزب الرئيس يانوكوفيتش واتحاد قوى المعارضة الذي يدعم تيموشنكو إضافة إلى أحزاب صغيرة بينها حزب "أودار" لبطل الملاكمة العالمي فيتالي كليتشكو وحزب "سفوبودا" وهو من أقصى اليمين. وأعلنت اللجنة المركزية للإنتخابات اليوم الاثنين عن تقدم الحزب الحاكم وحصوله على 37 بالمائة من الأصوات بعد فرز 25 بالمائة من أصوات الناخبين فيما تحصل اتحاد قوى المعارضة "باتكيفشينا" الذي يترأسه الرئيس السابق للبرلمان أرسوني ايتاتسينيوك ويدعم يوليا تيموشينكوعلى 21 بالمائة من الأصوات. وقالت اللجنة المركزية ان "الحزب الشيوعي الأوكراني" حصل على المرتبة الثالثة ب 15 بالمائة من الأصوات يليه "التحالف الديمقراطي الأوكراني للإصلاح" ب 12 بالمائة فيما أعطى 7 بالمائة من الناخبين أصواتهم لحزب "سفوبودا" الوطني. ولم تحصل الأحزاب الأخرى المشاركة في الإنتخابات على أكثر من 5 بالمائة من الأصوات.اذ يتوجب على الأحزاب المشاركة تخطي حاجز 5 بالمائة من الأصوات للحصول على مقاعد في البرلمان. وكانت السلطات الاوكرانية قد وعدت ب"انتخابات نزيهة" لكن خصومها ومنهم تيموشنكو وحتى المراقبون يخشون من "التلاعب" في العملية الانتخابية. وفي هذا السياق قالت تيموشنكو زعيمة حزب "باتكيفشينا" امس على موقعها الإلكتروني أنه "من الملزم أن يصوت المواطنون الأوكرانيون في الانتخابات البرلمانية كون الإقبال الكبير يساهم سيساهم في الإطاحة بيانوكوفيتش". واعتبرت تيموسشينكوأن "إقبالا واسعا على التصويت سيساعد على خفض مستوى التزوير وأنه يتعين على كل أوكراني أن يقاتل الدكتاتورية بكل ما أوتي من قوة". من جانبهم أعلن زعماء المعارضة أن أحزابهم قد تشكل ائتلافا في البرلمان الجديد , وستسعى إلى إقصاء رئيس الدولة وحجب الثقة عن حكومته. وصرح فيتالي كليتشكو زعيم حزب "اودار" المعارض بأنه من الضروري أن يتوحد حزبه مع الحزبين المعارضين الآخرين "باتكيفشينا" من أجل تشكيل ائتلاف في البرلمان. واستبعد إمكانية التعاون مع "حزب الأقاليم" الحاكم و"الحزب الشيوعي"في البرلمان القادم ,بينما أكد مدير المقر الانتخابي لحزب "اودار" فيتالي كوفالتشوك أن الحزب على استعداد لوضع مشروع قانون حول إقصاء الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من منصبه. كما كان قد أعلن اندريه موخنيك العضو في المجلس السياسي لحزب "الحرية" اليميني المتطرف أن أول ما سيقوم به حزبه في البرلمان سيكون "التقدم بمبادرة إقصاء الرئيس يانوكوفيتش وحجب الثقة عن الحكومة الحالية". وجرت الانتخابات الأوكرانية بحضور نحو 4 آلاف مراقب أجنبي من المنظمات الدولية والإقليمية يتوزعون على مراكز الاقتراع البالغ عددها 34 ألف مركز , حيث دعاهم الرئيس الأوكراني للقدوم إلى البلاد في محاولة لإثبات نزاهة الاقتراع. ومن المقرر ان تعلن اللجنة النتائج النهائية فى غضون 15 يوما على ان يتم اعلان النتائج الأولية تباعا فى تلك الفترة. وتنتخب اوكرانيا برلمانها فى انتخابات تشريعية تعتبر "اختبارا" للديموقراطية الاوكرانية بالنسبة الى الغرب الذى توترت علاقته مع كييف على خلفية قضية المعارضة المعتقلة يوليا تيموشنكو التى حوكمت بالسجن سبعة اعوام بتهمة استغلال السلطة. وذكرت وزيرتا الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والأوروبية كاثرين اشتون بأن الاتحاد الأوروبي لن "يتمكن من احراز تقدم في ملف اتفاق الشراكة مع أوكرانيا الا اذا احترمت الحقوق الديموقراطية للأوكرانيين بما فيها حقوق التعبير والمشاركة السياسية وتشكيل الجمعيات والاعلام ". من جهته قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله في بيان أن "الحكومة الألمانية تنتظر اجراء انتخابات حرة ونزيهة في أوكرانيا" معربا عن الأمل "في تنظيم الانتخابات بشكل ينسجم مع المعايير الديمقراطية". و أكد حرص بلاده على "بناء علاقات متينة مع أكروانيا" موضحا أنه تم تعزيز العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي من خلال توقيع اتفاقيةالشراكة الأمر الذي ينعش أمالنا باتجاه أوكرانيا نحو الغرب". وعشية الانتخابات البرلمانية اعرب خبراء عن قلقهم من تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد واحتمال انخفاض سعر العملة الوطنية . وبعد أن سجلت أوكرانيا نموا قدره 5,2 في المائة سنة 2011 لم يزدد إجمالي الناتج الداخلي إلا بنسبة 5ر1 في المائة خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة الجارية. ويشكل سعر العملة موضوعا شديد الحساسية في أوكرانيا التي لم تنس انخفاضها الشديد في 2008 عندما فقدت 60 في المائة من قيمتها مقابل الدولار على مدى ثلاثة أشهر.