لعب الشعر الشعبي دورا كبيرا في توعية المجتمع الجزائري عبر مختلف المراحل التي مر بها الوطن مثلما كان ذلك وقت الثورة التحريرية أو في فترة الإستحقاقات الوطنية أو حاليا بالتحسيس ضد الآفات الاجتماعية وتوثيق الارتباط بالوطن. وفي هذا الصدد أوضح االدكتور مصطفى درواش أستاذ النقد والمناهج بجامعة تيزي وزو يوم الجمعة ل (واج) بتيسمسيلت على هامش المهرجان الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية أن الشعر الشعبي لعب دورا كبيرا وقت الثورة التحريرية وفي التنديد بالاستعمار كذا في تجنيد المجتمع الجزائري وقت الانجازات والبناء الوطني وكذا اليوم بالتحسيس ضد الآفات الاجتماعية ومكافحتها على غرار تعاطي المخدرات وتوثيق الاتباط بالوطن بابعاد الشباب عن مغريات الهجرة السرية. وأضاف درواش الذي يعتبر عضوا في لجنة تحكيم هذه التظاهرة الثقافية أن الشاعر الجزائري "مندمج مع تاريخ بلاده" و"يحمل هموم وطموحات مجتمعه" مبرزا أن "دوره (الشاعر) يكمن بالأساس في زرع الوعي لدى المجتمع لاسيما في ما يتعلق بحب الوطن والمشاركة في مسيرة البناء والتشييد التي ما تزال متواصلة". وشدد الباحث على ضرورة أن تكون مشاركة فعلية بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والثقافة لتفعيل انتشار الشعر الشعبي" موضحا أن "عملية التفعيل تبدأ بالبحث في مجال الأدب الشعبي بغية جعله أدبا راقيا يخضع لمناهج البحث العلمي". كما أبرز درواش في ذات الصدد أن "هناك العديد من المبادرات قد تمت في مجال ترقية الأدب الشعبي ببلادنا من خلال الملتقيات الكثيرة التي نظمت بعدة جامعات من الوطن والتي خصصت حيزا كبيرا من اهتماماتها بالبحوث التي استغلت المناهج الغربية لتحليل النصوص الأدبية الشعبية بالجزائر". وذكر الباحث أن الرؤية الجديدة للشعر الشعبي بالجزائر والناتجة عن الانفتاح على الثقافة والمعرفة بالاقتصاد والسياسة والمجتمع هو توجه معظم الشباب لهذا المجال الأدبي وأن الشاعر الشعبي الشاب حاليا "يبحث ويضيف حيث يعد هذا برهانا على تطور الأدب الشعبي ببلادنا"مضيفا أن الشاعر الشعبي حاليا "يحسن الإلقاء ومواجهة الجمهور حيث أصبح يملك حضورا قويا على ركح المسرح ولكن بالمقابل لا يجب أن يتوقف عند هذا الحد بل ينبغي عليه الاهتمام بالنص وتدوين مؤلفاته الشعرية لتكون فيما بعد في متناول الباحثين والمهتمين بمجال الأدب الشعبي". ويتواصل إلقاء قصائد شعرية ملحونة وتقديم أغاني بدوية بدار الثقافة "مولود قاسم نايت بلقاسم" في اطار هذا المهرجان الذي يدوم إلى غاية يوم الاثنين القادم.