تعرف الطبعة السابعة من المهرجان الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية المنظم بتيسمسيت من 31 أكتوبر إلى 3نوفمبر اقبالا كبيرا للجمهور المهتم بالموروث الثقافي اللامادي. وبالفعل لم تتمكن دار الثقافة "مولود قاسم نايت بلقاسم" منذ اليوم الأول من هذه التظاهرة من استعاب العدد الكبير من محبي الأغنية البدوية الأصيلة والمهتمين بقصائد الشعر الملحون والذين قدموا من ولايات عديدة من الوطن على غرار تيارت وعين الدفلى والجزائر العاصمة ووهران ومعسكر والجلفة وسطيف والأغواط. وحسب محافظ المهرجان عبد الحميد مرسلي فان سر الاقبال الكبير للجمهور يعود إلى المكانة الكبيرة التي أصبح يحظى بها هذا الموعد الثقافي كونه يساهم بشكل كبير في ترقية وتطوير الشعر الشعبي والأغنية البدوية ليضيف أن هذا التوافد دليل على نجاح التظاهرة. وللإشارة تميز اليوم الثالث من المهرجان بالقاء عدة محاضرات من طرف أساتذة مختصين في مجال الأدب والتراث الشعبي حيث قدموا رؤية نقدية للقصائد الشعرية التي ألقيت من قبل المشاركين. وفي هذا الجانب أشار الأستاذ محمد بلحسين من المركز الجامعي لتيسمسيلت في مداخلته أن "مكانة الشعر الشعبي لدى الشاعر الجزائري تعبر عن حب وجداني داخلي للتراث الشعبي الأصيل وكذا اهتمام متزايد بثقافة مجتمعه". كما أبرز الدكتور علي كبريت وهو أستاذ مختص في القصيدة الشعبية من نفس المركز النقائص التي تعرفها القصيدة الملحونة والمتمثلة في "وقوع الكثير من القصائد في التكرار بالاضافة إلى عدم احترام معظم الشعراء في هذا اللون الأدبي لأوزانه وكذا مواضيعه غير المناسبة أحيانا من حيث الطرح والمضمون". وأضاف المحاضر أن "الشعر الملحون في بلادنا يتميز بعدة قيم ومضامين منها القيمة الاجتماعية والتاريخية فالشاعر الكبير لخضر بن خلوف على سبيل المثال قدم وصفا دقيقا لمعركة مزغران في احدى قصائده التي أصبحت مرجعا مناسبا يلجأ اليه المؤرخون". ومن جهة أخرى عرفت سهرة أمس الاثنين تداول 38 شاعرا من مختلف انحاء الوطن فوق خشبة مسرح دار الثقافة "مولود قاسم نايت بلقاسم" حيث ألقو قصائد تبرز جلها عظمة ثورة 1 نوفمبر الخالدة. كما تجاوب الجمهور من ناحية ثانية على وقع الأغاني البدوية التي تفننت عدة فرق في أدائها على غرار "أشعار الحضنة" من ولاية المسيلة و"صياد العربي الخميسي" من ولاية عين الدفلى وفرقة "الغناء الشعبي" لباتنة.