تبذل مختلف المصالح المعنية بولاية النعامة و سكان الأحياء جهودا مكثفة لتجاوز مخلفات التقلبات الجوية السيئة التي مسجلت خلال الأيام الأخيرة ولاعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي كما لوحظ . وتقوم فرق من عمال النظافة وأعوان الغابات عبر عدة أحياء بأشغال التنظيف من خلال إزالة الأتربة و الأوحال و بقايا الأشجار باستعمال جرافات و شاحنات لإزالة الأكوام المتراكمة من مخلفات سيول الأمطار. ومن أجل ضمان عودة الحياة إلى طبيعتها بمدينة النعامة و بعض أحياء البلديات الأخرى كالحي الجنوبي وأحياء "العيداوي" و" السلام" بمدينة المشرية و قصر "سيدي بوتخيل" بمدينة العين الصفراء جندت المصالح الولائية عتادا تابعا لعدة مصالح تقنية. كما يساهم المواطنون بدورهم من خلال نشاط تضامني وتطوعي في أشغال تنظيف شوارع و أزقة المدن و رفع المخلفات التي جرفتها الأمطار التي قدرت ب 78 ملم خلال 24 ساعة الأخيرة ببلدية النعامة لوحدها حسب مصالح الأرصاد الجوية. ولوحظ اليوم الأربعاء بحي السكنات التطورية و البناء الريفي بالجهة الغربية لبلدية النعامة حضور مجموعات من السكان في نشاط تطوعي تضامني بادرت إليه جمعيتا "التويزة" و "ناس الخير" وبعض لجان الأحياء حيث أكد هؤلاء الشباب أنهم عازمون على تدعيم جهود المصالح البلدية من أجل استرجاع الأوضاع العادية لأحيائهم وضمان تنقل أبنائهم دون أخطار أو عوائق خاصة و أن العتاد متوفر و ظروف الطقس تحسنت بشكل كبير". ومن جهة أخرى تم اخراج المياه من بعض مداخل و ساحات المؤسسات التعليمية التي غمرتها سيول الأمطار .كما سجلت عودة طبيعية للحياة الدراسية عبر مختلف البلديات و القرى التي التحق بها الأساتذة و المتمدرسين بشكل عادي -كما أكدت مديرية التربية بالولاية. وفي نفس السياق أكد مدير الطاقة و المناجم زنوش يزيد أن التموين بقارورات غاز البوتان و الوقود متحكم فيه مشيرا أن هناك مخزون يلبي حاجيات الولاية لمدة أربعة أيام قادمة بالرغم من تذبذب حركة شاحنات التوزيع نحو بعض المناطق حيث توفر شركة "نفطال" ومؤسسة تعبئة القارورات لأحد الخواص مخزونا ب18317 قارورة بوتان فضلا عن توفر حجم يقدر ب 554 مترا مكعبا من الوقود عبر محطات الخدمات. ومن جهتها بادرت مصالح الشرطة بالولاية إلى عملية تضامنية لفائدة العائلات المتضررة خلال تقلبات الطقس وموجة البرد الشديد من خلال زيارات وتقديم وجبات ساخنة و دعم نفسي لعشرات العائلات المقيمة بالخيم الواقعة قرب محطة القطار وبطريق "عين ابن خليل" غرب بلدية النعامة وعائلات أخرى من البدو الرحل تقطن بطريق تيسمولين ببلدية المشرية. وأوضحت مصالح الولاية من جهتها أنها ستتكفل بإصلاح الأضرار في أقرب الآجال الممكنة وذلك بمجرد القيام بالتقييم المتعلق بها و جميعها تتلخص "في الحاجة إلى التهيئة الحضرية و تأهيل بعض الأحياء السكنية وإعادة النظر في نظام تصريف مياه الأمطار المتضرر بفعل الفيضانات". و للتذكير فقد بذلت مصالح الحماية المدنية جهودا حثيثة لإجلاء العائلات والأشخاص العالقين بالطرقات المقطوعة و خصوصا بالطريق الوطني رقم 22 الذي تعود إليه حركة المرور تدريجيا بعد انخفاض منسوب الأودية التي غمرت بعض مقاطعه -كما أفادت نفس المصالح.