اجتاحت موجة من الأمطار الغزيرة عدة ولايات من بينها البيض وباتنة والمسيلة، وتسببت في فيضانات وسيول جارفة أدت إلى وفاة 10 أشخاص بالبيض وباتنة وانهيار 4 جسور، كما غمرت المياه 6 أحياء بالمسيلة وتعد البيض الولاية الأكثر تضررا، حيث شكلت خلية أزمة لمتابعة تطور الأوضاع وطلبت المساعدة من الولاية المجاورة. ارتفعت حصيلة عدد ضحايا الفيضانات التي شهدتها ولاية البيض خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة من خمس (5) إلى تسع (9) وفيات، بعد العثور على جثث أربعة (4) أشخاص آخرين كما أفادت بذلك مصالح الحماية المدنية في حصيلة جديدة. ويتعلق الأمر حسب ذات المصدر بشخص جرفته سيول وادي الموحدين بطريق بلدية الرقاصة وشابة جرفتها سيول وادي الدفة إلى منطقة خناق أزير بالمخرج الشمالي لمدينة البيض وبنت صغيرة عثر على جثتها تحت أنقاض منزل منهار بالقصر بوخواضة القديم بعاصمة الولاية. وكذا امرأة عثر على جثتها بضواحي منطقة أم الجراد على بعد حوالي 25 كلم شمال مدينة البيض. وتم إجلاء جثث هؤلاء الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف بالبيض. كما أضافت مصالح الحماية المدنية. وقد تم إحصاء 127 عائلة متضررة يجري التحضير لتحويلها إلى مخيم خاص يقع بمصنع الأحذية سابقا، حيث جندت كافة الوسائل المادية والبشرية لأجل التكفل بهم كما أوضح والي الولاية. للتذكير فقد شكلت لجنة أزمة على مستوى مصالح الولاية لمتابعة الأوضاع والتكفل بجميع المتضرريين وإحصاء الخسائر التي خلفتها هذه الموجة من التقلبات المناخية التي خلفت أيضا انهيار عدة جسور ببلديات البيض وأربوات وبريزينة. وأوضح مسؤول الحماية المدنية أن مصالحه قد تدعمت ب120 عون حماية مدنية قدموا من ولايات مجاورة لتعزيز جهود إنقاذ المنكوبين من هذه التقلبات المناخية. ومن جهتها، استقبلت مصالح الاستعجالات الطبية بالمؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف بالبيض في نفس اليوم 43 حالة لإصابات مختلفة من ضمنهم 10 جرحى تلقوا الإسعافات الطبية اللازمة وغادروا المصلحة في حين أن باقي المصابين لا زالوا يتلقون الإسعافات الطبية. وسجلت المصالح التقنية التابعة لمديرية الأشغال العمومية بالبيض من جهتها انهيار ثلاثة جسور اثنان منها بعاصمة الولاية والثالث ببلدية بريزينة. وقامت مصالح الولاية بتشكيل خلية أزمة لمتابعة تطورات الأوضاع وتقديم يد المساعدة إلى العائلات المتضررة والشروع في العمل بالمخطط الاستعجالي الخاص بمواجهة الكوارث الطبيعية كما أعلن عن ذلك والي الولاية. وذكرت مصالح الحماية المدنية أن ارتفاع منسوب المياه قد بلغ في بعض المواقع 13 مترا بسبب سرعة تدفق وادي البيض وتجاوزه في عديد الأحيان مستوى الجسور. وقد وصلت إلى البيض مساعدات متنوعة من ولايات مجاورة تضامنا مع العائلات المتضررة من الفيضانات التي شهدتها الولاية خلال الأربعة وعشرين ساعة الأخيرة حسب ما علم، أمس، من مصالح الولاية. وقد وجهت ولاية الأغواط مجموعة من الآليات بهدف المساهمة في فتح حركة المرور وتنظيف المدينة من مخلفات هذه الفيضانات إضافة إلى عدد من المضخات بهدف إخراج المياه من البيوت المغمورة. كما أسهمت كل من ولايات وهران والجلفة وسعيدة بمجموعة أخرى من المساعدات في مقدمتها توجيه ستة آلاف بطانية لفائدة العائلات المتضررة إضافة إلى بعض المواد الغذائية التي هي في طريقها للوصول. ومن المرتقب أن تستقبل ولاية البيض 19 شاحنة صهريج و25 ألف كيس مائي لفائدة العائلات المتضررة. من جانبها، قررت مديرية التربية لولاية البيض توقيف الدراسة عبر المؤسسات التعليمية الواقعة عبر عاصمة الولاية البيض حسب ما ذكرته مصالح مديرية التربية وذلك من أجل إحصاء الأضرار الناجمة عن الفيضانات التي شهدتها المنطقة. وأوضح الأمين العام لمديرية التربية أن هذا القرار جاء بهدف إحصاء الأضرار المسجلة عبر مختلف المؤسسات التعليمية ومن أجل دراسة مدى عدم تهديدها لسلامة المتمدرسين. وأضاف أنه ''على العموم معظم المؤسسات التي تم الوقوف عليها لا تشكل خطرا على التلاميذ غير أنها بحاجة إلى ترميمات خارجية'' بسبب الأضرار الناجمة عن تدفق الأمطار بها. وتعد مصالح التربية بالولاية بالتنسيق مع المصالح التقنية التابعة لمديرية السكن والتجهيزات العمومية بطاقات تقنية خاصة بكل مؤسسة تربوية بهدف التكفل بعملية ترميمها ضمن برنامج خاص، ومن المرتقب أن تستأنف الدراسة بشكل عادي، اليوم، حسب ما أشارت إليه مديرية التربية. وبباتنة، جرفت سيول الأمطار الغزيرة التي تساقطت، مساء أول أمس، على مناطق عدة بالولاية شخصا في ال47 من العمر، كما أدت إلى تحطيم جسر في حين تسربت المياه إلى العديد من المنازل ببعض البلديات حسب ما علم أمس، من الحماية المدنية. وأوضح المصدر بأن جثة الشخص الذي كان على متن شاحنة حين جرفته سيول وادي لقرين القرنيني ببلدية عزيل عبد القادر، ليلة السبت، تم انتشالها، أمس، بمشتة أولاد ميرة، وببلدية أولاد عمار أدى ارتفاع منسوب المياه إلى انهيار جسر الطريق البلدي الرابط ما بين بلديتي عزيل عبد القادر وأولاد عمار، مما أدى إلى توقف حركة المرور بشكل تام بهذه الجهة. وتسببت تقلبات الطقس التي شهدتها الولاية أيضا استنادا إلى مصالح الحماية المدنية في جرف السيول القوية ببلدية نقاوس مركبة لنقل المسافرين وذلك على الطريق الوطني رقم 78 وتمت نجدتها دون تسجيل أي إصابات مع معاينة منزلين بوسط المدينة تسربت إليهما المياه. وببلدية أولاد سي سليمان تم إنقاذ شاحنة لنقل البضائع جرفتها السيول بالمكان المسمى ''وادي قرية لحمام'' استنادا إلى مصالح الحماية المدنية التي أشارت إلى معاينة 10منازل ومحل تجاري بمدينة باتنة وكذا 8 سكنات أخرى ببلدية وادي الطاقة تسربت إليها سيول الأمطار بعد انسداد قنوات الصرف الصحي. وبالمسيلة تساقطت أمطار غزيرة على المدينة وضواحيها يوم الجمعة مسجلة 58 ملم وهو حجم لم يسجل منذ عدة سنوات بهذه المنطقة حسب ما علم، أول أمس، من الحماية المدنية. واستنادا إلى المصالح ذاتها فإن السيول التي جرفت معها الأتربة وحولت شبكات الطرقات بالمدينة إلى سواقي غمرت ما لا يقل عن 300 منزل عبر أكثر من 6 أحياء من بينها حيان عتيقان بكل من الكوش والعرقوب. وعلى الرغم من أن الحماية المدنية أكدت عدم تسجيل ضحايا فإن أعوانها قضوا ليلة الجمعة إلى السبت في إخراج المياه من المنازل التي هاجرها أصحابها متخوفين من انهيارها خصوصا منها المبنية من الطوب. وأكد من جهته، رئيس المجلس الشعبي البلدي أنه تم التحكم في الوضعية في الوقت الراهن، مشيرا إلى عدم تسجيل خسائر مادية في الوحدات السكنية. كما تم تنصيب خلية أزمة بالولاية لمواجهة احتجاجات شرع فيها بعض سكان أحياء الكوش واشبيلية منذ صباح أمس، مطالبين السلطات المحلية بضرورة التكفل بمشكل تصريف مياه الأمطار اعتبروها منجزة بطريقة غير مطابقة للمقاييس، ما أدى -حسبهم- إلى انسدادها وتحويل الطرقات والأحياء إلى برك من الماء الممزوج بالطين. وناشد سكان حيي العرقوب والكوش المحاذيين لضفتي وادي القصب السلطات بضرورة الإسراع في إنجاز مشروع حماية المدينة من الفيضانات والذي ظل يراوح مكانه -حسبهم- منذ أزيد من خمس سنوات. وذكر مصدر من بريد الجزائر بالمسيلة أن القسم الخاص بالبريد والطرود على مستوى القباضة الرئيسية للمدينة قد أتلف بنسبة كبيرة جراء دخول السيول إلى مختلف المكاتب.