انسحب متمردو حركة 23 مارس في جمهورية الكونغو الديمقراطية من غوما عاصمة ولاية شمال كيفو الاستراتيجية شرقي البلاد في خطوة اعتبرتها الحكومة "الاتجاه الصحيح" لاحتواء المواجهات المتواصلة منذ عدة اشهر والتي خلفت العديد من الضحايا في صفوف المدنيين. وقالت مصادر عسكرية ان المتمردين اكملوا عملية الانسحاب من غوما وسيك واستعادت الحكومة السيطرة على المؤسسات في هذه المدن. ويأتي انسحاب متمردو حركة 23 مارس الذين كانوا يرفضون الانسحاب من قبل من غوما عقب وساطة دول البحيرات العظمى التي تضم كل من اوغندا و رواندا و جمهورية الكونغو الديمقراطية و تنزانيا و بوروندي و كينيا و السودان و انغولا و افريقيا الوسطى و الكونغو و زامبيا. ورحبت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية بهذا الانسحاب من مدينة غوما و اعتبرته "خطوة في الاتجاه الصحيح". من جهته، قال قائد المقاتلين المتمردين سلطانى ماكينغا "إن هذا الانسحاب يأتى استجابة لطلب من الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى" مؤكدا ان هذا الانسحاب هو "من أجل السلام ". وأكد القائد العسكري للحركة أن رجاله سينسحبون كما اتفق على ذلك بعد وساطة قامت بها دول منطقة البحيرات العظمى. وكانت الحركة المتمردة قد دخلت غوما منذ 10 أيام ردا على رفض كينشاسا إجراء محادثات مباشرة مع الحركة التى بدأت نشاطها منذ عدة اشهر. ووضع المتمردون الذين اشاروا الى ان عملية الانسحاب ستاخذ وقتا اطول اول أمس الجمعة شروطا لانسحابهم مثل السيطرة على الاسلحة التي خلفتها وراءها القوات الحكومية ومحاولة اقتحام المطار الدولي في غوما الذي تحرسه قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام للاستيلاء على الذخيرة هناك. وفي إطار تامين مدينة غوما وصل نحو 300 شرطي من الكونغو الديمقراطية إلى مدينة جوما شرق البلاد لتأمينها عقب انسحاب متمردي حركة 23 مارس (إم 23). وتم نقل أفراد الشرطة على متن قارب في بحيرة كيفو بمدينة بوكافو الواقعة على بعد 100 كيلومتر من الجنوب للوصول إلى ميناء غوما الحدودية مع رواندا وقبيل الوصول أشرفت آلية التحقق المشتركة "آلية إقليمية لمراقبة الحدود بين رواندا والكونغو" على مباحثات بين إم 23 والشرطة الوطنية الكونغولية لإعادة نشر الشرطة بغوما عقب انسحاب المتمردين. كما أعلنت الأممالمتحدة يوم الخميس أن مروحيات بعثتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية ستقوم بمراقبة جوية لانسحاب متمردي الحركة من غوام شرق البلاد. وقال مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة ادواردو ديل بويي"لدينا معلومات حول مجموعات صغيرة من متمردي الحركة الذين يدخولن و يخرجون من جوما لكن البعثة لم تتمكن بعد من التحقق فيما اذا كان عدد وحدات ام23 في المدينة قد تقلص بالفعل". وأدى الهجوم الواسع لمتمردي حركة 23 مارس في نوفمبر الماضي ضد القوات الحكومية الكونغولية واستلائهم خصوصا على مدينة غوما الاستراتيجية الى مقتل العديد من المدنيين الى جانب نزوح الآلاف منهم هربا من القتال . وأعلنت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أن عدد النازحين في جمهورية الكونغو الديمقراطية جراء التوترات الأمنية والبيئية بلغ نحو 4ر2 مليون نازح. كما تحدثت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن انتهاكات واسعة النطاق ترتكب في المنطقة بانتظام وتشمل القتل العشوائي والاغتصاب والتعذيب والعنف العرقي. وتتشكل حركة ام 23 (حركة 23 مارس) اساسا من متمردين سابقين كونغوليين تابعين (لحركة المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب) و قد تم ادماجهم في الجيش بعد اتفاق مع كينشاسا و لكنهم قاموا بتمرد في افريل في شمال كيفو. وتتهم كينشاسا رواند بتقديم الدعم للحركة الامر الذي تنفيه كيغالي.