سيشكل الوضع في منطقة شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية التي أحكم متمردو حركة (23 مارس) السيطرة عليها محور قمة زعماء السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا "الكوميسا" المقررة يوم غد الجمعة وقمة استثنائية للمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى بعد غد السبت في العاصمة الأوغندية كامبالا كامبالا. وستشارك رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما ومفوض الاتحاد الإفريقي لشؤون السلم والأمن السفير رمضان العمامرة في القمتين وذلك في "اطار دعم الاتحاد الافريقي المتواصل للجهود الجارية التي تهدف إلى ايجاد حل نهائي لهذه الازمة" حسب ما ذكر بيان للإتحاد الإفريقي بأديس أبابا. وأشار البيان إلى ان زوما "تشعر بقلق بالغ" ازاء التدهور الخطير في الوضع الامني والانساني في شمال كيفو بالكونغو الديمقراطية و"تدين بشدة كل اشكال العنف ضد السكان المدنيين وتؤكد على أهمية التعاون غير المشروط من كل الاطراف المعنية في الكونغو الديمقراطية للجهود الجارية في اطار المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمي والتي تجرى بدعم كامل من الاتحاد الافريقي". وأضاف البيان أن مفوضية الاتحاد الافريقي تجري مشاورات مستمرة مع الأمانة التنفيذية للمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى وكذلك مع الاممالمتحدة حول هذه الازمة وان المفوضية ستعمل خلال هاتين القمتين على تبادل الاراء مع الاطراف المعنية حول تعزيز التضامن بشأن تحقيق السلام والامن والتكامل والتنمية في تلك المنطقة بما يشمل التجارة الحرة والمسائل الحدودية. و للإشارة فإن القمة الاستثنائية للمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى المقررة بعد غد السبت تعد الخامسة منذ شهر جويلية الماضي دون تحقيق تقدم ملموس حتى الآن. وكان رؤساء اوغندا يويري موسيفيني ورواندا بول كاغامي وجمهورية الكونغو الديموقراطية جوزف كابيلا طالبوا أمس في نهاية اجتماعهم الذي استمر لمدة يومين بأوغندا كمبالا متمردي "مارس 23" الكونغوليين بالإنسحاب من غوما كبرى مدن شرق جمهورية الكونغو التي سيطروا عليها أمس الثلاثاء. وقال الرؤساء الثلاثة في بيان مشترك أن "هناك خطة لهذا الغرض هي في طور التسليم (للمتمردين). من جهتها التزمت حكومة الكونغو أن تحدد اسباب الفوضى وتعالجها بقدر ما تستطيع". وأضاف البيان أن "الرئيسين موسيفيني وكاغامي قالا بوضوح أنه رغم وجود مطالب مشروعة لدى المجموعة المتمردة فإنهما لن يقبلا بتوسع هذه الحرب وبفكرة الإطاحة بحكومة الكونغو الشرعية او اضعاف سلطتها". وعقب لقائه بنظيريه الأوغندي والراوندي أعلن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية لوران كابيلا عن استعداده لدراسة مطالب متمردي حركة (23 مارس) الذين أحكموا أمس الأربعاء سيطرتهم على مدينة غوما وواصلوا تقدمهم ليعلنوا في المساء سيطرتهم على مدينة ساكى الواقعة غربي غوما بنحو 27 كيلومترا.وقد هددوا في وقت سابق بالتقدم نحو العاصمة كينشاسا. وأشارت مصادر إعلامية إلى أنهم يستعدون للاتجاه جنوبا نحو /بوكافو/ التي تبعد عن غوما ب 143 كيلومترا. وأكد المتحدث العسكرى باسم المتمردين فيانى كازاراما أن الحركة سيطرت على ساكى وتواصل تقدمها باتجاه مدينة بوكافو مطالبا الرئيس كابيلا بان يرحل عن السلطة قائلا انه "لم يفز في انتخابات العام الماضي" في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر 2011. وكان الجيش الكونغولي تجمع في ساكي بعد فراره أول أمس من غوما عاصمة ولاية كيفو الشمالية. وقال سكان أن مدينة غوما التي تضم 300 الف نسمة وعشرات الالاف من اللاجئين لا تزال محرومة من المياه والكهرباء فيما افادت مصادر متطابقة ان ممثلين عن بعثة الاممالمتحدة للاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية واجانب اخرين تعرضوا لهجمات فى عدة مدن من البلاد بعد سقوط مدينة غوما على رغم وجود كتيبة كبيرة من الجنود الدوليين المتهمين بالتقصير. و تجدر الإشارة إلى أن حركة (23 مارس) تضم عسكريين متمردين وتنشط في غوما شمال الكونغو الديمقراطية وتأسست رسميا في 23 مارس الماضي من قبل متمردين مقربين من الجنرال المخلوع في القوات المسلحة للكونغو الديمقراطية بوسكو نتاغاندا الذي كانت المحكمة الجنائية الدولية تريد محاكمته لإرتكابه جرائم حرب في الماضي. وقد تمكنت من السيطرة على جزء كبير من شمال كيفو بمساعدة رواندا كما تقول الأممالمتحدة بينما تنفي كيغالي دعم التمرد.