قال نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل يوم الجمعة أن "الغرب يدعم أشكال التغيير غير المباشرة في سورية بعد أن فشل في فرض التغيير المباشر العسكري". ونقلت وسائل إعلام روسية عن جميل قوله في مؤتمر صحفي بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "الغرب فشل في فرض التغيير المباشر العسكري فتحول عنه لدعم أشكال التغير غير المباشرة". و يرى جميل الذي يترأس وفدا في زيارة إلى روسيا أنه في حال استمرت المواجهات في سورية على حالها اليوم فإنه "لن يكون هناك (غالب ومغلوب) والذي سيهزم هو سورية والشعب السوري وهذا أمر غير مسموح به". وأضاف أن "الوضع في البلاد معقد والمواجهات ما زالت جارية والضحايا يزدادون والخسائر الاقتصادية تتزايد". وأشار جميل إلى أن "التجربة العملية تثبت أن ليس هناك حلا عسكريا والحل الوحيد الممكن هو الحل السلمي عبر الحوار الذي لا يمكن أن يبدأ بشروط مسبقة لطرف على طرف وإنما ينبغي الاتفاق على مبادئه العليا فقط" مشددا في الوقت نفسه على "رفضه التدخل الخارجي والعنف كوسيلة لحل المشاكل الداخلية". وتابع أن "ضحايا الأزمة السورية حتى الآن يقدرون بعشرات الألوف وقد تجاوز الرقم ال30 ألفا حسب الإحصائيات" لافتا الانتباه إلى أن الخسائر المباشرة للاقتصاد السوري "بلغت ما يعادل 40 مليار دولار". ودعا جميل كافة الفرقاء إلى "التوجه نحو الحوار لإيجاد مخرج سلمي" قائلا "آن أوان وقف نزيف الدم". وتابع جميل"خلال لقائي بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف اتفقنا على نقطتين أساسيتين هما ضرورة بدء الحوار فورا وليس غدا والثانية ضرورة تقديم مساعدات إنسانية إلى سورية" مشددا على أن "المساعدات التي ستصل إلى سورية لا تفرق بين معارضين وموالين فكلهم بحاجة إلى مساعدة". وكان الوفد السوري وصل أمس إلى موسكو يرأسه نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل بهدف مناقشة تطورات الأزمة السورية واعتراف مؤتمر (أصدقاء الشعب السوري) في مراكش بالمغرب ب"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري. وكانت الخارجية الروسية نقت في وقت سابق اليوم ما نقل عن بوغدانوف حول أن المعارضة السورية تتجه الى تحقيق "نصر وشيك" على النظام في سورية موضحة أنه "جاء في إطار سرد مزاعم ممثليها وداعميها الخارجيين". وكانت وسائل إعلام روسية نسبت أمس الخميس لبوغدانوف قوله في كلمة ألقاها أمام الغرفة الاجتماعية الروسية أن "النظام السوري يفقد سيطرته على البلاد من دون أن يستبعد احتمال انتصار المعارضة". و يذكر أن اجتماعا ضم 100 وفد من حول العالم شارك أول أمس الأربعاء في مؤتمر (أصدقاء الشعب السوري) في مراكش بالمغرب وقد أعلن المشاركون فيه اعترافهم ب"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري.