قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أمس الثلاثاء إن موسكو أكدت حرصها على تعزيز الاتصالات مع جامعة الدول العربية بغية تنفيذ بنود المبادرة العربية، مستبعداً تكرار السيناريو الليبي في بلاده. وذكرت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أن غليون أعرب، عقب لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، عن ارتياحه لنتائج المحادثات التي وصفها بأنها "مفيدة ومثمرة". وعبّر عن تفاؤله مشيراً إلى أن موسكو أكدت حرصها على مواصلة التنسيق مع المجلس الوطني وتعزيز الاتصالات مع جامعة الدول العربية بغية تنفيذ بنود المبادرة العربية. وقال غليون أن فكرة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري لم تُبحث خلال اللقاء، "لكن الجانب الروسي أعرب عن ارتياحه للتواصل مع المجلس وأكد على حرصه على مواصلة الاتصالات معه خلال الفترة المقبلة". وأبلغ غليون الجانب الروسي خلال اللقاء أنه "ينبغي على كل الدول الحريصة على الحل السلمي للوضع في سوريا دفع الأسد إلى التنحي"، مشدداً على أنه "أوغل في قتل الشعب السوري وأصبح جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل"، واعتبر أن رحيل الأسد يكون خطوة نحو التوصل إلى الحل السلمي. وقال أن الثورة في سوريا "سلمية وكل التنسيقيات في المحافظات اختارت الأسلوب السلمي"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى "نزوع البعض لحمل السلاح بسبب شدة القمع من جانب النظام". ولفت إلى أن عدد القتلى زاد عن 50 يومياً و"بالأمس فقط سقط أكثر من خمسين شهيداً" وهذا الأمر "يدفع البعض إلى حمل السلاح لكن الثورة سلمية وستظل كذلك". واستبعد غليون تكرار السيناريو الليبي في سوريا، مؤكداً على اتفاق المواقف بين المجلس والروس على ضرورة تجنب الانزلاق نحو السيناريو الليبي، وقال إن المجلس الوطني حريص على الحل السلمي السياسي للوضع من خلال الحوار. وأكد الاستعداد للحوار مع كل الأطراف التي لم تتورط بقتل السوريين مشدداً على رفض التدخل العسكري الخارجي بكل أشكاله. وكان غليون أجرى جولة محادثات مع لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف. وقالت "نوفوستي" إن اللقاء بين الجانبين الروسي والمعارض السوري دام أكثر من المدة المخصصة له، معتبرة ان هذا "يشير إلى أن المحادثات كانت مطولة وعميقة". وكانت وكالة "إيتار تاس" الروسية نقلت عن غليون قوله للصحافيين قبل لقاء لافروف إن المعارضة السورية تريد تسوية النزاعات في بلادها من دون تدخل عسكري من الخارج. وقال "نحن نريد تجاوز الأزمة.. ونريد أن نفعل ذلك من دون تدخّل عسكري خارجي". وأضاف "نحن لا نتخلى عن الحوار.. لكننا نرفض الحوار مع هؤلاء الذي يقتلون المواطنين السوريين"، مشدداً على أن المجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة السورية في الخارج، مستعد "للتعاون مع هؤلاء الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء". وأضاف أن المجلس يريد إنقاذ سوريا من الأزمة والتدخل الخارجي. وكان غليون دعا في مقابلة مع "أنباء موسكو" قبل ساعات من وصوله على رأس وفد من المعارضة السورية إلى روسيا، موسكو إلى تغيير موقفها ودعم الشعب السوري. يذكر أن روسيا كانت استخدمت حق النقض (الفيتو) مع الصين في مجلس الأمن الدولي لرفض فرض عقوبات على سوريا.