واصل المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي اليوم الخميس تكثيف جهوده الدبلوماسية لوقف العنف وإطلاق حوار وطني شامل بين الحكومة والمعارضة على أساس اتفاقيات جنيف وسط تصعيد امني مستمر راح ضحيته نحو 45 الف شخص. وصرح الابراهيمي قبيل مغادرته سوريا اليوم بعد سلسلة لقاءات في دمشق بداية الأسبوع مع الرئيس السوري بشار الاسد وعدد من المسؤولين الحكوميين واقطاب المعارضة في الداخل بحثا عن ايجاد مخرج سلمي للازمة السورية ان التغيير المطلوب في سوريا يجب ان يكون تغييرا"حقيقيا" داعيا كافة الاطراف الى وقف العنف والالتزام بالمسار السلمي. كما كشف المبعوث العربي والدولي المشترك "ان ثمة مشاورات تجرى حول تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة من جميع الأطراف المعنية بالازمة السورية الى حين إجراء انتخابات جديدة". ونفى الابراهيمي انباء صحفية مفادها انه يقوم خلال جولته المكوكية التي قادته الى دمشق تليها زيارة الى موسكو ثم القاهرة "بتسويق أي مشروع روسي-أمريكي حول الأزمة في سوريا" مؤكدا أن اتفاق جنيف فيه من الأفكار الكافية لحل الأزمة في سوريا خلال الأشهرالمقبلة ولا داعي لإضفاء أي نقاط جديدة . وفي تصريح متطابق مع تصريح الابراهيمي أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش اليوم أنه "لا توجد أية خطة روسية أمريكية لتسوية الوضع في سوريا " مشيرا إلى أن اتفاقيات جنيف هي "أساس لا بديل له لحل الازمة في سوريا". وشدد المسؤول الروسي الذي التقى الابراهيمي امس الاربعاء بدمشق على ضرورة حث طرفي النزاع السوري على تنفيذ ما ورد في بيان الاجتماع الوزاري في 30 جوان من السنة الجارية في جنيف من أجل الخروج من المأزق وحقن الدماء ووقف استخدام القوة وبدء الحوار بين الأطراف السورية الى جانب التزام الأطراف الخارجية أيضا بما اتفق عليه المشاركون في ذلك . وتداولت وسائل إعلام عربية وغربية ما قالت إنه خطة تحظى بتأييد روسي أمريكي لتسوية الأزمة في سوريا تقوم على تشكيل حكومة يوافق عليها كافة الأطراف في سوريا على أن يبقى الرئيس بشار الأسد في منصبه حتى 2014 وأن يكون له صلاحيات محدودة من دون أن يترشح مجددا للانتخابات. ونظرا لاقتناع الابراهيمي والجانب الروسي بالحاجة الملحة الآن إلى إجراءات نشطة وحاسمة لوضع حد لإراقة الدماء سيجري المبعوث الدولي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم السبت المقبل بموسكو مباحثات لمناقشة كافة المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية الدبلوماسية في سوريا . وفي اطار المشاورات السورية-الروسية الرامية إلى تطوير الحوار مع الحكومة وقوى المعارضة من أجل وقف إراقة الدماء في سوريا شرع فيصل المقداد النائب الأول لوزير الخارجية السوري اليوم في زيارة إلى موسكو لبحث آخر تطورات الأوضاع في بلاده حيث سيجري مباحثات فى وقت لاحق اليوم مع سيرجى لافروف . من جهة اخرى، يلتقي المبعوث المشترك الأممي-العربي إلى سوريا يوم الأحد المقبل في القاهرة مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لبحث نتائج زيارته لدمشق ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة الداخلية والوضع المتأزم هناك والحلول الممكنة لحل الأزمة سلميا. كما التقى الابراهيمي خلال زيارته الى دمشق نائب وزير الخارجية السوري وطرح عليه نقطتين أساسيتين للوصول إلى ذلك الأولى تمثلت في "تشكيل حكومة لها صلاحيات واسعة" والثانية أن "يكمل الرئيس الأسد ولايته حتى عام 2014 ويتعهد بعدم الترشح لولاية جديدة". وتتزامن التحركات التي يقوم بها الابراهيمي مع تفاقم الوضع الامني في سوريا وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى جراء العمليات العسكرية اليومية. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن 45 ألفا شخصا قتلوا منذ منتصف شهر مارس من عام2011 بين مدنيين وعناصر قوات الجيش النظامي ومعارضين مسلحين.