ديسمبر 2012 (وأج) - أكد المشاركون في أشغال أيام دراسية حول المراكز التاريخية بمدينة جانت على ضرورة العمل من أجل إعادة الإعتبار للقصور العريقة لهذه المنطقة. ودعا في هذا الصدد رئيس جمعية "أساروف" لقصر أجاهيل و الذي يعود تاريخه إلى القرن أل 11 الى بذل المزيد من الجهود من أجل إعادة الاعتبار للقصور العريقة بجانت (قصر الميهان و أزلواز و جاهيل) باعتبارها جزء من الذاكرة التاريخية الجماعية لسكان المنطقة والتراث الوطني عموما. و أكد ذات المتدخل في هذا السياق أن هذه الأيام الدراسية من شأنها أن تخرج بتوصيات "ناجعة " للنهوض بترميم هذه القصور "المهمشة" إضافة إلى أنها فرصة للتعرف على السبل الكفيلة بحماية هذه المعالم التراثية العريقة التي لها مكانة خاصة لدى سكان المنطقة. و من جهته وبعد أن أبرز الدكتور رحوي حسين المختص في علم الإجتماع الحضاري من جامعة تلمسان في مداخلة له تحت عنوان "المرجعية الثقافية والحضارية للبناء القديم" أهمية المحافظة على التراث المعماري القديم إستعرض جوانب من خصائص هذا العمران وما يتطلبه من امكانيات لحمايته من الضياع. وتحدث في هذا الشأن عن ضرورة ملائمة مواد البناء المستعملة في عملية الترميم مع بيئة ومناخ المنطقة باعتبار أن القصور من التراث المادي الشاهد على مرحلة هامة من تاريخ الإنسان بمنطقة الطاسيلي آزجر إضافة إلى مراعاة الشكل الهندسي للقصور من مداخل وأقواس وغيرها. و بدوره تطرق الأستاذ أحمد طوايبية من جامعة البليدة في مداخلة له بعنوان "نماذج تجارب إعادة تأهيل قصور الجنوب الغربي (الساورة)" إلى البعد العمراني الذي تكتنزه القصور العريقة معتبرا أنها مدرسة للتاريخ العمراني في البناء ومبرزا في الوقت ذاته نجاعة التجارب التي تم تطبيقها على مستوى قصور الجنوب الغربي عامة و منطقة الساورة بصفة خاصة. ومن جهتها تحدثت الأستاذة إساك أوكافي عائشة إطار بالحظيرة الثقافية للتاسيلي في مداخلة تحمل عنوان " أنماط السكن بمنطقة الطاسيلي آزجر" مختلف الأنماط السكنية من خيمة وزريبة وقصور إتخذها الإنسان التارقي كمأوى له منذ القدم معتبرة أن قصور جانت بنيت قبل الإسلام مستندة في ذلك إلى القصور المتواجدة بالأندلس والتي بنيت على شكل مساجد. كما تطرقت المتدخلة إلى الخصائص الهندسية التي تتميز قصور الميهان و أجاهيل و أزلواز بالإضافة إلى كيفية بناء الخيم والزرائب التي تبنى بأدوات بسيطة من حجارة و أخشاب أسطوانية تدل على قدم الإنسان بالمنطقة و الذي عرف بكثرة التنقل نظرا لإمتهانه الرعي. وتندرج هذه الأيام الدراسية حول إعادة الإعتبار للقصور الثلاثة لمدينة جانت (قصر الميهان و أزلواز و جاهيل) في إطار تنفيذ إستراتيجية وزارة الثقافة في التكفل بالمراكز التاريخية على المستوى الوطني كما أوضح المنظمون. وتعرف هذه التظاهرة الثقافية التي تستمر على مدار ثلاثة أيام مشاركة العديد من الأساتذة والباحثين من مختلف جامعات الوطن ومؤسسات تحت وصاية وزارة الثقافة منها الحظيرة الثقافية لتندوف وبشار وتمنراست وكذا ديوان حماية وادي ميزاب وترقيته و جمعيات محلية للقصور الثلاث كما أضاف مدير الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للطاسيلي بالنيابة السيد صماد محمد العيد.