يقوم رئيس الاتحاد الافريقي توماس بوني ياى اليوم الاحد بمساعي دبلوماسية في محاولة لإطلاق حوار بين حكومة افريقيا الوسطى والمتمردين لاحتواء الازمة التي تفاقمت مؤخرا في الوقت الذي يزحف فيه تحالف "سيليكا" المتمرد يوما بعد يوم نحو العاصمة بانغي التي أعلن فيه حظر التجوال. وتندرج خطوة السيد توماس بوني ياي رئيس بنين الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي في اطار دعم قرارات المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا على خلفية النزاع الدائر في البلاد. اذ من المرتقب أن يلتقي رئيس الاتحاد الافريقي مع رئيس جمهورية افريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزي ببانغي لحثه على الحوار للخروج من الازمة التي تشهدها البلاد. وكان وزير الخارجية البنينى ناسيرو اريفارى باكو صرح في وقت سابق ان الرئيس يونى ياى سيذهب الى افريقيا الوسطى في مسعى وقائي وسيدعو مختلف الاطراف الى الحوار. واكدت مصادر دبلبوماسية ان زيارة رئيس الاتحاد الافريقي تأتي بهدف تعزيز الحوار بين حكومة الرئيس بوزيزي والمتمردين المسلحين الذين يطلق عليهم اسم "تحالف سيليكا". وفي اطار الدعوات القائمة لاحتواء الوضع دعت المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا اليوم متمردي "سيليكا" إلى عدم تجاوز مدينة (دامارا) فيما يصر المتمردون على رحيل الرئيس فرانسوا بوزيزي. وقال انطونيو دي غارسيا رئيس وفد المجموعة أن "قوات مجموعة وسط افريقيا الموجودة في افريقيا الوسطى في حالة تأهب قصوى ومدينة دامارا خط يجب عدم تجاوزه" مضيفا "نطلب من القوات الحكومية والمتمردين عدم تجاوز مواقعهم الحالية واعطاء فرصة للحوار" . من جهته أكد مفوض الاتحاد الإفريقي لشؤون السلم والأمن السفير رمطان لعمامرة ان هناك اتصالات جارية بين زعماء من دول وسط القارة الافريقية وقادة تحالف المتمردين "سيليكا" في جمهورية افريقيا الوسطى بهدف إقناعهم بإرسال وفد إلى ليبرفيل عاصمة الغابون لبحث اتفاق سلام وانهاء الازمة في البلاد. وقال لعمامرة في تصريحات للصحفيين بأديس أبابا إن هؤلاء الزعماء الاقليميين يسعون الى اقناع قادة التمرد والذين يحتلون عدة مدن بجمهورية افريقيا الوسطى و يقتربون من العاصمة بانغي لارسال وفد للمشاركة في محادثات السلام المزمع ان تبدأ قريبا في ليبرفيل بهدف التوصل الى اتفاق سلام وانهاء الازمة التي تفاقمت مؤخرا في البلاد. واشار لعمامرة إلى أن مفوضية الاتحاد الافريقي تكثف جهودها لإيجاد حل سريع للأزمة في البلاد وأنها أرسلت الممثل الخاص للاتحاد لشؤون منطقة البحيرات الكبرى السفير أبوبكر ديارا إلى ليبرفيل بالغابون بهدف تكثيف الاتصالات للتعجيل بحل الأزمة في جمهورية إفريقيا الوسطى. و فيما عبرت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما عن "قلقها" ازاء التدهور المستمر في الموقف في جمهورية افريقيا الوسطى مشيرة الى أن "المفوضية تكثف جهودها باتجاه ايجاد حل سريع للأزمة في البلاد". وقالت زوما في بيان اصدره الاتحاد الافريقي بأديس أبابا أنها "أرسلت الممثل الخاص لها لشؤون منطقة البحيرات العظمى السفير أبوبكر ديارا إلى ليبرفيل بالغابون بهدف تكثيف الاتصالات والمباحثات لمحاولة التعجيل بحل الأزمة ". وبشأن الوضع الامني فان التوتر والقلق لازال يخيمان على الساحة بجمهورية افريقيا الوسطى التي أعلن فيها حظر التجول في وقت يزداد الضغط فيه على بانغي مع تقدم المتمردين نحوها. وكان قد تم إعلان حظر للتجول بين السابعة مساء والخامسة فجرا بالتوقيت المحلي في مدينة بانغي التي تواجه تهديدا من متمردي حركة "سيليكا" الموجودين على مسافة أقل من 150 كلم من المدينة وفق مرسوم تلاه عبر الإذاعة الليلة الماضية وزير الإدارة الإقليمية. وشوهدت المطاعم و المحلات مقفلة الابواب والشوارع خالية و ظهرت حواجز اقامها رجال مسلحين بالسواطير في المدينة حسبما اشارت اليه تقارير اعلامية . و قد أكد تحالف المتمردين في افريقيا الوسطى "سيليكا" الذي وصل إلى نقطة تبعد 160 كلم عن العاصمة بانغي أنهم "يريدون البحث في رحيل الرئيس فرنسوا بوزيزيه مع الاتحاد الافريقي". ووفقا لايريك ماسي الناطق باسم "سيليكا" أن "الرئيس بوزيزي ينوي نقل المعركة الى بانغي وسنتخذ الاجراءات اللازمة اذا تطلب الوضع ذلك" . وقال المتحدث باسم المتمردين أن "التحالف يريد أن يناقش مع رئيس الاتحاد الافريقي ببانغي في مسألة رحيل الرئيس بوزيزي" و ان "على الرئيس بوزيزي الاعتراف بهزيمته على الارض واستخلاص الدروس وأن "التمرد لا ينوي الاستيلاء على بانغي". ونظرا ل"الوضع الأمني المتدهور" أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنشر قوة قوامها حوالي 50 عسكريا أمريكيا من القيادة الأمريكية في افريقيا في تشاد لدعم عملية إجلاء موظفي السفارة ومواطني الولاياتالمتحدة من جمهورية إفريقيا الوسطى. وذكر أوباما أنه على الرغم من أن القوات مجهزة للقتال إلا أنها قوات أمنية "احتياطية" تم نشرها "فقط بهدف حماية المدنيين الأمريكيين والأصول الأمريكية". وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة علقت يوم الخميس العمل في سفارتها بجمهورية أفريقيا الوسطى. وقد غادر السفير الأمريكي لورانس فولرز وفريقه الدبلوماسي بانغي يوم الخميس مع عدد من المدنيين الأمريكيين. وقال وزير الادارة الاقليمية (الداخلية) في جمهورية افريقيا الوسطى جوزي بينوا اليوم ان استيلاء المتمردين على مدينة سيبوت ( 160 كم شمال بانغي) احدث "الخوف و الفوضى" في العاصمة "متهما هؤلاء باثارة حرب دينية. و اوضح ان المتمردين جاءوا لاحتلال "سيبوت التي هجرها الجيش الحكومي و القوات التشادية التي من المفروض ان تكون فاصلا بين الطرفين "وهذا ما خلق الفوضى و الخوف لدى سكان بانغي". و حسب الوزير فان التشاديين قاموا بتحرك "استراتيجي" حيث انسحبوا الى مدينة دامارا الواقعة على بعد 75 كم من بانغي و هذا لغلق المحورين الشماليين الذين يؤديان الى بانغي. وتدهورت الأوضاع الأمنية في البلاد في الأسابيع الأخيرة بعد أن احتلت قوات تحالف المتمردين "سيليكا" مدينة (نديلي) في شمال وسط البلاد ومدينة (سام اوندجا بامينجوي) في شمال الشرق ومدينة (بريا) في وسط البلاد. وحركة "سيليكا" المتمردة التي حملت السلاح ضد السلطات في 10 ديسمبر الجاري سيطرت على عدة مدن في شمال ووسط إفريقيا الوسطى.