أعرب مكتب الأممالمتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية أمس الخميس عن "قلقه البالغ" إزاء حماية المدنيين وسط توارد تقارير عن وقوع أعمال سلب ونهب وأعمال عنف واسعة النطاق في جمهورية إفريقيا الوسطى التي باتت تحت رحمة الهجمات التي يشنها ائتلاف متمردي "سيليكا". وذكر تقرير المكتب أن "ائتلاف متمردي /سيليكا/ شن هجمات على عدة بلدات في أنحاء جمهورية إفريقيا الوسطى ليتحرك من شمال شرق البلاد متوجها صوب العاصمة بانغي". وأفاد المكتب بأن هناك "ما يقدر ب 360 ألف شخص يعيشون في المناطق المنكوبة وهناك حوالي 700 ألف شخص في العاصمة بانغي معرضين لخطر متزايد من حدوث تصعيد في القتال". واستشهد المكتب بتقارير عن نزوح أهالي عن ديارهم بحثا عن مكان آمن من عدد من المناطق ومن بينها بانغى وفي مدينة نديلي وما حولها حيث كانت مسرحا لبداية اندلاع القتال وعبر الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون. وكانت الأممالمتحدة قد دعت يوم الأربعاء كلا من حكومة إفريقيا الوسطى والمتمردين إلى وقف العنف وحل الأزمة الحالية عبر الحوار. وقال مارتين نيسيركي المتحدث باسم الأممالمتحدة في مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء "ندعو كلا من الحكومة والمتمردين إلى التركيز على الحوار الذي يمكن أن يجنب البلاد العنف ويقود إلى حل سلمي واحترام اتفاق ليبرفيل للسلام الشامل". تجدر الإشارة إلى أن اتفاق ليبرفيل للسلام الشامل تم توقيعه في عام 2008 بين الحكومة والجماعات المتمردة الرئيسية الثلاث ساعد في وضع نهاية للصراعات داخل جمهورية إفريقيا الوسطى. وكانت حركة /سيليكا/ المتمردة قد شنت هجمات على عدة مدن في أفريقيا الوسطى خلال الفترة الماضية بهدف إسقاط نظام الرئيس فرنسوا بوزيزى غير أنها أعلنت مؤخرا وقف الزحف إلى العاصمة واعتزامها خوض محادثات سلام مع النظام في ليبرفيل عاصمة الغابون بهدف الوصول لحل سياسي للأزمة.