يتوفر قطاع الفلاحة بولاية أدرار على آفاق مستقبلية واعدة بالنظر لما تزخر به هذه المنطقة من قدرات طبيعية التي يمكن أن تحول هذه الولاية الجنوبية إلى قطب فلاحي بامتياز. وتتجلى هذه الآفاق من خلال توفر على مساحة فلاحية إجمالية قوامها 366.077 هكتار لم تستغل منها إلى حد الآن سوى 35.687 هكتار في حين تقدر المساحة المسقية من هذه الأخيرة ب 27.460 هكتارا إضافة إلى وجود مساحات شاسعة و سهلة للإستغلال بطبيعة وضعيتها التضاريسية و الجغرافية المنبسطة و التي تساعد في استغلالها تحت الرش المحوري خاصة في زراعة الحبوب كما أوضحت مديرية المصالح الفلاحية . ونظرا لأهمية عنصر المياه في استغلال الأراضي الفلاحية فإن ولاية أدرار التي تقدر مساحتها الإجمالية ب 427.000 كلم مربع تتوفر على موارد مائية مستغلة معتبرة والتي تتمثل في أزيد من 220 بئر عميقة بمنسوب 9200 لتر/ ثانية و أكثر من 6.620 بئر عادية بمنسوب 15.000 لتر/ ثانية إلى جانب توفر قدرات مائية تقليدية تتمثل في 827 فقارة عبر مختلف أقاليمها بمنسوب مياه بلغ 3.600 لتر/ ثانية. و إلى جانب الموارد الطبيعية الهامة المتوفرة بالولاية (التربة و المياه الجوفية) فإن البرامج التحفيزية التي وضعتها الدولة لفائدة الفلاحين و المربين و المحولين والمصدرين إضافة إلى الهياكل القاعدية المعتبرة الموجودة محليا (المطارات الطرقات شبكات الكهرباء و الغاز بالإضافة إلى المؤسسات المالية و الإدارية و المعاهد التقنية المتخصصة في الفلاحة ) فإن ولاية أدرار يمكنها أن تكون على المدى القريب و المتوسط قطبا هاما لاستقطاب المستثمرين خاصة منهم الشباب من أجل تطوير و تثمين الإنتاج الفلاحي وبالتالي مساهمة الولاية في تعزيز الأمن الغذائي الوطني . وفي هذا السياق شرعت مصالح الولاية في تجسيد الإجراءات التي أقرتها الدولة لتسهيل ولوج الشباب في إقامة مشاريع فلاحية استثمارية تضمن لهم مناصب شغل قارة و تحسن وضعهم الإجتماعي نحو الأفضل من خلال استحداث محيطات فلاحية ومنح عقود الإمتياز للشباب و تمكينهم من الدعم المالي و المرافقة التقنية بهدف استغلالها بطرق ناجعة تفضي إلى المنتوج الفلاحي المنشود ومن بين أهم الإستثمارات التي حققتها الولاية لفائدة القطاع الفلاحي في الآونة الأخيرة هو إنجاز 583 وحدة من الآبار العميقة و أكثر من 3.830 وحدة من الآبار العادية إضافة إلى 217 وحدة من الآبار الرعوية و أزيد من 8.430 حوض مائي لجمع المياه إلى جانب إنجاز أكثر من 270 كلم من المسالك الفلاحية و إيصال الكهرباء لهذه المحيطات عبر مسافة تفوق 420 كلم كما ذكرت ذات المصالح . كما تم في ذات الشأن صيانة و دعم أزيد من 1.130 فقارة و توسيع مساحات زرع النخيل إلى 17.000 هكتار إلى جانب تجسيد برامج لعصرنة النشاط الفلاحي من خلال إنجاز شبكات السقي بالتقطير على مساحة تفوق 18.000 هكتار و تطوير و عصرنة أكثر من 8.000 مستثمرة فلاحية و تجهيز ما يزيد عن 420 بئر عميقة بمعدات حديثة. وقد أثمرت هذه الجهود عن نتائج "جيدة" في الإنتاج الفلاحي بشقيه النباتي و الحيواني حيث حققت الولاية خلال الموسم الماضي أكثر من 820 ألف قنطار من التمور و ما يفوق 200 ألف قنطار من الحبوب منها ما يزيد عن 80 ألف قنطار تحت الرش المحوري كما تشير إحصائيات مديرية المصالح الفلاحية. كما تم تحقيق أكثر من 650 ألف قنطار من الخضروات منها أزيد من 240 ألف قنطار من الطماطم إلى جانب أكثر من 260 ألف قنطار من الأعلاف. وفيما يخص الإنتاج الحيواني فقد أحصت مصالح القطاع أكثر من 500 ألف رأس من الأغنام و الماعز إلى جانب أكثر من 40.900 رأس من الإبل و 723 رأس من الأبقار. وساهمت هذه الثروة الحيوانية في إنتاج 63.000 قنطار من اللحوم الحمراء و أكثر من 6.500 قنطار من اللحوم البيضاء إضافة إلى إنتاج أكثر من 120.440 لتر من الحليب و أكثر من 4.770 قنطار من الجلود.