تشهد ولاية أدرار نقلة نوعية في القطاع الفلاحي تجسدت في بروز ملامح جديدة لهذا النشاط الذي تحول من فلاحة معيشية محدودة لا تتعدى البساتين إلى مساحات زراعية واسعة. و يتجلى ذلك في تحقيق توسع المساحة الفلاحية الإجمالية بهذه الولاية إلى 366.077 هكتار بعدما كانت مقتصرة على الواحات و البساتين وذلك بفضل سياسة استصلاح الأراضي الفلاحية التي انتهجتها الدولة و البرامج والإمتيازات التي خصصتها منذ الإستقلال سيما منها الموجهة لفائدة ولايات الجنوب بهدف تحقيق الأمن الغذائي. و قد مكنت مختلف البرامج المسطرة في هذا الإطار من استغلال 35.687 هكتار من المساحة الفلاحية الإجمالية منها 28.284 هكتار مساحة مسقية كما ذكرت مديرية المصالح الفلاحية. كما ساعدت هذه الآليات في تحفيز النشاط الفلاحي بالمنطقة حيث تم استحداث 27.460 مستثمرة فلاحية عبر مختلف أقاليم الولاية في حين أحصت ذات المصالح أزيد من 1.160 مربي مواشي بالمناطق التي تعرف نشاطا رعويا لا سيما ببلديتي برج باجي مختار و تيمياوين الحدوديتين و بلديات تينركوك و طلمين و تسابيت. الموارد المائية ورهانات تطوير النشاط الفلاحي وباعتبار أن الموارد المائية تعد عاملا اساسيا في رهانات التنمية الفلاحية فقد قامت المصالح المعنية و من أجل تعزيز قدرات الإنتاج الفلاحي إلى إنجاز عدة عمليات لاستغلال الموارد المائية المتوفرة بهذه المنطقة ومن بينها حفر أكثر من 220 بئر عميقة بمنسوب يصل إلى 92.000 لتر في الثانية إلى جانب أزيد من 6.620 بئر عادي يقدر منسوبها ب 15.000 لتر في الثانية حسب ذات المصدر. و بفضل هذه العمليات حقق قطاع الفلاحة نتائج "معتبرة" في هذه الفترة حيث تم في مجال الإنتاج النباتي تحقيق أكثر من 825.000 قنطار من التمور من مساحة مغروسة بلغت أزيد من 27.400 هكتار في حين تم إنتاج قرابة 210 قنطار من الحبوب منها أكثر من 88.220 قنطار تحت الرش المحوري من مساحة مزروعة فاقت 2.840 هكتار. كما تم في ذات السياق إنتاج 659.335 قنطار من الخضروات منها 240.360 قنطار من الطماطم من مساحة تزيد عن 1.000 هكتار إضافة إلى 8.763 قنطار من منتجات الزراعات الصناعية من مساحة 560 هكتار و أكثر من 380 قنطار من البقول الجافة.أما في مجال الإنتاج الحيواني فقد حققت ولاية أدرار 63.000 قنطار من اللحوم الحمراء و أكثر من 6.520 قنطار من اللحوم البيضاء إضافة إلى أزيد من 4.770 قنطار من الجلود . وتحصي الولاية ثروة حيوانية تتمثل في حوالي 723 رأس من الأبقار و أكثر من 414.800 رأس من الأغنام و ما يفوق 117.900 رأس من الماعز و أكثر من 40.980 رأس من الإبل. هياكل جديدة لضمان مرافقة ناجعة للنشاط الفلاحي وقد تعزز قطاع الفلاحة بولاية أدرار بعد خمسين من الإستقلال بعدة هياكل قصد مرافقة النشاط الفلاحي في مختلف مراحله و تقديم الدعم المادي و التقني فيما يتعلق بالتمويل و التكوين الإرشاد الفلاحي. و في هذا السياق تم إنجاز مقر جديد لمديرية المصالح الفلاحية و مفتشيتين بيطريتين بكل من بلديتي أدرار و برج باجي مختار إلى جانب مخبر لتحاليل التربة و المياه تابع للمعهد الوطني للأراضي و السقي و صرف المياه و إنجاز محطة للبحث الزراعي تابعة للمعهد الوطني للأبحاث الزراعية و أخرى للتجارب الفلاحية تابعة للمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية. كما جرى في ذات الصدد إنجاز محطة جهوية لحماية النباتات تابعة للمعهد الوطني لحماية النباتات و مقر فرع محافظة تنمية الفلاحة بالمناطق الصحراوية وآخر للصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي و مقر تعاونية الحبوب و البقول الجافة . وأنشأت أيضا الغرفة الفلاحية لولاية أدرار و مقر للمجموعة الجهوية للإستغلال لبنك الفلاحة و التنمية الريفية مع فتح أربع وكالات تابعة لها عبر بعض دوائر الولاية إضافة إلى إنشاء فرع لصيانة و تركيب وحدات الرش المحوري لمؤسسة "أنابيب". إستثمار فلاحي متنامي بولاية أدرار تشهد ولاية أدرار وتيرة استثمار متنامية ويتجلى ذلك في إنجاز 583 بئر عميقة و أزيد من 3.830 بئر عادية إلى جانب 217 بئر رعوية بالإضافة إلى إنجاز ما يفوق 8.430 حوض لجمع المياه إلى جانب شق أكثر من 270 كلم من المسالك الفلاحية و إيصال الكهرباء للمحيطات الفلاحية على مسافة تجاوزت 420 كلم إضافة إلى تجهيز 420 بئر عميقة. و في ذات السياق فقد ساهمت مصالح القطاع في استحداث 30 مستثمرة فلاحية عائلية عبر محيطات جوارية و صيانة و دعم أزيد من 1.130 فقارة و إنجاز 18.000 هكتار من شبكات السقي بالتقطير إلى جانب توسيع مساحات غرس أشجار النخيل إلى 17.000 هكتار. كما جرى أيضا خلال نفس الفترة إنشاء محيط فلاحي على مساحة 190 هكتار بمنطقة "إمقيدن " شمال الولاية و 8 مجمعات للمحيطات الفلاحية و إنشاء مزرعة نموذجية ببلدية اسبع و إنجاز و تجهيز تعاونية فلاحية ببلدية فنوغيل و اقتناء 21 جرار و إنجاز مذبحين بكل من بلديتي أدرار و رقان. برامج ساهمت في عصرنة القطاع وتحسين المردودية و قد كان لمختلف هذه البرامج و العمليات التي تجسدت بقطاع الفلاحة بولاية أدرار الأثر الإيجابي الكبير بخصوص تحسين أداء القطاع و مهنييه من خلال تطوير المساحة الفلاحية المستغلة و زيادة الإنتاج الفلاحي و توفير مناصب الشغل إلى جانب تحسين مداخيل الفلاحين و سكان القصور و فك العزلة و تسهيل تسويق المنتوج الفلاحي بفضل المسالك الفلاحية. كما سمحت هذه العمليات أيضا في إدخال أنظمة حديثة في طرق السقي مما ساهم في الرفع من مردودية الهكتار الواحد إضافة إلى عصرنة المستثمرات الفلاحية باستعمال العتاد الحديث و المتطور و المحافظة على الزراعة الواحاتية من خلال برامج صيانة الفقاقير و إعادة الإعتبار إلى هذا النمط من السقي التقليدي . و تشير احصائيات القطاع في هذا الجانب إلى زيادة المساحة الفلاحية المستغلة من 6.369 هكتار خلال سبعينيات القرن الماضي إلى 35.700 هكتار خلال سنة 2012 و توسيع مساحة غرس النخيل من 8.097 هكتار إلى 27.400 هكتار خلال نفس الفترة. كما ارتفعت المساحة الإجمالية لزراعة الحبوب من 1.800 هكتار إلى 8.000 هكتار في حين تم إحصاء 27.460 مستثمرة فلاحية خلال سنة 2012 الجارية بعد أن كان عددها لا يتجاوز 8.460 مستثمرة فلاحية غداة الإستقلال.