يشكل فتح وتفعيل المنشآت الثقافية الجديدة التي تم إنجازها في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" وترميم معالم وآثار عاصمة الزيانيين ضمن سياق مواصلة جزء من دينامكية التظاهرة المذكورة رهانات مديرية القطاع لسنة 2013 من أجل تعزيز الحركة الثقافية. وحسب المدير الولائي للثقافة فقد شرع العمل في تحقيق هذه الرهانات بتنصيب المدراء والأطقم الإدارية والتقنية لعدد من هذه المرافق التي افتتحت خلال التظاهرة الدولية المذكورة لمواكبة النشاطات المكثفة وتعزيز الحقل الثقافي بتلمسان. كما أوضح المسؤول ذاته أن مصالحه تعمل على توظيف أكثر من 150 عاملا لتسيير هذه المنشآت الثقافية الجديدة وتمكينها من تطبيق البرامج الثقافية المنوطة بها. وبالفعل فقد جرى تنصيب مدراء المتاحف الأربعة التي احتضنت سنة 2011 مختلف المعارض والأنشطة ويتعلق الأمر بمتحف الفن والتاريخ الذي انجز بالمقر السابق لدار البلدية بساحة "الأمير عبد القادر" ومتحف المشور الخاص باللباس التقليدي ومتحف سيدي بلحسن الذي يعنى بفنون الخط ومتحف علم الآثار. كما تم التنصيب الرسمي للمدير والطاقم الإداري الذي يشرف على قصر الثقافة الجديد "عبد الكريم الدالي" الذي سيواصل احتضان مختلف الأنشطة الثقافية والفنية باعتباره يشمل على قاعة كبرى بطاقة 1300 مقعد وأخرى للمحاضرات تتسع ل300 شخص لإقامة الملتقيات والمحاضرات العلمية ومكتبة وقاعة الأنترنت وأخرى لعرض أشرطة الفيديو وبهو للمعارض. أما مسرح الهواء الطلق الذي أنجز على مساحة إجمالية تقدر بحوالي هكتارين بناحية الكدية بشمال مدينة تلمسان وبطاقة استيعابية تقدر بألفي مقعد فقد وضع كملحقة تابعة لدار الثقافة وفق نفس المصدر الذي أكد أن عملية الافتتاح الرسمية ستتواصل على مستوى الهياكل الثقافية الجديدة الأخرى. وفي مقدمة هذه الهياكل المكتبة الولائية التي تتضمن قاعة للمحاضرات بسعة 200 مقعد وقاعتين للمطالعة للكبار والأطفال إضافة إلى قاعات للمعارض والأنترنت وعرض الفيديو الشيء الذي سيسمح لها بدون شك برفع نسبة المقروئية بالولاية عن طريق تشجيع الطلبة والتلاميذ على المطالعة والبحث وكذا تصفح مواقع الشبكة العنكبوتية. كما سيتم فتح بصفة رسمية مركز الدراسات الأندلسية الذي سيكون فضاء ملائما لأهل الاختصاص من أجل القيام بأبحاث معمقة في شتى التخصاصات ذات الصلة بالتراث الأندلسي من موسيقى وأدب وفلسفة وهندسة معمارية. ويتوزع هذا المركز المشيد على طراز "القصر الحمراء" بالأندلس على أربعة أقسام حيث خصص الأول للجانب البيداغوجي ويتضمن ست حجرات وعدد مماثل من الورشات في حين يتكون الثاني الخاص بالبحث من مكتبة ومركز للتوثيق وقاعة للأنترنت أما قسم الخدمات العامة فيضم هو الأخر قسما إداريا ومقهى ومرافق متعددة في حين يعد القسم الرابع جناحا للإيواء مدعما ب13 توابع لاستقبال الضيوف. وفي مجال التراث فإن السنة الجارية 2013 ستعرف مواصلة مخطط حماية المعالم الأثرية التي تزخر بها عاصمة الزيانيين من أجل تثمينها واحتفاظها بطابعها العريق مع تسيير بصفة دائمة المباني والهياكل المتواجدة بأحضانها بطريقة منسجمة مع التراث. وللتذكير فإن العديد من هذه المعالم قد استفادت من أشغال الترميم وإعادة التأهيل مثل أثار منصورة التي شهدت في إطار تحضيرات تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" عملية تعزيز وتدعيم أسس الصومعة والأسوار المحيطة بها وكذا القلع والأبراج المتناثرة عبر أنحاء هذا الموقع التاريخي الذي يعود إلى العصرالمريني الشيء الذي حوله إلى معلم سياحي حقيقي.