ندد السفير الصحراوي بالجزائر، السيد إبراهيم غالي اليوم الأحد بالأحكام "الجائرة" التي أصدرتها المحكمة العسكرية المغربية في حق 24 معتقلا صحراويا من مجموعة أكديم إزيك واعتبرها دليلا على "فشل سياسة الاحتلال وبرهانا على قرب النصر". وقال السفير الصحراوي في اتصال مع (واج) بأن "هذه الأحكام الجائرة — التي تراوحت بين 20 سنة سجنا إلى المؤبد— دليل على فشل سياسة المحتل المغربي وبرهان قاطع على قرب يوم النصر". وأضاف بأن هذه الأحكام "لن ترهب ولن تثني من عزيمة الشعب الصحراوي في مواصلة نضاله وصموده من أجل تحقيق النصر والاستقلال وتقرير المصير". و في هذا الإطار دعا السيد غالي "المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والضمائر الحية عبر العالم إلى التضامن مع المعتقلين السياسيين الصحراويين والنضال من أجل التعجيل بإطلاق سراحهم وتمكين شعبهم من ممارسة حقه في تقرير مصيره". كما ندد المسؤول الصحراوي بهذه المحاكمات "الصورية والمفبركة وبنتائجها الظالمة وغير الشرعية" لافتا إلى أن المحاكمة كانت "سياسية بحته وبعيدة كل البعد عن القانون والإجراءات المتعارف عليها دوليا". وتابع قائلا بأن المحاكمين "لم يرتكبوا أي جرم وقدموا لمحكمة عسكرية بعد سنتين من الاستنطاق والتعذيب ومختلف الممارسات اللاأخلاقية التي تمس بكرامة الإنسان من طرف أجهزة القمع المغربية". و ذكر السيد غالي في هذا الإطار بأن محاضر "أعدت على مزاج المحتل المغربي الظالم وتم إلصاق تهم لا أساس لها من الصحة في حق هؤلاء الشباب الذين شاركوا يوم 8 نوفمبر 2010 في تنظيم مخيم احتجاجي في اكديم ايزيك بصفة سلمية وحضارية ". وقد طالب هؤلاء الشباب يومها— يضيف المسؤول الصحراوي— ب"حق شعبهم في العيش حرا كريما وبإنصاف الشعب الصحراوي وحمايته وتمكينه من ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير والاستقلال". و كانت المحكمة العسكرية المغربية بالرباط قد أصدرت ليلة السبت إلى الأحد أحكاما في حق المعتقلين السياسيين الصحراويين ال24 لمخيم اكديم ايزيك تتراوح بين السجن المؤبد في حق تسعة منهم و ثلاثين سنة سجنا في حق أربعة منهم و 25 سنة سجنا في حق ثمانية منهم وعشرون سنة سجنا في حق اثنين منهم. كما قضت المحكمة في حق متهمين إثنين آخرين بعقوبات تطابق مدة الحبس الاحتياطي التي قضوها. و قد انطلقت محاكمة المتهمين ال24 في أحداث المخيم الصحراوي اكديم ايزيك القريب من العيون في الصحراء الغربيةالمحتلة في الفاتح فيفري الفارط أي بعد 27 شهرا من تاريخ توقيفهم و سجنهم. للتذكير في خريف سنة 2010 لجأ حوالي 40.000 صحراوي إلى مخيم اكديم ايزيك قرب مدينة العيونالمحتلة ليتخذوه مقرا لهم حيث نصبوا أكثر من 3000 خيمة من أجل الدفاع عن حقوقهم السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية قبل أن تخرجهم منه قوات الاحتلال المغربية بالقوة. و وجهت لهم أساسا تهم "المساس بالأمن الداخلي و الخارجي للدولة و تكوين جماعة إجرامية و الاعتداء على موظفين عموميين في إطار مزاولة مهامهم". و عند الاستماع إلى أقوالهم خلال المحاكمة رفض المتهمون ال24 كل التهم المنسوبة إليهم و التي تصفهم ب "جماعة إجرامية" منددين ب "محاكمة سياسية" بالنظر إلى أن قضية الصحراء الغربية ملف تسيره منظمة الأممالمتحدة.