شهدت مدن الضفة الغربيةالمحتلة يوم الاثنين اعتصامات نظمها ناشطون ومتضامنون تنديدا بالصمت الدولي المستمر ازاء معاناة الأسرى المضربين عن الطعام ومطالبين في ذات الوقت بتحرك جدي لتفعيل قضيتهم . وتظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين اليوم امام مقر الاممالمتحدة في مدينة رام الله بالضفة الغربية فيما اعتصم اخرون في قطاع غزة بمشاركة قيادات فصائل فلسطينية وأسرى سابقون في السجون الإسرائيلية قبالة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام . وحاول الشبان في رام الله اغلاق مقر الأممالمتحدة ومنع الموظفين من الدخول اليه الا ان الشرطة الفلسطينية حالت دون تعرض المتظاهرين للمقر وفقا لمصادر اعلامية. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصور قدامى الأسرى الفلسطينيين ولافتات تطالب الاممالمتحدة بموقف جدي وعاجل إزاء هذه القضية وتؤكد على التضامن معهم. وقال الناشط في الحراك الشبابي الفلسطيني أيمن أبو سريع ان التظاهرة تستهدف التنديد "بصمت" الأممالمتحدة المتواصل إزاء معاناة الأسرى المضربين عن الطعام وعدم التحرك الجدي لحل قضيتهم. وذكر أبو سريع أنهم أبلغوا مسؤولي الأممالمتحدة في رام الله أنه لا يمكن قبول استمرار الصمت على أوضاع الأسرى داخل السجون في ظل استمرار التدهور الخطير في حالتهم الصحية متهما المنظمة الدولية ب"التقاعس" عن القيام بدورها بهذا الصدد. وهدد القائمون على التظاهرة بتصعيد فعالياتهم الاحتجاجية في حال عدم التحرك الدولي الجدي لحل قضية الأسرى المضربين. وكان وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين زياد أبو عين اكد أن ضغوطا واتصالات على أعلى مستوى تمارسها الدولة الفلسطينية بتدخلات من أطراف إقليمية ودولية لحل قضية الأسرى المضربين عن الطعام. كما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أيام من "تعقد الأمور وانهيار الأمور في المناطق الفلسطينية" على خلفية قضية الأسرى المضربين عن الطعام وعدم استجابة إسرائيل لمطالبهم بما يعرضهم للخطر. وبدورها طالبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريرالفلسطينية حنان عشراوى مؤخرا المجتمع الدولى بتحمل مسؤولياته الاخلاقية والقانونية والسياسية تجاه قضية الاسرى الفلسطينيين العادلة والضغط على اسرائيل لتنفيذ الاتفاقات التى أبرمت سابقا حول الافراج عن الاسرى. يذكر أن وفدا فلسطينيا رسميا توجه امس الأحد إلى واشنطن لابلاغ المسؤولين الأمريكيين بالموقف الفلسطيني المتعلق بمفاوضات السلام مع إسرائيل وآليات إنجاحها حسب ما ذكر مصدر في دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية. وأوضحت مصادر فلسطينية ان الوفد سيعرض وجهة النظر الفلسطينية المتعلقة بضرورة وقف البناء الإستيطاني والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية ومرجعية واضحة لأي عملية تفاوضية مستقبلية. ومازالت قضية الاسرى المضربين عن الطعام مصدر قلق وانتقاد للعديد من الاوساط التي دعت الى التحرك للافراج عنهم. وأعرب في هذا الاطار الامين العام لمنظمة التعاون الإسلام أكمل الدين إحسان أوغلي عن "بالغ قلقه إزاء أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي" مؤكدا "تأييده لمطالبهم المشروعة في ظل ما يتعرضون له من إجراءات تعسفية وحرمان من الحقوق الأساسية". واكد الأمين العام للمنظمة في بيان على "أهمية تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين في المحافل الدولية وفضح سياسات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية وانتهاكاته لمبادئ حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف". ودعت بدورهما الاممالمتحدة و منظمة العفو الدولية مؤخرا الى عمل عاجل لإنقاذ حياة الاسرى المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية والى وضع حد للاعتقال الاداري في اسرائيل. وكانت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قد أعربت عن "قلقها" من تردي الحالة الصحية لأربعة أسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. و قالت اشتون في بيان "الاتحاد الأوروبي يدعو الحكومة الإسرائيلية للسماح فورا باستئناف زيارات عائلات المعتقلين وحقهم في تلقي الاتصالات الهاتفية وإلى الاحترام الكامل لالتزاماتها المرتبطة بالحقوق الإنسانية الدولية تجاه المعتقلين والمحتجزين الفلسطينيين". وأبدى مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير "قلقه البالغ" من تدهور الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين الأربعة المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي داعيا سلطات الاحتلال الى ضرورة احترام حقوق الانسان". يذكر أن حركة "حماس" الفلسطينية ادانت امس قرار اسرائيلي يتيح إعادة اعتقال محرري صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين معتبرة ذلك انتهاكا للاتفاق الذي رعته مصر. و قال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري إن "حماس تدين القرار الإسرائيلي بشأن اتفاقية تبادل الأسرى و تعتبره انتهاكا للاتفاق" داعيا إسرائيل إلى التراجع عن هذا القرار . ووفقا لما ذكرته صحيفة "هارتس"الإسرائيلية امس فان إسرائيل اجرت تعديلا على القانون العسكري خلال التفاوض حول صفقة تبادل الاسرى مع حماس عام 2010 يمكنها من إعادة اعتقال 14 من الأسرى الفلسطينيين المحررين في نطاق الصفقة وإعادتهم لقضاء ما تبقى لهم من عقوبة. ويخوض اربعة أسرى فلسطينيين هم سامر العيساوي وطارق عقدان وجعفر عز الدين وأيمن الشراونة إضرابا عن الطعام منذ فترة للمطالبة بإطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية ووقف سياسة الاعتقال الإداري.