شدد ناشرو الكتب المشاركون في المعرض الوطني للكتاب بوهران على دور الإعلام و رجالاته كشريك فعلي و دائم في ترقية و تطوير الكتاب "الذي كان و سيبقى العمود الفقري للثقافة الجزائرية". و أشار الناشرون خلال لقاء نظم مع الإعلاميين على هامش المعرض الوطني للكتاب لتباحث سبل التعاون بين الطرفين أن دور الإعلام "محوري" في ترقية الكتاب و توزيعه و تحسين أدائه من أجل استعادة مكانته سواء في الجزائر أو بالمعارض الدولية. و في هذا الصدد دعا السيد أحمد ماضي رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب إلى المزيد من التعاون بين دور النشر و الإعلاميين بصفتهم "شركاء حقيقيون و فاعلون في العمل الثقافي بغرض إيصال الجهد الذي قامت به دور النشر إلى القارئ و تشجيعه على العودة إلى المطالعة". و ذكر أن "القارئ إذا ما قرأ مقالا تقديميا في الجريدة لكتاب ما أو سمع عنه في الإذاعة ولفت انتباهه سيكون أكثر استعداد لشراء الكتاب". و من جانبهم ذكر بعض الإعلاميين الحاضرين في اللقاء أن الإعلام بإمكانه أن يقدم "جرعات صحية" للقارئ إذ باستطاعته أن يدفع للقراءة و إلى الكتاب من خلال التعريف بكتاب صدر حديثا أو بكتاب قديم كان له تأثير . و أشاروا في ذلك إلى لقاءات مع مؤلفين أو ناشرين لهم تأثيرهم على المجتمع ليتحدثوا من خلال برنامج تلفزيوني أو إذاعي أو مقال في الجريدة عن أحد مؤلفاتهم وبالخصوص الحديثة الصدور. و اقترح هؤلاء الاعلاميين على الناشرين بذل المزيد من الجهد في الوصول الى القارئ و الترويج لمنتوجاتهم عبر تنظيم ندوات و مقاهي أدبية و حافلات متنقلة تعرض الكتب بغرض البيع و إشراك رجال الإعلام في مثل هذه المبادرات حتى يكون لها صدى أكبر لدى المواطنين. و من جانب آخر شدد الناشرون و رجال الإعلام على ضرورة حل المشكل الكبير الذي يواجه الكتاب في الجزائر و هو التوزيع عبر وضع شبكة توزيع وطنية أو توكيل مؤسسات خاصة للقيام بهذه المهمة. و أشار الحاضرون في هذا الصدد أن مشاكل التوزيع "كبيرة ولا حصر لها" الأمر الذي "دفع بدول العالم الكبرى إلى أن تولي هذه المهمة إلى مؤسسات مختصة" و أن "الناشر في الجزائر يضطر إلى القيام بالأمر بنفسه".