رجحت مصادر صحفية بالقاهرة وجود توجه داخل السلطة الوطنية الفلسطينة وحركة "فتح" للتوجه نحو وساطة تركية لتحريك ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية المجمد حتى الان مشيرة إلى ان احد اهداف زيارة رئيس دولة فلسطين محمود عباس إلى انقرة هو "طلب رعاية تركية لملف المصالحة إلى جانب مصر او بديلا عنها". ونقلت صحيفة الاهرام يوم الإثنين نقلا عن مصادر فلسطينة— لم تذكرها—قولها أن التوجه الجديد للسلطة الفلسطينية يرجع إلى "الفتور" الحالي في علاقات السلطة الفلسطينية بمصر بسبب "اعتقادها" بأن الرئيس المصري محمد مرسي وأركان نظامه الذي يستمد دعمه من جماعة الاخوان المسلمين بات "منحازا بشكل كبير" لحركة حماس التي تسيطر على غزة ولا يمارس أي ضغط عليها لدفعها إلي تحقيق المصالحة الفعلية بل على العكس من ذلك فإنه لا يفوت فرصة بدون توجيه اللوم للسلطة في رام الله بالضفة الغربية بأنها هي التي تعطل المصالحة وأنها هي التي يجب أن تلبي جميع شروط حماس لتحقيق تلك المصالحة. وحسب الصحيفة فإن هناك "ضغوط "على الرئيس عباس من داخل السلطة وحركة فتح "للتقليل" من حجم الاعتماد على الرعاية المصرية لملف المصالحة الفلسطينية والاستعانة بوساطة سواء من الأردن او تركيا أو قطر أو السعودية. وأوضحت الصحيفة ان محمود عباس "لن يغلق الباب" تماما أمام المشاركة المصرية في جهود المصالحة ولكنه سيبقي عليه مواربا على امل تحسن العلاقات مع القاهرة والتخلي عن انحيازها الحالي لحماس. وتوقعت المصادر ألا تمانع حركة حماس في زيادة الاعتماد على أنقرة في جهود المصالحة الداخلية الفلسطينية نظرا لعلاقاتها الطيبة بتركيا ..كما ان علاقاتها مع القاهرة ستسهل من قدرة حماس على "إقناع" المصريين بتوسيع الدور التركي في المصالحة بشكل "لايجرح كبرياء الجانب المصري". وتاتي هذه التصريحات في اعقاب لقاء عقده أمس باسطنبول الرئيس الفلسطيني الذي يزور تركيا حاليا مع وزير الخارجية المصري كامل عمرو حيث استعرض معه أخر المستجدات على الساحة لفلسطينية والجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية. يذكر ان زيارة عباس لتركيا جاءت في أعقاب اعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه سيزور قطاع غزة حيث هاجمت حركة فتح تلك الزيارة واعتبرتها زيارة "سياسية لمصلحة حركة حماس ولا تحمل مشاريع حقيقية لرفع الحصار والمعاناة عن القطاع وأهله". وفي نفس السياق وصل وفد من حركة حماس مساء امس إلى القاهرة في زيارة تدوم عدة ايام في الوقت الذي افادت فيه تقارير اخبارية ان الجانب المصري يسعى إلى طرح صيغة توفيقية تهدف إلى تذليل الصعاب التي تعترض تطبيق اتفاق المصالحة التي تم التوصل اليها بين فتح وحماس برعاية مصرية قطرية.