يشهد الوضع الامني في العراق تصعيدا خطيرا مما خلف امس الاثنين مقتل 24 شخصا واصابة 83 آخرين في هجمات نفذت في مناطق متفرقة من البلاد في وقت دعا فيه رئيس البرلمان اسامة النجيفي إلى استقالة الحكومة واجراء انتخابات مبكرة لتجنيب البلاد شبح الحرب والدمار. وقال مصدر بوزارة الداخلية العراقية "إن سيارتين مفخختين انفجرتا بالتزامن امس الاثنين قرب سوق شعبي في مدينة العمارة (350 كم) جنوب بغداد ما أدى إلى مقتل تسعة اشخاص واصابة 30 آخرين بجروح فضلا عن الحاق اضرار مادية بعدد من المحلات التجارية والسيارات القريبة من موقع الانفجارين". واضاف المصدر أن السيارة الثالثة انفجرت في مدينة الديوانية (180 كلم) جنوب بغداد وقرب سوق شعبي ايضا واسفرت عن مقتل شخصين واصابة 26 آخرين بجروح وخسائر في الممتلكات الخاصة والعامة. واوضح المصدر ان السيارة الرابعة انفجرت في الحي الصناعية جنوبي مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة (110 كم) جنوب بغداد وادت إلى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 10 آخرين بجروح وتدمير عدد من السيارات القريبة. واشار المصدر إلى أن السيارة الخامسة أنفجرت في حي الزهراء السكني الذي تسكنه غالبية شيعية في مدينة المحمودية (30 كم) جنوب بغداد اسفرت عن مقتل ستة اشخاص واصابة 14 آخرين بجروح والحاق اضرار مادية بعدد من المنازل السكنية . وذكر المصدر أن مسلحين مجهولين هاجموا نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي في بلدة يثرب بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد فقتلوا اثنين من الجنود واصابوا اثنين اخرين بجروح . وافاد المصدر أن مسلحين اثنين قتلا واصيب ثالث بجروح في انفجار عبوة ناسفة اثناء محاولتهم زرعها في حي الخضراء بمدينة سامراء (120 كم) شمال بغداد. —اوساط عراقية تدين اعمال العنف وتحذر من الدخول في ازمة طائفية— وفي اعقاب هذه الاحداث قال اياد علاوي زعيم القائمة العراقية في بيان "ندين باشد عبارات الشجب والاستنكار التفجيرات الآثمة التي استهدفت اهلنا واحبائنا في ميسان والديوانية ومناطق اخرى ونؤكد ان هذا الفعل الجبان يعطي ادلة واضحة على وجود نوايا خبيثة تحاول تصعيد الازمة الطائفية واعادة العراق الى مربع حمامات الدماء ". وطالب علاوي "جميع الاطراف السياسية وشيوخ العشائر الشرفاء ان يضعوا امن البلاد وسلامتها صوب اعينهم مع الاصرار بالتمسك بالوطنية والديمقراطية منهجا حقيقيا للجميع ". من جانبه ادان الحزب الاسلامي العراقي اكبر الاحزاب الدينية السنية هذه الهجمات في بيان قائلا "إن الدم العراقي واحد وسقوط شهيد في شمال الوطن أو وسطه او جنوبه امر يحزن الجميع وفعل مستنكر ومدان ". ويشهد العراق ازمات سياسية خانقة منذ عدة اشهر لكنها تطورت في الفترة الاخيرة بعد اقتحام قوة خاصة لساحة الاعتصام في بلدة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك (250 كم) شمال بغداد في الاسبوع الماضي والتي اسفرت عن مقتل واصابة العشرات من المعتصمين الامر الذي انعكس بصورة سلبية على الوضع الامني وادى إلى ارتفاع وتيرة اعمال العنف والهجمات ضد القوات الامنية وما عقد الامور هو قتل خمسة من جنود الجيش العراقي قرب ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي على ايدي مجهولين بعد يوم من دعوات لتشكيل جيش عشائري لحماية ساحة الاعتصام. — دعوات لإستقالة حكومة المالكى بعد ارتفاع وتيرة اعمال العنف— ودفعت حدة التوترات الطائفية وارتفاع وتيرة اعمال العنف برئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي إلى اطلاق مبادرة جديدة لتجنيب العراق شبح الحرب والفتنة الطائفية. وتتضمن المبادرة الدعوة لاستقالة الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي واجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة مصغرة ومهنية لا يشارك اعضائها في الانتخابات المقبلة ومن ثم حل البرلمان. وبخصوص هذه المبادرة اكدت مصادر سياسية عراقية أن مبادرة النجيفي "مؤشر على ان السياسيين الحاليين غير قادرين على حل المشاكل الكبيرة التي اوصلوا البلاد اليها بحيث تعذر عليهم الجلوس سوية ومناقشة كل القضايا المختلف عليها وايجاد حل لها". واشارت المصادر الى أن الحل لا يكمن في الدعوة للاستقالة وانما اطلاق مبادرة حقيقة تساهم في حل كافة المشاكل والازمات التي يعاني منها العراق.