قال سفير دولة جنوب السودان لدى الخرطوم ميان دوت وول أن بلاده تدرس الاتهامات التي اعلنها السودان بضلوع جوبا في دعم المتمردين معربا عن امله في أن لا تصل الامور بين البلدين الى مرحلة التوتر خاصة وانهما قطعا شوطا فيما يلي تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بينهما. وأكد في تصريحات لصحيفة "الرأي العام" السودانية اليوم الاثنين أن حكومة بلاده ستقوم باجراء تقييم شامل للاتهام للوقوف على الحقائق ومن ثم النظر في هل سيؤثر على الزيارة المرتقبة لرئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت للخرطوم ام لا . و أضاف انه لم يصدر من جانبنا أي شيء رسمي بالغاء الزيارة مؤكدا على رغبة بلاده في أن لا تصل الامور بين البلدين الى مرحلة التوتر خاصة وانهما قطعا شوطا فيما يلي تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بينهما . و أشار الى اننا لا نريد ان نعود الى وتيرة عدم الثقة وتبادل الاتهامات ومن ثم الرجوع الى المربع الاول ونرغب في تواصل مسيرة الاستقرار ودولة جنوب السودان تريد ان يكون هنالك استقرار على المنطقة الحدودية مع السودان. وقال سفير جنوب السودان " نحن جادون ونسعى للقيام بدور ايجابي بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال ومبادرتنا للتوسط بينهما مازالت قائمة " مضيفا نحن على استعداد في أي وقت للقيام بهذا الدور لان تسوية الخلافات يصب لصالح الاستقرار في المنطقة وينهي كافة التهم والشكوك ويؤدي للسلام الدائم لمصلحة شعبي الدولتين . وكان حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان طالب امس الاحد حكومة جنوب السودان بالكف عن دعم المتمردين الذين يقاتلون نظام الخرطوم وعدم ايواء أي من قادة التمرد. وقال ياسر يوسف المتحدث باسم القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطنى في تصريحات صحفية ان "دعم حكومة جوبا للتمرد عمل يعيق تنفيذ اتفاق التعاون المشترك مع دولة الجنوب". و أضاف " فور وقوع الهجمات الاخيرة فى شمال وجنوب كردفان تم اخطار حكومة الجنوب وعلى رأسها الرئيس سلفاكير ميارديت بالمعلومات المتوافرة لدى السودان بتقديم الجنوب دعما لهذه العملية". ولم يستبعد يوسف أن يناقش موضوع دعم جوبا للتمرد خلال القمة التي ستجمع البشير وسلفاكير خلال زيارة الاخير المرتقبة للخرطوم . واكد يوسف على ان حكومة الخرطوم لن تتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال التى تقاتل فى منطقتى جنوب كردفان والنيل الازرق الا بعد هزيمتها عسكريا وتحرير كل الاراضى السودانية. وكشف جهاز الامن والمخابرات السودانى أول أمس السبت عن تورط دولة جنوب السودان في الهجوم الاخير الذي شنته قوات الجبهة الثورية المتمردة على ولايتى شمال وجنوب كردفان. وتشهد ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية والحركة الشعبية قطاع الشمال منذ العام 2011 بعد إعلان انفصال دولة جنوب السودان. وشنت الجبهة الثورية المتمردة التي تتألف من حركات متمردة هي الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركتا العدل والمساواة وتحرير السودان بجناحيها عبدالواحد نور ومنى اركو مناوي قبل اسبوعين هجوما على منطقتي ام روابة والله كريم بجنوب كردفان. وتسعى هذه الجبهة حسب ما تقول لاسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير. وتأتي اتهامات الخرطوم فى اعقاب تحسن ملحوظ فى علاقات البلدين بعد توقيعهما في الثامن من مارس الماضى اتفاق التعاون الشامل والذي تضمن حزمة اتفاقات تتعلق بالأمن وأوضاع المواطنين وقضايا الحدود وقضايا اقتصادية وأخرى تتصل بالنفط والتجارة لكنه لم يشمل قضية أبيي وترسيم الحدود.