يعد ميناء "كيزا" النهري الواقع على ضفاف وادي "الشلف" معلما أثريا يشهد على النشاط التجاري الذي كان سائدا بمنطقة مستغانم خلال العهد الفينيقي وهو بيقى حاليا في حاجة إلى التثمين وإعادة الاعتبار. ويعتبر هذا الميناء الواقع ببلدية "سيدي بالعطار" على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات من مصب وادي "الشلف" بالبحر الأبيض المتوسط أقدم مرفأ أقامه الفينيقيون قبل أن يحتله الرومان. و قد خضع هذا الموقع الأثري الذي لا تزال بقاياه قائمة ويتربع على مساحة 70 هكتارا قبل الاحتلال الروماني إلى حكم المملكة النوميدية الغربية تحت قيادة سيفاكص حسب معلومات مستقاة من مصلحة التراث بمديرية الثقافة. وكان هذا الميناء يستخدم في شحن المنتجات الفلاحية والحيوانية إلى غاية شرشال في عهد حكام نوميديا (يوبا الأول ويوبا الثاني) من أجل تصدريها نحو روما وفق مصادر تاريخية. وأشار باحثون أن الجزء الأكبر من هذا المعلم هو مغمور تحت الأرض ولا يظهر منه إلا القليل. وقد تم إجراء العديد من الحفريات بهذا الموقع آخرها في 2008 وذلك من قبل مختصين من معهد الآثار بجامعة الجزائر. وسمحت بالعثور على مجموعة من التحف منها السيراميك التي تعود إلى الفترتين الفينيقية والرومانية. ويحتوي موقع "كيزا" حاليا على منشآت حمامية ومساحة باطنية وطاحونة وعمود وعدد كبير من الصهاريج الواقعة تحت الأرض منها ما كان يستعمل لتخزين المنتجات الزراعية مثل القمح والشعير والزيتون والبعض الآخر لتجميع مياه الأمطار. ولوجوده في قمة تلة مكشوفة فقد ظل هذا المعلم الذي يبعد ب 8 كلم عن مدينة مستغانم عرضة للعوامل الطبيعية التي أدت إلى تدهور البناءات وتفكك الكتل الحجرية فيما استعمل بعض سكان المنطقة حجارته كمواد للبناء. للإشارة فقد تم مؤخرا تسجيل موقع "كيزا" ضمن قائمة الجرد الإضافي للولاية في انتظار اقتراحه للتصنيف وطنيا خلال هذه السنة حسب مصلحة التراث بمديرية الثقافة التي شددت على ضرورة إعادة الاعتبار لهذا المعلم وترميمه باعتباره شاهدا ومعلما تاريخيا للمنطقة.