بقلم الدكتور هدير عبد القادر: مختص في السياحة والتسويق السياحي، عضو مجلس ادارة بالمركز العربي للاعلام السياحي الجزائر بموقعها المميز جعلها منذ القدم محل إهتمام الرحالة العرب و الغرب الذين وصفوها بأنّها تحفة حقيقية و نادرة، فنجد الرحالة هلتون سمسون (HILTON SIMSON)، الذي ألف كتابه رحلة في ربوع الأوراسي (1912 – 1920)، و كذا بودلي (R, V, C, Bodlley)، سنة 1944، الذي ألق كتابه ريح الصحراء، وصف فيه الصحراء الجزائرية وصفاً رائعاً، كما نجد أيضاً ستوت (M, D, Stot)، في كتابه الجزائر على حقيقتها، و غيرهم من المؤلفين الذين وصفوا الجزائر بأنها قبلة حقيقية وتحفة لا يجب نسيانها. للجزائر موقع رائع في شمال إفريقيا، المطل من جهة الشمال على البحر الأبيض المتوسط، بشريط ساحلي يمتد على مسافة أكثر من 200 1 كلم2، من ولاية تبسة شرقاً (الحدود التونسية) إلى ولاية تلمسان غرباً (الحدود المملكة المغربية)، و الجزائر بمساحتها الشاسعة و المقدرة ب 471 381 2 كلم2، و هي بذلك أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة، و يبلغ سكان الجزائر حوالي 35 مليون نسمة( )، يتمركز أكثر من 70 % منهم في الشريط الساحلي و الباقي في الجنوب، هذا ما جعل الجزائر تتميز بمنطقتيه متباينتين هما: منطقة الشمال و منطقة الجنوب. حسب الاكتشاف الذي تم التوصل إليه بوادي ترنيفين بالقطاع الوهراني لبقايا هياكل عظمية وأدوات صخرية للأطلنطروب، وهو الرجل البدائي المعاصر، الذي يمثل أول تواجد إنساني بالجزائر يعود إلى 400000سنة قبل الميلاد، كما تواجد صيادو العصر الحجري القديم سنة 200000قبل الميلاد، وفي الألفية السابعة قبل الميلاد، انتشر القزوينيين، وهم أجداد النوميديين بالمغرب، وبدأ اعمار الجزائر من قبل الأمازيغ خلال الفترة بين 1500 و 1000 قبل الميلاد، وعرفت مرحلة 1100 و 800 قبل الميلاد مجيء الفينيقيين، وبين سنة 800 و 500 ق.م، تأسست جمهورية قرطاج التجارية، كما تم في 200و 148 ق.م، تأسيس مملكة نوميديا من طرف ماسينيسا المتحالف مع الرومان خلال الحرب البونيقية الثانية، وإعلان الحرب من قبل قرطاجة. عرفت مرحلة 105 و 20 ق.م حكم ملوك و أمراء الأمازيغ باعتبارهم حلفاء للرومان، وخلال 25 و 24 ق.م عين يوبا الثاني ملكا لنوميديا ثم موريتانيا التي كانت تضم الجزائر، وفي سنة 323م، تصبح المسيحية الديانة الرسمية تحت حكم الإمبراطور قسطنطين، كما عرفت الفترة الممتدة بين 429 و 533 الغزو الوندالي، واسترجاع البلاد من قبل بيزنطة بعد هزيمة الوندال في سنة 533 م ،كما تمت سيطرت كونفيدراليات الأمازيغ على المناطق الداخلية للبلاد بين 533 660 م، وفي سنة 647 ميلادي وصل العرب إلى المغرب وبدأ اعتناق الإسلام، و حكم الفاطميين خلال 911 و 972 م وتأسست مدينة الجزائر في 935 م، وعرفت مرحلة 972 و 1050م مغادرة الفاطميين للبلاد وتركهم السلطة لبني زيري، وسنة 1050 حتى 1060م، تم غزو الجزائر من قبل بني هلال المنحدرين من مصر العليا، و احتل الاسبان مرسى الكبير بوهران وطردهم للموريسكيين في 1060 1150م . في سنة 1518 م وضعت مدينة الجزائر تحت حماية السلطان العثماني باسطنبول من طرف بربروس، مؤسس سلطة الجزائر، وسنة 1830م احتلت فرنسا مدينة الجزائر بعد حصار دام ثلاثة سنوات، وفي 01 نوفمبر 1954، اندلعت ثورة التحرير الوطني نالت بعدها الجزائر استقلالها في 05جويلية 1962، والإعلان عن تأسيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في 15 سبتمبر 1962. إنّ الشريط الساحلي الجزائري يضم مجموعة الشواطئ الخلابة التي تجمع بين الرمال الذهبية تارة والغابات الكثيفة تارة أخرى، و المتاخمة للجبال التي صنفت في شكل ستة حضائر وطنية و محميات، وهي حظيرة بلزمة بولاية باتنة، و حظيرة القالة بولاية الطارف، و حظيرة قوراية ببجاية و حظيرة جرجرة بتيزي وزو، وحظيرة تلمسان، وحظيرة الشريعة بالبليدة، و تضم هذه الحظائر أصناف نادرة من الأشجار والحيوانات النادرة و المهددة بالانقراض، ولموقع الجزائر أهمية إستراتيجية و خصائص حيوية تجمع بين مميزات نادرة إستمدتها من موقعها المتوسط في خريطة العالم القديم، فهي جسر إتصال و محور إلتقاء بين أوربا و إفريقيا و بين المغرب العربي و الشرق الأوسط و ممراً حيوياً للعديد من طرق الإتصال العالمية براً، بحراً و جواً. أ/ الحمامات الطبيعية: ظهرت المنابع الحيوية في الجزائر منذ العصر الروماني أي القرن السادس ميلادي، إذ كان لها مفهوم ديني (طقسي)، و مع مطلع القرن التاسع عشر(19م) الذي زامن تطور وسائل الإتصال و النقل، مما نجم عنه قوة جديدة للحمامات المعدنية، و أصبح الإهتمام بها يتزايد يوم بعد يوم، و بعد إصدار القوانين الإجتماعية في الجزائر لسنة 1947، تم ظهور أهم المحطات الجهوية و هي: حمام ريغة بعين الدفلى، قرقور بسطيف، الشلالة بقالمة، الصالحين ببسكرة، بوحجر بعين تموشنت، بوحنيفية بمعسكر، بوغرارة بتلمسان، مركز المعالجة بمياه البحر بسيدي فرج، و تتميز هذه المحطات بوجود فنادق فيها و مطاعم و أحواض للسباحة و أماكن لممارسة الرياضة و غيرها من عوامل الراحة. إنّ الجزائر تتوفر حالياً على أكثر من 202 منبع للمياه الحموية الجوفية، لكن هناك فقط تسعة محطات للحمامات المعدنية ذات الطابع الوطني و مركز واحد للمعالجة بمياه البحر، و هناك خمسين (50) محطة جهوية ذات طابع محلي تستغل بطريقة تقليدية، يضاف إليها أربعين (40) محطة تابعة للقطاع الخاص، و هناك ستين (60) منبع محصى غير مستغل، و تمثل مخزون مهم للمنافسة في مجال السياحة الحموية، و يمكن ذكر الحمامات ذات الطابع الوطني فيما يلي: 1- حمام بوغرارة بتلمسان، 500 كلم غرب العاصمة. 2- حمام بوحجر بعين تموشنت، 400 كلم غرب العاصمة. 3- حمام بوحنيفية بمعسكر، 300 كلم غرباً. 4- حمام ريغة بعين الدفلى، 170 كلم غرباً. 5- حمام الشلالة بقالمة، 500 كلم شرقاً. 6- حمام قرقور بسطيف، 300 كلم شرقاً. 7- حمام الصالحين ببسكرة، 450 كلم جنوباً. 8- حمام سيدي سليمان بتسمسيلت، 300 غرباً. بالإضافة إلى محطة العلاج بمياه البحر بسيدي فرج بالعاصمة. ب / منطقة الصحراء الكبرى: تمثل الصحراء في العالم ثمانية(08) مليون كلم2، منها اثنين (02) مليون كلم2 للصحراء الجزائرية التي بها أجمل غروب للشمس في العالم، و يعيش أغلب سكان الصحراء الجزائرية في نظام إقتصادي بسيط، معتمدين على الزراعة، تربية المواشي، التجارة و الصناعات التقليدية، و تتميز أيضاً بأنها أراضي شاسعة و كثافة سكانية قليلة، و هذا ما يعتبر فرصة للدولة الجزائرية لتطوير هذه المناطق و جعلها مناطق تعمير و جذب مهمة، و تتميز الصحراء الجزائرية بالمناطق التالية: - الصحراء الشمالية الشرقية: تعتبر أهم جزء في الصحراء الجزائرية لأنها تتميز بواحات النخيل الوفيرة التي تمتد من السفوح الأطلسية الصحراوية إلى منخفض العرق الشرقي، من واحات الزبان ببسكرة التي توجد على سفوح جبال الأوراس إلى واحات ورقلة و وادي سوف و ريغ في منخفض العرق الشرقي، و واحات ميزاب في أودية هضبة ميزاب، و لم تقتصر الواحات الواقعة في حوض العرق الشرقي على المياه السطحية فقط بل حتى المياه الباطنية، كما ساهم الإكتشاف البترولي لهذه المناطق، إلى مد شبكة من المواصلات و إدخال مشاريع تنموية عديدة، و تحديث شبكة الطرق. - الصحراء الغربية: الظروف الطبيعية لهذه المنطقة أقل ملائمة من الصحراء الشمالية الشرقية، ولازالت بعيدة عن المواصلات الحديثة، إلاّ بعض المشاريع التي تم الشروع فيها مؤخراً، و تتميز هذه المنطقة بوجود منطقتين من الواحات و هي: واحات وادي الساورة التي تتوفر فيها بعض المياه التي يصعب الإستغلال فيها بسبب كثرة الفياضانات، و أهم المنتجات فيها هي التمور و الحبوب في أراضي سهل العبادلة ببشار، و المنطقة الثانية هي واحات قورارة بتيميمون و توات، و تكالت بعين صالح التي تشح فيها المياه، و تسود هذه المنطقة الفقارات، و هي نموذج للري في الصحراء. - الصحراء الجنوبية: تشمل على جبال الهقار و الطاسيلي و سهول تنازروفت الخصبة الكبرى والتي هي تقريباً غير مستغلة، و يسكنها الطوارق، إذ تتربع منطقة الهقار على مساحة قدرها 000 550 كلم2، و توجد جبال الطاسيلي على مسافة متوسطة ب 200 كلم حول الهقار ،و في الشمال يوجد الطاسيلي نمودير و في الشرق نجد الطاسيلي ناجار، و الجنوب الشرقي الطاسيلي ناهقار و الطاسيلي تن ريروح، و في الجنوب الغربي نجد وادي جراد، و يقع الطاسيلي ناهقار على بعد 300 كلم جنوب شرق تمنراست، و الطاسيلي ناجر يقع على بعد 600 كلم شمال شرق تمنراست قرب الحدود الليبية، كما نجد في هذه المنطقة الحظيرة الوطنية للهقار بمساحة قدرها 000 450 م2، و الحظيرة الوطنية للطاسيلي صنفت منذ 1982، ضمن التراث العالمي من قبل اليونسكو، و تحتوي على 000 15 نقش ورسم على الصخور، و تقدر مساحتها ب 000 80 كلم2، و تشتهر المنطقة أيضاً "بالإسكرام - يتواجد فيها أجمل غروب شمس في العالم و بها أيضاً ضريح الأب سان إيستيان- بتمنراست الذي يبلغ علوه 000 3 متر، و يتصل بهضبة الأتاكور، و "أبلسة" التي يتواجد بها ضريح تنهنان ملكة التوارق، و تبعد ب 80 كلم عن العاصمة الأهقار، كما نجد "أقلن بركة"، و هي منطقة سياحية تتواجد فيها قبور قديمة تعود إلى ما قبل التاريخ و كهوف. أمّا سكان هذه المنطقة فهم الطوارق (000 200 نسمة)، الذي يتحدثون اللغة المسماة "إيموهار"، وهناك أيضاً قبائل الأراتينس، و يتميز سكان الطوارق بتركيبة سكانية فريدة من نوعها إذ يتميزون بأنهم يسكنون الخيام، و يعتمدون على الزراعة و تربية المواشي، و يحكم القبيلة "أمينكل" (أمين العقال)، أو ما يسمى (شيخ الكبيرة)، و يتم تعيينه بإجتماع مشايخ جميع القبائل التارقية الهقارية و تتولى قبيلة "أسقمارن"، عمامة التنصيب على رأسه، و يمارس سلطاته التقليدية، كالمصالحة بين القبائل، و تقدم له الشكاوي و غريها، و يخضع تعيينه إلى عراقة النسب من جهة الأم، و يلخص قبائل الطوارق فيما يلي: أفوغاس، شنماس، أبوخان، إدغاغ، إسقمران، أهقار، إيزيقاغن (الحراطين)، إيمقاد (العبيد). يوجد في الجنوب الجزائري أربعة متاحف وطنية تمثل تراث المنطقة الصحراوية، وهي: بني عباس (الساورة): مركز البحث العلمي بن عباس، حظيرة نباتية و حيوانية الوادي: متحف الوادي ،عينات ما قبل التاريخ وأعمال تقليدية غرداية: متحف فلكلوري، صناعات تقليدية جماعية و فلكلورية ورقلة المتحف الصحراوي ورقلة عينات من العصر الحجري إلى الإسلامي و صناعات تقليدية. كما تتميز منطقة الصحراء الجزائرية بوجود ستة محطات حموية و هي: حمام الصالحين ببسكرة. حمام زلفانة بغرداية حمام تمزقويدة بعين صالح. حمام تاهابورت بحدود الإسكرام بتمنراست. منبع تيهوبارتي أفلا بإليزي . حمام الحدب بورقلة. و نجد أيضا المؤسستين السيباحيتين التاليتين: الديوان الوطني لحظيرة الأهقار (OPNA): أشيء في 03 نوفمبر 1987 ،بموجب مرسوم رقم 87-231، و هو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تحت وصاية وزارة الثقافة مهمته، حماية و صيانة و تنمية الموارد و التراث الثقافي و الطبيعي للأهقار. ديوان الحظيرة الوطنية للطاسيلي: مهمته حماية و تنمية التراث الطبيعي و الثقافي الغير قابل للمقارنة و التقدير، وقد سجل الطاسيلي في سنة 1986م في الشبكة الدولية لحفظ الإنسان والطبيعة (MAB-DNISCO) لأنّه الأول لحفظ المناخ الصحراوي في العالم. ج / التراث الثقافي: إنّ الجزائر بموقعها المتوسطي، جعلها مهداً للحضارات منذ القدم، و المعالم الأثرية الموجودة بمدنها لخير دليل على ذلك، فالجزائر تزخر بموروث ثقافي متعدد الأشكال و الأنواع، و الذي يمكن أن نذكر منه فيما يلي: 01 الأعياد الشعبية: هناك أكثر من 200 عيد شعبي متجذر في حاضر الشعب الجزائري، منذ سنين عديدة، عبر مختلف ولايات الوطن، كما نجد العديد من المهرجانات الدولية و نذكر: مهرجان تيمقاد بباتنة، في شهر جويلية من كل سنة. مهرجان الجزائر الدولي للسينما بالجزائر في شهر ديسمبر. المهرجان الدولي للرقص الشعبي بسيدي بلعباس (جويلية). المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري بتيزي وزو. المهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة. المهرجان الدولي للشرائط المرسومة بتيبازة. مهرجان الجزائر للقناوى بالجزائر. مهرجان جميلة بسطيف. المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية. المهرجان العربي للسينما. المهرجان الدولي للخط العربي بالعاصمة. المهرجان الدولي للموسيقى الجاز بقسنطينة. كما هناك تسعة عشر (19) مهرجان وطني (المالوف، الشعبي، الشعر النسوي، مسرح الهواة، الأغنية، المسرح المحترف، الأغنية البدوية، الراي، الفكاهة، العيساوة، الأغنية الحضرية، موسيقى الشباب، الفيلم الأمازيغي، موسيقى الحوزي، موسيقى الصنعى، أهليل قورارة، العرائس، موسيقى القناوى و مسرح الأطفال). بالإضافة إلى بعض المهرجانات المحلية، (كمهرجان المسرح المحترف، بسيدي بلعباس و المسرح المحترف بعنابة، و المهرجان المحلي للفنون و الثقافات الشعبية بعين الدفلى و المهرجان المحلي لموسيقى لمزاب بغرداية، و مهرجان الفروسية بتيارت)، و كذا العديد من الإحتفالات القبلية المسماة بالوعدات. 02 الآثار: هناك العديد من الآثار المختلفة الموجودة في العديد من الولايات الجزائرية، نذكر منها: جميلة (كويكيل): تقع على بعد 50 كلم من مدينة سطيف شرق العاصمة الجزائر، أسسها الإمبراطور الروماني نرفا تراجان (NERVA)، في العامين 96-98 م و توسعت في القرنيين الثاني و الرابع ميلادي. قالمة: كانت قديماً مدينة نوميدية هامة و أصبحت مستعمرة فينيقية و من ثم إستقرت بها مستعمرة رومانية في عهد طرجان (Trajan)، و يوجد بها أحد أجمل المسارح الرومانية في المنطقة. تبسة: صارت (Theveste) القديمة، أحد أهم المستعمرات الرومانية منذ 146 ق.م، و هو تاريخ سقوط قرطاج، و نجد من بين أهم المعالم الأثرية في المنطقة سور تبسة القديم (Solomon)، يعود تاريخه إلى القرن السادس، به أربعة أبواب (باب كركلا / قوس النصر / معبد منرقا يعود إلى بداية القرن الثالث مزينة جدرانه بفسيفساء جميلة). مادور: يقع بالقرب من مدينة عنابة، و على إرتفاع 1100 م عن سطح البحر، و إشتهرت بفلاسفتها، منهم أبوليوس، صاحب كتاب الحصان الذهبي، و القديس أوقستان إبن طاغست (سوق أهراس) الذي تتلمذ بجامعة مدور. تيبازة: المسماة "جوهرة الصنوبر"،والتي سكنها أناس منذ 12000سنة قبل الميلاد، تقع على بعد 50 كلم من العاصمة الجزائرية، بموقع يتوسط البحر و الجبل، لذا إختارها الفينيقيون على طريق قرطاج، و أصبحت مستعمرة لاتينية إبان إمارة كلوديوس، في القرن الأول الميلادي، لتتحوّل إلى مستعمرة رومانية في القرن الثاني للميلاد، كما نجد أيضاً مدينة شرشال، التي كانت تسمى موريطانيا القيصرية، و التي كانت من بين أهم المدن الرومانية لشمال إفريقيا، و قد إحتفظت بالعديد من المباني، التحف، المنقوشات، فسيفساء، وتماثيل و أعمدة ذات أهمية نادرة. تيمقاد: تموقاد، تأسست عام 100 ق.م، أثناء حكم الإمبراطور طرجان، و تعتبر أهم المدن في تاريخ الحضارة الرومانية في الشمال الشرقي للجزائر، و تعد المدينة الوحيدة في العالم التي تدل على روعة الهندسة المعمارية الرومانية، كان بها مسرح كبير تصل طاقته الاستيعابية إلى 3500 متفرج، و14 حمام معدني، مقر للسلطة و مكتبة عمومية، كنيسة مدنية، مقبرة مسيحية بها 10000 قبر، كما يعتبر قوس النصر المتواجد بها، والذي شيد في القرن الثاني على شرف انتصار الإمبراطور تراجان على البارتيون، واحد من أجمل أقواس نصر الإمبراطورية الرومانية، وبها أيضا المعبد المكون من ستة أعمدة. القطب المتكون من وهران تلمسان، و الذي يحتوي عل آثار حضارات قديمة تعود للعصر العثماني و الإسباني، كالمنصورة و ندرومة، و سيدي الهواري. القطب المتكون من عنابة، قالمة، سوق أهراس، الطارف، الذي يحتوي على مواقع رومانية (هيبون) بقالمة، (مداوروش) بسوق أهراس، كما نجد أيضاً منطقة غرداية و تيميمون التي تشتهر بقصورها العريقة. هذه لمحة بسيطة جدا عن جوهرة اسمها الجزائر... الجزائر بموقعها المميز جعلها منذ القدم محل إهتمام الرحالة العرب و الغرب الذين وصفوها بأنّها تحفة حقيقية و نادرة، فنجد الرحالة هلتون سمسون (HILTON SIMSON)، الذي ألف كتابه رحلة في ربوع الأوراسي (1912 – 1920)، و كذا بودلي (R, V, C, Bodlley)، سنة 1944، الذي ألق كتابه ريح الصحراء، وصف فيه الصحراء الجزائرية وصفاً رائعاً، كما نجد أيضاً ستوت (M, D, Stot)، في كتابه الجزائر على حقيقتها، و غيرهم من المؤلفين الذين وصفوا الجزائر بأنها قبلة حقيقية وتحفة لا يجب نسيانها. للجزائر موقع رائع في شمال إفريقيا، المطل من جهة الشمال على البحر الأبيض المتوسط، بشريط ساحلي يمتد على مسافة أكثر من 200 1 كلم2، من ولاية تبسة شرقاً (الحدود التونسية) إلى ولاية تلمسان غرباً (الحدود المملكة المغربية)، و الجزائر بمساحتها الشاسعة و المقدرة ب 471 381 2 كلم2، و هي بذلك أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة، و يبلغ سكان الجزائر حوالي 35 مليون نسمة( )، يتمركز أكثر من 70 % منهم في الشريط الساحلي و الباقي في الجنوب، هذا ما جعل الجزائر تتميز بمنطقتيه متباينتين هما: منطقة الشمال و منطقة الجنوب. حسب الاكتشاف الذي تم التوصل إليه بوادي ترنيفين بالقطاع الوهراني لبقايا هياكل عظمية وأدوات صخرية للأطلنطروب، وهو الرجل البدائي المعاصر، الذي يمثل أول تواجد إنساني بالجزائر يعود إلى 400000سنة قبل الميلاد، كما تواجد صيادو العصر الحجري القديم سنة 200000قبل الميلاد، وفي الألفية السابعة قبل الميلاد، انتشر القزوينيين، وهم أجداد النوميديين بالمغرب، وبدأ اعمار الجزائر من قبل الأمازيغ خلال الفترة بين 1500 و 1000 قبل الميلاد، وعرفت مرحلة 1100 و 800 قبل الميلاد مجيء الفينيقيين، وبين سنة 800 و 500 ق.م، تأسست جمهورية قرطاج التجارية، كما تم في 200و 148 ق.م، تأسيس مملكة نوميديا من طرف ماسينيسا المتحالف مع الرومان خلال الحرب البونيقية الثانية، وإعلان الحرب من قبل قرطاجة. عرفت مرحلة 105 و 20 ق.م حكم ملوك و أمراء الأمازيغ باعتبارهم حلفاء للرومان، وخلال 25 و 24 ق.م عين يوبا الثاني ملكا لنوميديا ثم موريتانيا التي كانت تضم الجزائر، وفي سنة 323م، تصبح المسيحية الديانة الرسمية تحت حكم الإمبراطور قسطنطين، كما عرفت الفترة الممتدة بين 429 و 533 الغزو الوندالي، واسترجاع البلاد من قبل بيزنطة بعد هزيمة الوندال في سنة 533 م ،كما تمت سيطرت كونفيدراليات الأمازيغ على المناطق الداخلية للبلاد بين 533 660 م، وفي سنة 647 ميلادي وصل العرب إلى المغرب وبدأ اعتناق الإسلام، و حكم الفاطميين خلال 911 و 972 م وتأسست مدينة الجزائر في 935 م، وعرفت مرحلة 972 و 1050م مغادرة الفاطميين للبلاد وتركهم السلطة لبني زيري، وسنة 1050 حتى 1060م، تم غزو الجزائر من قبل بني هلال المنحدرين من مصر العليا، و احتل الاسبان مرسى الكبير بوهران وطردهم للموريسكيين في 1060 1150م . في سنة 1518 م وضعت مدينة الجزائر تحت حماية السلطان العثماني باسطنبول من طرف بربروس، مؤسس سلطة الجزائر، وسنة 1830م احتلت فرنسا مدينة الجزائر بعد حصار دام ثلاثة سنوات، وفي 01 نوفمبر 1954، اندلعت ثورة التحرير الوطني نالت بعدها الجزائر استقلالها في 05جويلية 1962، والإعلان عن تأسيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في 15 سبتمبر 1962. إنّ الشريط الساحلي الجزائري يضم مجموعة الشواطئ الخلابة التي تجمع بين الرمال الذهبية تارة والغابات الكثيفة تارة أخرى، و المتاخمة للجبال التي صنفت في شكل ستة حضائر وطنية و محميات، وهي حظيرة بلزمة بولاية باتنة، و حظيرة القالة بولاية الطارف، و حظيرة قوراية ببجاية و حظيرة جرجرة بتيزي وزو، وحظيرة تلمسان، وحظيرة الشريعة بالبليدة، و تضم هذه الحظائر أصناف نادرة من الأشجار والحيوانات النادرة و المهددة بالانقراض، ولموقع الجزائر أهمية إستراتيجية و خصائص حيوية تجمع بين مميزات نادرة إستمدتها من موقعها المتوسط في خريطة العالم القديم، فهي جسر إتصال و محور إلتقاء بين أوربا و إفريقيا و بين المغرب العربي و الشرق الأوسط و ممراً حيوياً للعديد من طرق الإتصال العالمية براً، بحراً و جواً. أ/ الحمامات الطبيعية: ظهرت المنابع الحيوية في الجزائر منذ العصر الروماني أي القرن السادس ميلادي، إذ كان لها مفهوم ديني (طقسي)، و مع مطلع القرن التاسع عشر(19م) الذي زامن تطور وسائل الإتصال و النقل، مما نجم عنه قوة جديدة للحمامات المعدنية، و أصبح الإهتمام بها يتزايد يوم بعد يوم، و بعد إصدار القوانين الإجتماعية في الجزائر لسنة 1947، تم ظهور أهم المحطات الجهوية و هي: حمام ريغة بعين الدفلى، قرقور بسطيف، الشلالة بقالمة، الصالحين ببسكرة، بوحجر بعين تموشنت، بوحنيفية بمعسكر، بوغرارة بتلمسان، مركز المعالجة بمياه البحر بسيدي فرج، و تتميز هذه المحطات بوجود فنادق فيها و مطاعم و أحواض للسباحة و أماكن لممارسة الرياضة و غيرها من عوامل الراحة. إنّ الجزائر تتوفر حالياً على أكثر من 202 منبع للمياه الحموية الجوفية، لكن هناك فقط تسعة محطات للحمامات المعدنية ذات الطابع الوطني و مركز واحد للمعالجة بمياه البحر، و هناك خمسين (50) محطة جهوية ذات طابع محلي تستغل بطريقة تقليدية، يضاف إليها أربعين (40) محطة تابعة للقطاع الخاص، و هناك ستين (60) منبع محصى غير مستغل، و تمثل مخزون مهم للمنافسة في مجال السياحة الحموية، و يمكن ذكر الحمامات ذات الطابع الوطني فيما يلي: 1- حمام بوغرارة بتلمسان، 500 كلم غرب العاصمة. 2- حمام بوحجر بعين تموشنت، 400 كلم غرب العاصمة. 3- حمام بوحنيفية بمعسكر، 300 كلم غرباً. 4- حمام ريغة بعين الدفلى، 170 كلم غرباً. 5- حمام الشلالة بقالمة، 500 كلم شرقاً. 6- حمام قرقور بسطيف، 300 كلم شرقاً. 7- حمام الصالحين ببسكرة، 450 كلم جنوباً. 8- حمام سيدي سليمان بتسمسيلت، 300 غرباً. بالإضافة إلى محطة العلاج بمياه البحر بسيدي فرج بالعاصمة. ب / منطقة الصحراء الكبرى: تمثل الصحراء في العالم ثمانية(08) مليون كلم2، منها اثنين (02) مليون كلم2 للصحراء الجزائرية التي بها أجمل غروب للشمس في العالم، و يعيش أغلب سكان الصحراء الجزائرية في نظام إقتصادي بسيط، معتمدين على الزراعة، تربية المواشي، التجارة و الصناعات التقليدية، و تتميز أيضاً بأنها أراضي شاسعة و كثافة سكانية قليلة، و هذا ما يعتبر فرصة للدولة الجزائرية لتطوير هذه المناطق و جعلها مناطق تعمير و جذب مهمة، و تتميز الصحراء الجزائرية بالمناطق التالية: - الصحراء الشمالية الشرقية: تعتبر أهم جزء في الصحراء الجزائرية لأنها تتميز بواحات النخيل الوفيرة التي تمتد من السفوح الأطلسية الصحراوية إلى منخفض العرق الشرقي، من واحات الزبان ببسكرة التي توجد على سفوح جبال الأوراس إلى واحات ورقلة و وادي سوف و ريغ في منخفض العرق الشرقي، و واحات ميزاب في أودية هضبة ميزاب، و لم تقتصر الواحات الواقعة في حوض العرق الشرقي على المياه السطحية فقط بل حتى المياه الباطنية، كما ساهم الإكتشاف البترولي لهذه المناطق، إلى مد شبكة من المواصلات و إدخال مشاريع تنموية عديدة، و تحديث شبكة الطرق. - الصحراء الغربية: الظروف الطبيعية لهذه المنطقة أقل ملائمة من الصحراء الشمالية الشرقية، ولازالت بعيدة عن المواصلات الحديثة، إلاّ بعض المشاريع التي تم الشروع فيها مؤخراً، و تتميز هذه المنطقة بوجود منطقتين من الواحات و هي: واحات وادي الساورة التي تتوفر فيها بعض المياه التي يصعب الإستغلال فيها بسبب كثرة الفياضانات، و أهم المنتجات فيها هي التمور و الحبوب في أراضي سهل العبادلة ببشار، و المنطقة الثانية هي واحات قورارة بتيميمون و توات، و تكالت بعين صالح التي تشح فيها المياه، و تسود هذه المنطقة الفقارات، و هي نموذج للري في الصحراء. - الصحراء الجنوبية: تشمل على جبال الهقار و الطاسيلي و سهول تنازروفت الخصبة الكبرى والتي هي تقريباً غير مستغلة، و يسكنها الطوارق، إذ تتربع منطقة الهقار على مساحة قدرها 000 550 كلم2، و توجد جبال الطاسيلي على مسافة متوسطة ب 200 كلم حول الهقار ،و في الشمال يوجد الطاسيلي نمودير و في الشرق نجد الطاسيلي ناجار، و الجنوب الشرقي الطاسيلي ناهقار و الطاسيلي تن ريروح، و في الجنوب الغربي نجد وادي جراد، و يقع الطاسيلي ناهقار على بعد 300 كلم جنوب شرق تمنراست، و الطاسيلي ناجر يقع على بعد 600 كلم شمال شرق تمنراست قرب الحدود الليبية، كما نجد في هذه المنطقة الحظيرة الوطنية للهقار بمساحة قدرها 000 450 م2، و الحظيرة الوطنية للطاسيلي صنفت منذ 1982، ضمن التراث العالمي من قبل اليونسكو، و تحتوي على 000 15 نقش ورسم على الصخور، و تقدر مساحتها ب 000 80 كلم2، و تشتهر المنطقة أيضاً "بالإسكرام - يتواجد فيها أجمل غروب شمس في العالم و بها أيضاً ضريح الأب سان إيستيان- بتمنراست الذي يبلغ علوه 000 3 متر، و يتصل بهضبة الأتاكور، و "أبلسة" التي يتواجد بها ضريح تنهنان ملكة التوارق، و تبعد ب 80 كلم عن العاصمة الأهقار، كما نجد "أقلن بركة"، و هي منطقة سياحية تتواجد فيها قبور قديمة تعود إلى ما قبل التاريخ و كهوف. أمّا سكان هذه المنطقة فهم الطوارق (000 200 نسمة)، الذي يتحدثون اللغة المسماة "إيموهار"، وهناك أيضاً قبائل الأراتينس، و يتميز سكان الطوارق بتركيبة سكانية فريدة من نوعها إذ يتميزون بأنهم يسكنون الخيام، و يعتمدون على الزراعة و تربية المواشي، و يحكم القبيلة "أمينكل" (أمين العقال)، أو ما يسمى (شيخ الكبيرة)، و يتم تعيينه بإجتماع مشايخ جميع القبائل التارقية الهقارية و تتولى قبيلة "أسقمارن"، عمامة التنصيب على رأسه، و يمارس سلطاته التقليدية، كالمصالحة بين القبائل، و تقدم له الشكاوي و غريها، و يخضع تعيينه إلى عراقة النسب من جهة الأم، و يلخص قبائل الطوارق فيما يلي: أفوغاس، شنماس، أبوخان، إدغاغ، إسقمران، أهقار، إيزيقاغن (الحراطين)، إيمقاد (العبيد). يوجد في الجنوب الجزائري أربعة متاحف وطنية تمثل تراث المنطقة الصحراوية، وهي: بني عباس (الساورة): مركز البحث العلمي بن عباس، حظيرة نباتية و حيوانية الوادي: متحف الوادي ،عينات ما قبل التاريخ وأعمال تقليدية غرداية: متحف فلكلوري، صناعات تقليدية جماعية و فلكلورية ورقلة المتحف الصحراوي ورقلة عينات من العصر الحجري إلى الإسلامي و صناعات تقليدية. كما تتميز منطقة الصحراء الجزائرية بوجود ستة محطات حموية و هي: حمام الصالحين ببسكرة. حمام زلفانة بغرداية حمام تمزقويدة بعين صالح. حمام تاهابورت بحدود الإسكرام بتمنراست. منبع تيهوبارتي أفلا بإليزي . حمام الحدب بورقلة. و نجد أيضا المؤسستين السيباحيتين التاليتين: الديوان الوطني لحظيرة الأهقار (OPNA): أشيء في 03 نوفمبر 1987 ،بموجب مرسوم رقم 87-231، و هو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تحت وصاية وزارة الثقافة مهمته، حماية و صيانة و تنمية الموارد و التراث الثقافي و الطبيعي للأهقار. ديوان الحظيرة الوطنية للطاسيلي: مهمته حماية و تنمية التراث الطبيعي و الثقافي الغير قابل للمقارنة و التقدير، وقد سجل الطاسيلي في سنة 1986م في الشبكة الدولية لحفظ الإنسان والطبيعة (MAB-DNISCO) لأنّه الأول لحفظ المناخ الصحراوي في العالم. ج / التراث الثقافي: إنّ الجزائر بموقعها المتوسطي، جعلها مهداً للحضارات منذ القدم، و المعالم الأثرية الموجودة بمدنها لخير دليل على ذلك، فالجزائر تزخر بموروث ثقافي متعدد الأشكال و الأنواع، و الذي يمكن أن نذكر منه فيما يلي: 01 الأعياد الشعبية: هناك أكثر من 200 عيد شعبي متجذر في حاضر الشعب الجزائري، منذ سنين عديدة، عبر مختلف ولايات الوطن، كما نجد العديد من المهرجانات الدولية و نذكر: مهرجان تيمقاد بباتنة، في شهر جويلية من كل سنة. مهرجان الجزائر الدولي للسينما بالجزائر في شهر ديسمبر. المهرجان الدولي للرقص الشعبي بسيدي بلعباس (جويلية). المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري بتيزي وزو. المهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة. المهرجان الدولي للشرائط المرسومة بتيبازة. مهرجان الجزائر للقناوى بالجزائر. مهرجان جميلة بسطيف. المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية. المهرجان العربي للسينما. المهرجان الدولي للخط العربي بالعاصمة. المهرجان الدولي للموسيقى الجاز بقسنطينة. كما هناك تسعة عشر (19) مهرجان وطني (المالوف، الشعبي، الشعر النسوي، مسرح الهواة، الأغنية، المسرح المحترف، الأغنية البدوية، الراي، الفكاهة، العيساوة، الأغنية الحضرية، موسيقى الشباب، الفيلم الأمازيغي، موسيقى الحوزي، موسيقى الصنعى، أهليل قورارة، العرائس، موسيقى القناوى و مسرح الأطفال). بالإضافة إلى بعض المهرجانات المحلية، (كمهرجان المسرح المحترف، بسيدي بلعباس و المسرح المحترف بعنابة، و المهرجان المحلي للفنون و الثقافات الشعبية بعين الدفلى و المهرجان المحلي لموسيقى لمزاب بغرداية، و مهرجان الفروسية بتيارت)، و كذا العديد من الإحتفالات القبلية المسماة بالوعدات. 02 الآثار: هناك العديد من الآثار المختلفة الموجودة في العديد من الولايات الجزائرية، نذكر منها: جميلة (كويكيل): تقع على بعد 50 كلم من مدينة سطيف شرق العاصمة الجزائر، أسسها الإمبراطور الروماني نرفا تراجان (NERVA)، في العامين 96-98 م و توسعت في القرنيين الثاني و الرابع ميلادي. قالمة: كانت قديماً مدينة نوميدية هامة و أصبحت مستعمرة فينيقية و من ثم إستقرت بها مستعمرة رومانية في عهد طرجان (Trajan)، و يوجد بها أحد أجمل المسارح الرومانية في المنطقة. تبسة: صارت (Theveste) القديمة، أحد أهم المستعمرات الرومانية منذ 146 ق.م، و هو تاريخ سقوط قرطاج، و نجد من بين أهم المعالم الأثرية في المنطقة سور تبسة القديم (Solomon)، يعود تاريخه إلى القرن السادس، به أربعة أبواب (باب كركلا / قوس النصر / معبد منرقا يعود إلى بداية القرن الثالث مزينة جدرانه بفسيفساء جميلة). مادور: يقع بالقرب من مدينة عنابة، و على إرتفاع 1100 م عن سطح البحر، و إشتهرت بفلاسفتها، منهم أبوليوس، صاحب كتاب الحصان الذهبي، و القديس أوقستان إبن طاغست (سوق أهراس) الذي تتلمذ بجامعة مدور. تيبازة: المسماة "جوهرة الصنوبر"،والتي سكنها أناس منذ 12000سنة قبل الميلاد، تقع على بعد 50 كلم من العاصمة الجزائرية، بموقع يتوسط البحر و الجبل، لذا إختارها الفينيقيون على طريق قرطاج، و أصبحت مستعمرة لاتينية إبان إمارة كلوديوس، في القرن الأول الميلادي، لتتحوّل إلى مستعمرة رومانية في القرن الثاني للميلاد، كما نجد أيضاً مدينة شرشال، التي كانت تسمى موريطانيا القيصرية، و التي كانت من بين أهم المدن الرومانية لشمال إفريقيا، و قد إحتفظت بالعديد من المباني، التحف، المنقوشات، فسيفساء، وتماثيل و أعمدة ذات أهمية نادرة. تيمقاد: تموقاد، تأسست عام 100 ق.م، أثناء حكم الإمبراطور طرجان، و تعتبر أهم المدن في تاريخ الحضارة الرومانية في الشمال الشرقي للجزائر، و تعد المدينة الوحيدة في العالم التي تدل على روعة الهندسة المعمارية الرومانية، كان بها مسرح كبير تصل طاقته الاستيعابية إلى 3500 متفرج، و14 حمام معدني، مقر للسلطة و مكتبة عمومية، كنيسة مدنية، مقبرة مسيحية بها 10000 قبر، كما يعتبر قوس النصر المتواجد بها، والذي شيد في القرن الثاني على شرف انتصار الإمبراطور تراجان على البارتيون، واحد من أجمل أقواس نصر الإمبراطورية الرومانية، وبها أيضا المعبد المكون من ستة أعمدة. القطب المتكون من وهران تلمسان، و الذي يحتوي عل آثار حضارات قديمة تعود للعصر العثماني و الإسباني، كالمنصورة و ندرومة، و سيدي الهواري. القطب المتكون من عنابة، قالمة، سوق أهراس، الطارف، الذي يحتوي على مواقع رومانية (هيبون) بقالمة، (مداوروش) بسوق أهراس، كما نجد أيضاً منطقة غرداية و تيميمون التي تشتهر بقصورها العريقة. هذه لمحة بسيطة جدا عن جوهرة اسمها الجزائر