أكد صندوق النقد العربي أهمية دور القطاع الخاص في حل مشكلة البطالة والحد من تأثيراتها السلبية على المستويين التنموي والاقتصادي في الوطن العربي. وقال المدير العام للصندوق رئيس مجلس الادارة الدكتور جاسم المناعي في كلمة افتتح بها ندوة (سياسات العمالة) التي بدأت اليوم الاحد بابوظبي بالتعاون مع البنك الدولي إن مشكلة البطالة تعد من اهم التحديات التي تواجهها دول المنطقة مشددا على ضرورة السعي الدائم الى ايجاد حلول ناجحة للتعامل مع هذا التحدي. وأضاف في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه مدير معهد السياسات الاقتصادية سعود البريكان ان القوة العاملة في الوطن العربي شهدت في العقدين الماضيين نموا فائقا ما أدى الى ارتفاع معدلات البطالة لتصبح الأعلى على مستوى العالم. وأشار المناعي الى ان التقديرات تظهر ان نسبة البطالة في المنطقة تقترب في معدلها من 15 في المئة من اجمالي القوة العاملة في حين تركزت البطالة في فئة الشباب حيث زادت في المتوسط عن 50 في المئة. وأفاد بأن التحديات التي تواجه سوق العمل في المنطقة لم تقتصر فقط على البطالة بل شملت الأجور الحقيقية مضيفا ان الأجور اتسمت بالركود او التراجع حيث لاتزال انتاجية العمل متواضعة مقارنة مع الدول الاخرى. وأكد المناعي ضرورة العمل على مواجهة هذا التحدي عبر السعي لتبني مدخلا شاملا للاصلاح يساهم في حل مشكلة البطالة أو الحد من تأثيراتها السلبية على اقل تقدير. وبين ان اصلاح الاطار المؤسسي والتنظيمي من شأنه الاسهام في جعل أسواق العمل أكثر قدرة على القيام بدروها بشكل أفضل مشيرا الى ان اتباع اجراءات اكثر مرونة في التوظيف والتسريح من العمل يعد من اهم قضايا السياسات ذات الصلة في إصلاح نظم العمل. ودعا المناعي الى وضع سياسات العمل العربية على نحو تراعي فيه أسس العرض والطلب معا منبها الى ان السياسات الاصلاحية للتعامل مع مشكلة البطالة تختلف من بلد إلى آخر باختلاف أوضاعه الاساسية ودرجة تقدم الاصلاحات المحققة فيه ونوعية مؤسساته. يذكر أن أعمال الندوة التي بدأت اليوم مستمرة حتى ال20 من الشهر الحالي بمشاركة 36 شخصا من 16 دولة وعدد من المختصين والمهتمين بقضية البطالة بصورة خاصة وقضايا الاقتصاد والتنمية في الدول العربية بصورة عامة.