لقي الهجوم المسلح على مركز تجاري كبير فى العاصمة الكينية نيروبي مساء أمس السبت و الذى خلف حسب حصيلة مؤقتة 59 قتيلا وأزيد من 200 جريح فضلا عن رهائن لازالت تحتجزهم عناصر (حركة الشباب) الصومالية المتمردة التى تبنت العملية ادانة دولية واسعة دفعت بعديد من العواصم الى عرض مساعدتها على نيروبي قصد تقديم منفذى هذه العملية "الارهابية" أمام العدالة. - استنكار داخل كينيا و خارجها و توعد بملاحقة مرتكبي هذا العمل الارهابي- فعلى الصعيد الداخلي وصف الرئيس الكيني أوهورو كنياتاهذا الهجوم الذى راح ضحيته مدنيين من المواطنين الكينيين و رعايا دول غربية ب" العمل الجبان نفذه أخساء بهدف ترويع وتقسيم الكينيين وإحداث حالة من الجزع في صفوف الشعب". و أوضح الرئيس كنياتا في خطاب متلفز مساء أمس أنه "تم تشديد الأمن" عبر أرجاء البلاد و"اتخاذ عدة إجراءات لتوقيف مرتكبي هذا العمل المشين" الذى راح ضحيته 59 قتيلا و ازيد من 200 جريح حسب وزير داخلية كينيا جوزيف أولي. ومن جهتها أدانت الولاياتالمتحدة التى فقدت اثنين من رعاياها الهجوم الدموي على مركز التسوق بالعاصمة الكينية وأكدت أنها " ستواصل مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله بما في ذلك التهديد الذي تشكله (حركة الشباب) الصومالية المتمردة. و قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض كايتلن هايدن في بيان أن "الولاياتالمتحدة تدين بأشد اللهجات الهجوم الإرهابي الخسيس الذي تعرض له مدنيون أبرياء في مركز (ويست غايت) للتسوق في نيروبي" وطالبت بتقديم مرتكبي هذا "العمل الشنيع" للعدالة. و ضمت كندا صوتها الى صوت واشنطن حيث أدان رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر هجوم نيروبي والذى سقط فيه مواطنين كندييين أحدهما الدبلوماسية الكندية آن ماري دولوج. وذكر هاربر في بيان أن "كندا تدين بأشد العبارات هذا العمل الجبان والدنيء الذي استهدف مدنيين أبرياء خرجوا للتسوق" مضيفا أنه " لا يمكن السماح للأعمال الإرهابية أن تمر دون عقاب" و اشار الى أن أعضاء البعثة الدبلوماسية الكندية في كينيا عرضوا على السلطات الكينية تقديم جميع المساعدات الممكنة "لتقديم مرتكبي هذا العمل المشين للعدالة". وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها مساء امس ان الرئيس فرانسوا هولاند"يدين بشدة هذا الاعتداء الجبان ويشاطر أفراد عائلتي مواطنتينا آلامهم ويعبر عن تضامنه الكامل مع السلطات الكينية ". و فى بريطانيا قال وزير الخارجية ويليام هيغ "إن السلطات البريطانية على اتصال مع السلطات الكينية لمتابعة آخر تطورات الأحداث فيما يتعلق بالهجوم الذي شهدته العاصمة نيروبي. واضاف هيغ - في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على شبكة "تويتر" - إن " أولويتنا في الوقت الراهن هي الاطمئنان على سلامة مواطنينا في كينيا" مشيرا الى أن بريطانيا تعمل عن كثب مع كينيا للتنسيق في هذا الصدد. كما أدانت الحكومة الأسترالية اليوم الاحد الهجوم على المركز التجاري في نيروبي واصفة اياه ب "العمل الجبان". وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب في بيان أنه "ينبغي جلب منفذي هذا العمل الجبان وتقديمهم للمحاكمة (...) وأستراليا مستعدة لتقديم الدعم المناسب للحكومة الكينية من أجل هذا الهدف". من جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون "الهجوم الإرهابي الدموي" الذي استهدف ابرياء في مركز تجاري في نيروبي واصفا العمل بأنه "يستحق التنديد تماما". وذكر بيان صدر عن مكتب المتحدث باسم بان كي- مون أن الأمين العام تحدث هاتفيا مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا و قال أن "هذا العمل المتعمد الذي استهدف مدنيين عزل يستحق التنديد تماما" مضيفا أنه "واثق من أنه سيتم تقديم مرتكبي هذا العمل للعدالة". ومن جهته ندد أعضاء مجلس الأمن الدولي فى بيان "بأشد العبارات الممكنة بالهجوم الإرهابي" على مركز التسوق فى نيروبي وأكدوا مجددا "تصميمهم على مكافحة الأرهاب بكافة أشكاله". نفس موقف الادانة اتخذه الاتحاد الاوروبي على لسان كاترين اشتون التى اعربت عن "صدمتها" ازاء الهجوم الذى استهدف مدنيين أبرياء فى مركز (ويست غايت) للتسوق فى نيروبي. و قالت اشتون ان "الاتحاد الاوروبي يؤكد مساندته الكاملة للسلطات الكينية" مشيرة الى استعداد التكتل الاوروبي لعمل كل ما بوسعه من أجل تجنب تكرار مثل هذه الاعمال فى المستقبل". حركة الشباب الصومالية المتمردة تتبنى الهجوم على المركز التجاري و لم تتأخر (حركة الشباب) الصومالية المتطرفة فى اعلان مسؤوليتها على الهجوم الذى لازال متواصلا منذ يوم أمس حيث تتحدث تقارير اعلامية أنه مازال هناك عدد من المدنيين محتجزين كرهائن بداخل المركز التجاري, وذلك بعد مرور ساعات على قيام مسلحين من الحركة بإطلاق النيران وإلقاء قنابل واحتجاز رهائن داخل مبنى "ردا على الوجود العسكرى الكيني" في الصومال. و قالت الحركة المسلحة التى تحارب الحكومة الصومالية و القوات المساندة لها من أجل بسط الامن و الاستقرار المفقودين فى الصومال منذ عقدين من الزمن على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن من تصفهم ب"المجاهدين دخلوا إلى مركز ويستغايت التجاري وقت الظهيرة تقريبا (يوم أمس) ولا يزالوا بداخله يقاتلون الكينيين في أرضهم". وتابعت الحركة قائلة إنها "حذرت الحكومة الكينية مرارا وتكرارا بأن عدم سحب قواتها من الصومال قد يؤدي إلى عواقب وخيمة... ومع ذلك تجاهلت الحكومة الكينية تحذيراتنا المتكررة وواصلت ذبح المسلمين الأبرياء في الصومال". وكانت القوات الكينية دخلت اراضى جنوب الصومال فى أكتوبر 2011 في إطار تعقب مسلحي (حركة الشباب) الذين اختطفوا عددا من الأجانب في الجانب الكيني من الحدود ما فرض تهديدا خطيرا على صناعة السياحة التي تعد ركيزة أساسية للاقتصاد الكيني.