لاتزال عملية احتجاز الرهائن من قبل مسلحين من حركة الشباب الصومالية داخل مركز للتسوق بنيروبي يوم الاثنين متواصلة لليوم الثالث على التوالي فيما نفذت قوات الأمن الكينية هجوما جديدا في محاولة لوضع حد لهذه العملية الارهابية التي خلفت مقتل 69 شخصا على الأقل واصابة ما يزيد عن 175 آخرين بجروح في هذا الهجوم الدامي. وكانت ثلاثة انفجارات قوية قد وقعت صباح اليوم في المركز التجاري بعدما شنت قوات الأمن الكينية هجوما جديدا في محاولة للسيطرة على المسلحين المتحصنين في المبنى منذ يومين حيث تمكنت من خلاله من تحرير 10 من الرهائن المتبقين في أيدي المسلحين. وتلى الانفجارات الثلاثة تبادل لاطلاق نار كثيف استمر حوالي 15 دقيقة وألقى مسلحون ينتمون لحركة الشباب الصومالية المتمردة بقنابل يدوية من داخل المركز التجاري على قوات الأمن الكينية أثناء محاولة هذه الأخيرة انقاذ ما تبق من الرهائن . وجاء تبادل اطلاق النار الكثيف بعد أن أكدت قوات الدفاع الكينية أنها أمنت معظم المبنى فيما تسعى الى وضع "نهاية سريعة" للعملية التي دخلت يومها الثالث. وهدد متمردو حركة (الشباب) الصومالية الذين تبنوا الهجوم على المركز التجاري النيروبي, بقتل الرهائن الذين يحتجزونهم وذلك ردا على محاولة القوات الكينية اقتحام المركز. وجاء التطور الأخير بعد أكثر من 30 ساعة من هجوم شنه مسلحون ملثمون أطلقوا النار على مركز "ويستغيت" التجاري بالعاصمة نيروبي مما أدى إلى مقتل 68 شخصا على الأقل وإصابة ما يزيد على 175 آخرين بجروح وفقا للحكومة الكينية في أكثر الحوادث دموية بالبلاد منذ الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في نيروبي عام 1998. وكان الجيش الكيني قد أكد مساء أمس الأحد أن "كل الجهود جارية لوضع حد لهذا الأمر" مضيفا أن "4 من عناصره أصيبوا ونقلوا إلى المستشفى للعلاج خلال العملية". ووفقا للحكومة الكينية فقد اقتحم ما بين 10 و15 مسلحا المركز التجاري واحتجزوا عددا غير معروف من الرهائن ما جعل العملية "دقيقة". وأعلنت حركة الشباب الصومالية المتطرفة "مسؤوليتها" عن الهجوم قائلة أنه "تم ردا على هجوم عابر للحدود شنته القوات الكينية في أكتوبر 2011 على جنوب الصومال لتعقب عناصر الحركة". ولم يعلن المسلحون عن أية مطالب خلال الأزمة الشديدة ولكن حركة الشباب قالت أن "الرسالة التي تبعثها إلى كينيا حكومة وشعبا كانت ولا تزال ضرورة سحب جميع قواتها من البلاد". - ادانة دولية واسعة للهجوم الدموي في كينيا والرئيس أوهورو كنياتا يتعهد بمحاسبة منفذيه - وكان الهجوم المسلح على العاصمة الكينية قد شهد ادانة دولية واسعة دفعت بالعديد من العواصم لعرض مساعدتها على نيروبي قصد تقديم منفذي هذه العملية "الارهابية" الى العدالة. وفي هدا الصدد أدانت الصين بقوة مرة أخرى اليوم الإثنين هذا الهجوم الإرهابى وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لى فى مؤتمر صحفى " ان الصين تعارض الإرهاب بكافة أشكاله. ونحن نعرب عن عميق تعازينا للضحايا وخالص تعاطفنا مع المصابين وأسر القتلى". وذكر هونغ انه باعتبار الصين ستواصل دعم جهود كينيا بقوة لحماية الأمن القومى والاستقرار الاقليمى. وتعهد الرئيس الكيني أوهورو كنياتا بمحاسبة منفذي الهجوم قائلا "لن يفلتو بأفعالهم الخسيسة والغاشمة (...) وكما سنفعل مع الجبناء الذين نفذوا هذا الهجوم والمحصورين حاليا في المبنى سوف نعاقب العقول المدبرة بشكل سريع ومؤلم". ويواجه الرئيس الكيني وهو نجل الزعيم جومو كينياتا أول تحد أمني رئيسي منذ انتخابه في مارس. وشهدت كينيا منذ تدخلها عسكريا في الصومال عدة هجمات إرهابية ما يمثل تهديدا على قطاع السياحة الذي يعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.