تركز ألعاب القوى الجزائرية حاليا على سباقات المسافات الطويلة ونصف الطويلة, ولم تعد تولي الاهتمام اللازم للمسابقات كالوثب العالي و رمي الجلة والقرص و الرمح حسب العديد التقنيين الجزائريين الحاضرين في منافسات العاب القوى التي جرت على مدار اربعة ايام بميدان باليمبانغ الاندونيسية ضمن العاب التضامن الاسلامي ( 22 سبتمبر-1 اكتوبر). وقال صاحب فضية 5000 متر في اولمبياد 2000 سيدني, سعيد علي سياف, ان الجزائر لم تعد تشارك كما في السابق في مسابقات الوثب العالي رمي الجلة ,القرص , الرمح, الوثب الطويل والقفز بالزانة وانحصرت فقط عند فئة المعوقين (اي رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة الذين احرزوا عدة تتويجات في هذا الشأن وانجبوا ابطالا مشيرا الى "أننا بدأنا نفقد ثقافة تلك الرياضات". واضاف, انه "ومنذ مشاركة حماد عبد الرحمان في مسابقة القفز العالي ( سيدني 2000) لم نر خليفة له وبقينا ننشط وندرب الشباب فقط في السباقات الطويلة ونصف الطويلة ومع مرور الوقت ضاعت منا معارف مزاولة هذه الاختصاصات, كما استغنينا عن جلب مدربين اكفاء, مثلما كان الشان في السابق". وحسب علي سياف فان هذه الرياضات تتطلب امكانيات مادية وبشرية كبيرة, مثل الاطر الفنية المتخصصة في تلك المجالات ووسائل عمل وفق المقاييس الدولية المطلوبة الى جانب منشآت تفي الغرض المطلوب, مشيرا الى ان مصر مثلا لها باع كبير في اختصاصات رمي الجلة والقرص والرمح و"صنعت ابطالها بيدها ", اي بفضل سياستها التي تعتمد على الفنيين المحليين, اضافة الى السعودية وقطر اللذان يسيران في النهج الصحيح. من جهته, ذكر المدرب بشير محمد معريش ان الرياضات المذكورة تمارس في الجزائر"باحتشام" و هي حاليا تخطو خطوات ثقيلة ولم ترتقي بعد الى المستوى المطلوب لعدة اسباب من بينها " غياب الارادة لاعادتها الى السكة " عبر انجاز ميادين تدريب محترمة والتركيز على تكوين الاطر بارسالهم على الاقل الى البلدان التي لها تقاليد في هذه الرياضات للاحتكاك بالمدربين ذوي المستوى الدولي لتبادل الافكار النظرية والتطبيقية معهم. واعتبر من جهة اخرى, ان الاهتمام بالمواهب الشابة وتلقينها ثقافة وحب ممارسة رياضة رمي الرمح , القرص, الجلة, والوثب الطويل والعالي وغيرها مع توفر الارادة سوف يعطي نتائجه مستقبلا مشيرا الى ان السعوديين والمصريين على سبيل المثال لا الحصر يتعلمونها في صغر سنهم فيتعلقون بها و يسخرون لها وقتهم عبر التكثيف من ممارستها يوميا وحصادهم نراه اليوم في هذه الدورة . وختم قائلا "الارقام القياسية التي تحطمت في هذه المنافسات سوف لن تتكرر في دورات العاب التضامن الاسلامي مستقبلا ,حيث حقق المصري ايهاب عبد الرحمان (السابع في بطولة العالم بموسكو) والمتوج بالذهب بباليمبانغ , رمية بالرمح ,طولها 78م و 57 ومواطنه احمد سميرصاحب البرونزية ( 69 م و 09 س). و في رمي المطرقة سجل المصري الاخر, مصطفى الجمل رمية طولها 77 م 77 . وقدرت من جهة اخرى أحسن وثبة طويلة ب 7م و 80 لرياضي سعودي. وتختتم الطبعة الثالثة لالعاب التضامن الاسلامي اليوم الاثنين بإجراء منافسات الكونفو ووشو, فيما يقام حفل الاختتام يوم الثلاثاء فاتح أكتوبر.