اختتمت منافسة فئة الأفلام الطويلة للطبعة السابعة من مهرجان وهران للفيلم العربي التي ضمت أربعة عشرة عملا مساء اليوم الأحد بعرض الفيلم البناني "عصفوري" لفؤاد عليوان. وتميزت غالبية الأفلام التي عرضت في هذه الفئة بكونها الفيلم الطويل الأول للمخرجين المشاركين مما سمح للجمهور بقاعة السينما "المغرب" بالوقوف على المواهب الإبداعية لموجة جديدة من المخرجين العرب الشباب الذين فضلوا الخروج عن المألوف من أجل التعبير بصورة أحسن عن التطلعات الإجتماعية. في "عصفوري" يبرز فؤاد عليوان التزامه بالحفاظ على التراث من خلال قصة تستهل بحديقة بحي الصنائع ببيروت عام 1975. ويعبر الفيلم المراحل ليصور عمارة مهددة بالإنهيار تعود لفترة العشرينيات. وقد زاول فؤاد عليوان المولود ببيروت سنة 1964 دراسات في السينما بالولاياتالمتحدةالأمريكية قبل بداية مسيرته الفنية كمنتج ومخرج برامج وثائقية للتلفزيون. كما أخرج عدة أفلام قصيرة منها "ريح بيروت" (2002) و"إلى اللقاء" (2006). وخصصت حصة لعرض فيلم "على مد البصر" للمخرج الأردني أصيل منصور يروي قصة حياة ليلى الزوجية المخيبة للأمل والتي تلاحقها خيالات من السنوات السعيدة لشبابها ومهوسة بغياب زوجها. ويريد رجل في أحد الأيام سرقة سيارتها فتحاول ليلى أن تمنعه ولكنها تشعر بالقلق إزاء الحجج التي قدمها لسرقتها ومن ثمة تولد علاقة غريبة وغير متوقعة بين الشخصيتين. وحصل أصيل منصور الذي ولد ببغداد (العراق) عام 1977 على ماجستير في علم النفس الإعلام من جامعة مينيسوتا (الولاياتالمتحدةالأمريكية). ويتضمن رصيده العديد من الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة منها "أليرت غانس" الذي فاز به سنة 2004 بجائزة من الهيئة الأردنية لترقية المخرجين المستقلين. للتذكير تميز يوم أمس السبت بدخول كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية غمار المنافسة في مهرجان وهران من خلال فيلمين طويلين "ظل البحر" لنواف الجناحي و"صدى" من إخراج سمير عارف. وتجري أطوار "ظل البحر" في أحد أحياء رأس الخيمة بالإمارات العربية المتحدة وتتناول قصة صراع المراهقين منصور وكلثوم ضد العادات والأعراف كمرحلة إجبارية للإنتقال إلى سن الرشد. وقد ولد نواف الجناحي الذي يعد ممثلا أيضا بأبي ظبي سنة 1977. وبعد دراسته السينما بكاليفورنيا (الولاياتالمتحدةالأمريكية) عاد إلى وطنه حيث أنتج وأخرج أفلاما قصيرة تحصل بفضلها على عدة جوائز. ويعتبر "ظل البحر" الفيلم الطويل الثاني له بعد "الدائرة" الذي أخرجه في 2009. أما في فيلم "صدى" فقد تطرق المخرج السعودي سمير عارف إلى قصة طفل معافى لكن والديه يواجهان إعاقة الصم والبكم وهو ينتابه شعور بالإختلاف عن زملائه بالمدرسة. وقد أدت هذه الوضعية بالأب إلى الإمتناع عن الإنجاب ثانية لتدخل بذلك الأسرة في حالة صراع نفسي حاد رغم تلك السعادة التي جلبها لها الإبن. يذكر أن سمير عارف درس الفن السابع بالولاياتالمتحدةالأمريكية قبل أن يتعاون مع عدة قنوات فضائية في مجالي الغرافيك والتركيب. وفي رصيده عدة أفلام قصيرة فضلا عن مشاركته في مهرجانات دولية قبل أن ينطلق سنة 2008 في تجربة المسلسلات التلفزونية من نوع الدراما.