كشف محافظ مهرجان الفيلم العربي بوهران حمراوي حبيب شوقي عن قائمة الأفلام التي ستشارك في المسابقة الرسمية للفيلم العربي في فئتيها الطويلة والقصيرة حيث من المنتظر أن تضمّ قائمة الأفلام الطويلة 12 فيلما مقابل 15 فيلما قصيرا. والملاحظ حداثة الأعمال المشاركة في الطبعة الجديدة من المهرجان يتقدمها الفيلم المصري "دكان شحاتة" لخالد يوسف رغم ما أثير من ضجة حول عرضه بوهران. وهو آخر ما قدمه تلميذ المخرج المصري الراحل يوسف شاهين خالد يوسف، ويصنف ضمن الأفلام المصرية التجارية ولا يعبر إلا على رأي مخرجه ومؤلفه ناصر عبد الرحمن، حيث لقي حظه من الانتقاد عند عرضه في مصر بسبب المشاهد الإباحية التي يحتويها وكذا بسبب تعرضه للدين، لكن كل هذا لا يمنع كونه من أهم الأفلام العربية الصادرة حديثا. ومن أهم الانتقادات التي وجهت للعمل الذي يؤدي بطولته كل من الفنان محمود حميدة والمطربة هيفاء وهبي في أول عمل سينمائي لها، وعمرو سعد وغادة عبد الرازق وعمرو عبد الجليل ومحمد كريم، احتواءه على قدرً كبيرً من الادعاء بالاشتغال على قضايا المجتمع المصري همومه ومشكلاته دون الغوص فيها فعلا، إضافة إلى قضايا الأمة الكبرى، وهي المواضيع التي اعتبرها بعض النقاد مقحمة على بنية الفيلم، فيما اعتبر آخرون أن الفيلم مأخوذ من حكاية سيدنا يوسف -عليه السلام-، من خلال قصة بواب صعيدي في القاهرة يفضل ابنه الأصغر من زوجة متوفاة، على إخوته من زوجة سابقة هاربة، وهو ما يخلق الضغينة في قلوب الإخوة، ويدبرون لأخيهم الأصغر تهمة تدخله السجن، ويستولون على ميراث والدهم، ويتزوج أحدهم خطيبته ليموت في الأخير على يد أحد إخوته. من الأفلام الجديدة والمهمة التي ستشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان أيضا فيلم "الليل الطويل" للمخرج السوري حاتم علي عن سيناريو هيثم حقي وتمثيل خالد تاجا، حسن عويتي، نجاح سفكوني، سليم صبري، باسل خياط، أمل عرفة، رفيق سبيعي، ورغد مخلوف. وقد أثار هذا العمل الحائز مؤخرا على الجائزة الكبرى في مهرجان تاورمينا بصقلية (الايطالية) هو الآخر العديد من الانتقادات ليس بسبب ضعف العمل أو سطحيته وإنما بسبب خوضه في دهاليز المعتقلات السياسية بسوريا، حيث يتناول العمل الليلة الأخيرة خلف القضبان لمعتقلين سياسيين ينتظرون الإفراج عنهم. وهذا الخروج سيعيد ترتيب حياة أفراد عائلاتهم الذين تعودوا عن غياب هؤلاء وصاغوا يومياتهم بمعزل عنهم. من هنا يتعرف المشاهد على حياة أبناء هؤلاء المعتقلين بين باريس ودمشق وحمص والساحل السوري، ويكتشف كيف أن بعض الأبناء اتخذوا خيارات تتناقض مع قناعات آبائهم الذين ضحوا بسنوات سجن طويلة في سبيلها. ومن الأعمال الحديثة والمهمة التي ستعرض ضمن مسابقة الأفلام الطويلة للمهرجان فيلم "خلطة فوزية" آخر أفلام المصرية إلهام شاهين وهو من اخراج مجدي أحمد علي وتأليف هناء عطية ويعود إلى عشوائيات القاهرة عبر قصة امرأة (فوزية) تتزوج أربع مرات لكنها تفشل وتتزوج للمرة الخامسة، دون أن تقطع علاقاتها بأزواجها السابقين، أما باقي الشخصيات فيمثل كل منها شخصية حالة خاصة وكائنا متفرد الطباع والسلوك له قصته وهمومه. وقد حاز الفيلم على جائزة "الصقر الفضي" في مهرجان روتردام للفيلم العربي، كما حصلت بطلته إلهام شاهين على جائزة أفضل ممثلة في نفس المهرجان، وقبل ذلك حازت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي بأبوظبي. ثالث فيلم تشارك به مصر في مهرجان الجزائر هو فيلم "ميكانو" وهو من إنتاج 2009 عرف مشاركة النجم السوري تيم حسن ولقي نجاحا جماهيريا كبيرا، ألفه وائل حمدي وأخرجه محمود كامل وأعاد السينما المصرية إلى سكة الرومانسية بعد أن أخذها طوفان الكوميديا والأكشن، وذلك من خلال قصة المهندس المتميز في مجال عمله خالد الشهاوي، الذي نجده دائم الارتباك.. لا يجيد التعامل مع الناس ويتعامل مع رؤسائه من خلف ستار أخيه وليد الشهاوي الذي يتولى شؤونه الحياتية، يتعرف في حفل لأحد مشاريعه على مسؤولة التسويق المطلقة أميرة، التي تقع في حبه، لكن المهندس الشاب يعاني مرضا نادرا ينتج عنه فقدانه للذاكرة بالكامل بين كل فترة وأخرى رغم ذلك يحقق نجاحا كبيرا في مجاله كمصمم معماري بمساعدة شقيقه الوفي الذي يأخذ على عاتقه رعايته والاهتمام بكل تفاصيل حياته. وقد احتفى النقاد بالعمل واعتبره من أهم أعمال السنة حيث استطاع الجمع بين الرومانسية والأحداث الدرامية المشوقة بشكل جعله مناسبا لفئات عديدة من الجمهور وبالتالي حقق المعادلة الصعبة في الجمع بين البعد الاجتماعي والإنساني والرومانسي، كما رأى آخرون أن بناء الشخصيات الرئيسية الثلاثة (نور، تيم حسن، خالد الصاوي) كان محكما، وقد أبهر الفنان السوري تيم حسن المشاهدين بأدائه المتميز. ولن يكون "الليل الأخير" الفيلم السوري الوحيد المشارك في المسابقة حيث سيحضر أيضا فيلم "أيام الضجر" هذا الفيلم الذي كتبه وأخرجه عبد اللطيف عبد الحميد، وسبقت له المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي السنة الماضية، وحصل على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي في 2008، صنفه النقاد ضمن الأفلام الضعيفة، الرديئة المستوى، البدائية المعالجة، الساذجة المواضيع حيث يروي قصة أربعة أطفال عاشوا في الجولان السوري، يتم ترحيلهم إلى شمال سوريا عام 1958 أثناء تناولهم الطعام في ليلة مظلمة وهم في حالة ضجر شديد. المشاركة المغاربية في المهرجان ستتجسد في الفيلم المغربي "كازا نيقرا" الذي أخرجه نور الدين لخماري واعتبر أيضا من الأفلام الرديئة المروجة لفساد الأخلاق والقيم، تدور أحداث الفيلم حول الصديقين عادل وكريم الذين يحاولان التعايش مع واقع العاصمة الاقتصادية القاسي، كما ستتجسد المشاركة المغاربية في الفيلم التونسي "سيني سيتا" لإبراهيم اللطيف الذي يعد من الأفلام الشبابية الملفتة، حيث يروي بأسلوب كوميدي ساخر وتهكمي قصة ثلاثة شبان يطمحون لإخراج فيلم سينمائي رغم معارضة لجنة الدعم في وزارة الثقافة، يقودهم اليأس إلى التفكير في سرقة بنك من أجل إنجاز مشروعهم السينمائي لكن الرياح لا تهب دائما بما تشتهي السفن. فلسطين ستكون حاضرة في هذه الدورة التي تنظم على شرفها من خلال عملين الأول هو "أمريكا" للمخرجة الفلسطينية المقيمة في الولاياتالمتحدة، شيرين دعبس ويعد العمل أحد ثلاثة أفلام حصلت على جوائز لجنة النقاد الدولية في مهرجان كان السينمائي، حيث اعتبر متعة حقيقية للعين والأذن، وتجربة تتمتع بالجدية والإتقان الحرفي إلى جانب الوضوح الفكري، تبدأ قصة الفيلم من رام الله بالضفة الغربية حين تتلقى "منى، البطاقة الخضراء التي تتيح لها الإقامة في الولاياتالمتحدة، وتعتبرها فرصة للإفلات من المتاعب اليومية المتكررة، نقاط التفتيش، واقع الاحتلال والتوتر الحاد الذي تشهده البلاد عشية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وثاني عمل هو "ملح هذا البحر" الذي سبق له وأن عرض في الجزائر لآن ماري جاسر، ويحمل الفيلم الكثير من التحفظات رغم محاولته عكس واقع تل أبيب من الداخل وتصوير معاناة المهجرين الذين أخرجوا من ديارهم ليسكنها الغريب. الخليج العربي يشارك في مهرجان الجزائر بفيلم وحيد هو "الدائرة" القادم من الإمارات العربية المتحدة لمخرجه نواف الجناحي، وهو فيلم روائي درامي يجسد قصة كاتب صحفي يكتشف أنه مصاب بمرض مميت فيدخل في مواجهة مع شريكه الذي يقوم بعمليات غير قانونية وسرقات في الشركة التي أسساها معاً، ويصبح هم إبراهيم الوحيد أخذ نصيبه ليؤمن به مستقبل زوجته بعد مماته. المشاركة الجزائرية في المسابقة ستكون من خلال فيلم "مصطفى بن بولعيد" للمخرج أحمد راشدي الذي سيعرض في نسخته المنقحة، والفيلم كما هو معروف يعود لسنوات الثورة ليمجد شخصية الشهيد الفذ مصطفى بن بولعيد وقد أثار عند عرضه شهر سبتمبر من العام الماضي الكثير من الأقاويل التي لامت المخرج على وقوعه في فخ التقديس والتمجيد المطلق وعلى تهميش بعض الشخصيات التاريخية الهامة ورداءة بعض المشاهد تارة وأشادت تارة أخرى بتناوله للمسكوت عنه في تاريخ الجزائر، كما تحضر الجزائر بفيلم "رحلة إلى الجزائر" لعبد الكريم بهلول الذي سيقدم في عرضه الشرفي، وهو يتناول قصة حقيقية عن أرملة شهيد، سلب منزلها أحد أعيان مدينة "سعيدة"، وبعد خيبة أملها في استرجاعه عن طريق اتصالها بالسلطات المحلية للولاية، تتنقل هي وأولادها إلى العاصمة لمقابلة رئيس الجمهورية وتنجح في استرجاع منزلها بتحرك فوري للرئيس. إلى جانب افلام داخل المنافسة ستشهد التظاهرة عرض العديد من الأفلام خارج المنافسة على غرار الفيلم التونسي "ثلاثون" فاضل الجزيري، "سيلينا" لحاتم علي الذي يقدم المغنية اللبنانية مريم فارس ممثلة لأول مرة، وهو مأخوذ عن المسرحية الاستعراضية الغنائية "قصه هالة والملك" لفيروز.