أعربت الجامعة العربية وعدد من الدول الغربية اليوم الاثنين عن قلقها البالغ وإدانتها الشديدة لأعمال العنف التي تشهدها مصر منذ أمس والتي راح ضحيتها حتى الآن 53 قتيلا وأكثر من مائتي جريح. فقد أدانت جامعة الدول العربية أعمال العنف و"التفجيرات الإرهابية" التي تشهدها مصر حيث أكد السفير فاضل جواد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية بأن "الجامعة العربية تستنكر كل أعمال الإرهاب والعنف وقتل الأبرياء مهما كانت أسبابها وخلفياتها". واعتبر بأن هذا "الأمر لا يمس أمن الدولة وسيادتها فقط وإنما يتعلق بأمن المواطنين ومصالحهم واقتصاد الدولة وأن ما يجري في مصر شيء مؤسف جدا ليس للمصريين فقط وإنما لكل العرب". ومن جهته أكد العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز وقوف بلاده "ضد كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية خاصة الإرهابيين". وشدد العاهل السعودي خلال استقباله في جدة للرئيس المصري عدلي منصور "وقوف المملكة العربية السعودية مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية". وبدورها أكدت روسيا "اهتمامها باستعادة الاستقرار إلى مصر في أسرع وقت ممكن" معتبرة أنه بمقدور المصريين إيقاف العنف في البلاد عن طريق الحوار. وأبدت الخارجية الروسية ثقتها في "قدرة المصريين على إيقاف مظاهر العنف وضمان قيام دولة ديمقراطية وتوفير أمن وحماية مصالح جميع مواطنيها وذلك على أساس توافق وطني وحوار واسع النطاق يشمل جميع القوى السياسية في مصر". أما بلجيكا فقد أعرب وزير خارجيتها ديديه ريندرس عن "قلقه تجاه درجة العنف في مصر الذي يهدد استقرار الوضعين الاجتماعي والاقتصادي" في هذا البلد. وعبر ريدنرس عن "أسفه لسقوط عدد كبير من الضحايا خلال الأيام القليلة الماضية داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس". وبالمقابل دعت إسبانيا إلى تنفيذ "خارطة الطريق" من خلال "الحوار السياسي" في مصر مدينة أعمال العنف التي خلفت العشرات من القتلى والجرحى خلال الأيام الاخيرة. وجاء في بيان للخارجية الإسبانية بأن "حكومة مدريد تدين كل أشكال العنف" وتحث الطرفين على "ضبط النفس في هذه المرحلة الصعبة والعصيبة التي يعرفها الانتقال المصري" وتدعو إلى تنفيذ "خارطة الطريق من خلال الحوار السياسي بمشارك جميع القوى السياسية في البلاد". وشددت إسبانيا على أن "الحوار يبقى السبيل الوحيد لتحقيق المصالحة والديمقراطية". وفي ذات السياق دعت فرنسا إلى احترام حرية التجمع والتظاهر لجمسع المواطنين المصريين مدينة أعمال العنف التي تشهدها مصر. ومن جهته أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو بأن بلاده "تدين أعمال العنف التى أسفرت عن عشرات القتلى خلال الأيام الثلاثة الأخيرة وتدعو إلى احترام حرية التجمع والتظاهر كما تذكر بضرورة ممارسة هذا الحق سلميا" مشددا على أن بلاده "تدعم عملية ديمقراطية منفتحة على كل التيارات السياسية التي تنبذ العنف من أجل إقامة موسسات مدنية ديمقراطية منتخبة حسب الجدول الزمني المحدد في خارطة الطريق". وما يزال مسلسل العنف متواصلا في مصر بعد سقوط 53 قتيلا وأكثر من 270 جريح أمس الأحد تزامنا مع الاحتفالات التي نظمتها القوات المسلحة إحياء للذكرى ال40 لانتصارات حرب أكتوبر 1973 خصوصا مع دعوات المعارضة الإخوانية إلى مزيد من المظاهرات. فقد شهد الوضع الوضع الأمني ميدانيا مزيدا من التردي عقب مقتل ضابط واربع مجندين من قوات الجيش المصري اليوم وأصيب أخر نتيجة استهدفهم من قبل مسلحين مجهولين على طريق" صوير" قرب مدينة "الإسماعيلية". وأدى انفجار سيارة مفخخة في محيط مديرية أمن جنوبسيناء بمدينة "الطور" إلى مقتل 5 أشخاص على الأقل و إصابة أكثر من 40 آخرين بجروح حسب مصادر امنية. وتعرض المركز الرئيسي للأقمار الصناعية بمنطقة المعادي بالقاهرة لإطلاق قذائف (ار بي جي) مما أحدث أضرارا بالطابق الخاص بالاتصالات الدولية. و كانت عدد من المدن والمحافظات المصرية قد شهدت امس اشتباكات دامية بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الجيش والشرطة خلال الاحتفال بذكرى مرور 40 عاما على حرب أكتوبر . وللإشارة فقد تصاعدت وتيرة المواجهات الدامية في مصر منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 جويلية الماضي بين الجيش والشرطة و انصار الرئيس المعزول.