إتفق المشاركون في إجتماع الثلاثية يوم الخميس بالجزائر على مواصلة التشاور وتعزيزه وتوسيعه إلى فاعلين إقتصاديين آخرين بما يسمح بالتوصل إلى تحقيق إجماع وطني واسع حول القضايا الأساسية للمآل الإقتصادي خلال الأعوام المقبلة، حسبما جاء في البيان النهائي لهذا الاجتماع. و قد إتسمت أشغال هذه الثلاثية التي جمعت الحكومة وأرباب العمل والاتحاد العام للعمال الجزائريين "بنقاش شفاف حول آفاق الإقتصاد الوطني حيث أكد المشاركون الذين حرصوا على التنويه بهذه المبادرة أن يجددوا إستعدادهم للمساهمة بفعالية في المساعي الرامية إلى تفعيل التنمية الإقتصادية الوطنية" يضيف البيان. و قد أشار الوزير الأول عبد المالك سلال خلال هذا اللقاء إلى الترتيبات الجديدة الرامية إلى "تشجيع و تطوير المؤسسة الوطنية التي تعتبر بالنسبة للإقتصاد بمثابة الأسرة في المجتمع وذلك بفضل حكامة إقتصادية جيدة لعملية الإنتقال الذي يعد في متناول الجزائر تماما من أجل تزويدها بصناعة عصرية و تنافسية". و أعلن في هذا السياق-حسب البيان- عن إنشاء خمسة أفواج عمل ثلاثية. و يتعلق الأمربالفوج المكلف بإعداد العقد الإقتصادي و الإجتماعي للنمو و الفوج المكلف باقتراح كيفيات مساهمة الصندوق الوطني للإستثمار في تمويل الإستثمار الوطني العمومي و الخاص. و يكلف الفوج الثالث بتشجيع الإنتاج الوطني بما فيه القرض الإستهلاكي بالنسبة للمنتجات المحلية بينما يقوم فوج العمل الرابع بتأطير عمليات التسيير فيما يعمل الفوج الخامس على اقتراح كيفيات تسهيل مشاركة المؤسسات الوطنية للبناء والأشغال العمومية و المياه في إنجاز البرنامج الوطني للتجهيز. وكان الوزيرالأول قد حرص في كلمته الإفتتاحية على التذكير بالتعليمات و التوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية أثناء الإجتماع الأخير لمجلس الوزراء بخصوص إنجاح هذه الثلاثية. كما ركز سلال في تدخله على "التحدي الهائل الذي يتعين رفعه في هذا الظرف الدولي غير المستقر والذي يتطلب إجماعا معززا بين كل الشركاء حول معركة النمو و تفعيل التنمية الإقتصادية الوطنية و الإنعاش الصناعي و استحداث مناصب العمل و بناء إقتصاد قوي و متنوع و مستقل عن المحروقات".