دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الاثنين إلى ضرورة صب تطلعات الشعوب إلى تقاسم حياة أفضل على أساس الإنصاف والقسطاس ضمن برنامج تنموي جديد لمرحلة ما بعد 2015 وتقييدها عبر إبرام اتفاق حول تغيرات المناخ. و أكد رئيس الجمهورية في رسالة قرأها بالنيابة عنه الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية نور الدين عوام في حفل نظمته الوزارة بمناسبة إحياء يوم الاممالمتحدة أنه "من شأن المكاسب الجديدة هذه التي تدعو إليها الجزائر أن تعزز الدور المركزي الذي تضطلع به منظمة الأممالمتحدة في توحيد مصالح الدول الأعضاء فيها وضم جهودها باتجاه تحقيق أهداف مشتركة هي من الأهمية القصوى بمكان". وأضاف الرئيس بوتفليقة في هذا الصدد أن الجزائر تتشرف "بكونها عضوا فاعلا وملتزما في منظمة الأممالمتحدة وإن في تاريخها الحديث خاصة منه ثورتها التحريرية الوطنية وفي الاسهامات المختلفة التي ما انفكت تقدمها في مسعى ترقية السلم والعلاقات الودية وعلاقات التعاون بين الأمم لأبلغ شاهد على ذلك". "ومن الأدلة القاطعة الأخرى —يستطرد رئيس الدولة— مساعي الوقاية من النزاعات وتسويتها التي تشارك فيها الجزائر الى جانب إلتزامها محاربة الارهاب والجريمة العابرة للحدود وأعمالها التضامنية الملموسة في مجال التنمية بما في ذلك المسح التام لديون عدد كبير من البلدان الشقيقة والصديقة". و أكد أن "الأمر ذاته ينطبق على تمسكها بالحوار الخصب بين الأديان والحضارات وعلى إيمانها بعالمية حقوق الإنسان و القانون الانساني اللذين يتعين حمايتهما وترقيتهما في كافة الظروف ومن قبل الجميع بدءا بالأممالمتحدة الحامي الطبيعي والشرعي لهذه الحقوق ولهذا القانون". و قال رئيس الجمهورية "إنه لا يفوتني بهذه المناسبة المتميزة أن أعرب لكم ولكافة الإطارات والمستتخدمين في جميع هيئات منظومة الأممالمتحدة عن أحر التهاني وعن تمنياتي لكم بالتوفيق التام في الاضطلاع بمهمتكم النبيلة في خدمة البشرية". و اعتبر الرئيس بوتفليقة أن "يوم الأممالمتحدة" هو "استحضار للعبر المستخصلة من تاريخ كان طافحا بالمآسي بالنسبة للانسانية. فهو يحمل رسالة المساواة والحرية بالنسبة لسائر الأممالمتحدة ولجميع بني الانسان عبر المعمورة". و أكد في هذا السياق أن هذه الرسالة السابقة لزمانها قد استوعبتها "طموحات الشعوب الرازحة تحت نير السيطرة الاستعمارية والعنصرية وأضفت كامل مدلولها وقوامها على حركة مناهضة الاستعمار الواسعة التي جعلت مقابل ذلك منظمة الأممالمتحدة قاب قوسين أو أدنى من العالمية". و تشمل هذه الرسالة حسب رئيس الدولة "حظر اللجوء إلى التهديد أو استعمال القوة في العلاقات الدولية وتشجع تسوية الخلافات سلميا حماية للأجيال القادمة من آفة الحرب" كما تدعو الى "التنمية ونزع السلاح واحترام حقوق الانسان". وقد صمدت هذه الرسالة —يواصل الرئيس بوتفليقة— "في وجه المحن التي أفرزتها الحرب الباردة وفي وجه غيرها من مظاهر الظلم التي يقترفها الانسان في حق غيره. وان آنيتها ووجاهتها تتأكدان مرحلة تلو الاخرى مصداقا لما تحقق من تقدم ورقي وتبيانا لمدى ما يلزم من توافقات لتقريب الحياة الدولية من التصور الأريحي الذي يحمله ميثاق الأممالمتحدة". و قال في السياق ذاته "لقد بات يوم الأممالمتحدة وحق له ذلك معلما على درب تقدم البشرية نحو بناء مجتمع قائم على تلكم النفائس والمضان المتمثلة في السلم والأمن والتنمية". و أكد أن "هذه القيم المرجعية ما انفكت التهديدات تتربص بسلامتها وبإشعاعها بفعل بقايا الممارسات البائدة التي تتغذى من بعض نوازع الأنانية والضلال. وما حرمان الشعب الفلسطيني من التمتع بحقوقه الوطنية الثابتة المستقلة وعاصمتها القدس وحرمان شعوب ستة عشر إقليما غير مستقل منها الصحراء الغربية ومن حريتها من ممارسة حقها غير القابل للتقادم في تقرير المصير إلا دليل على حجم الجهود الجماعية اللازمة للوفاء بوعود طموحات الهبة الأولى للأمم المتحدة". إن " يوم الاممالمتحدة هذا العام —يواصل الرئيس بوتفليقة— سيسمه ميسم الاستعجالات السياسية منها والإنسانية للوضع السائد في سوريا وكذا الذي يميز المشهد الجيوسياسي للقارة الافريقية التي ترصد طاقتها لنهضتها". و أضاف "كما أن هذا هو اكثر من سابقيه معلل للنفوس بالآمال في وقت تأخذ فيه الارتيابات والتخوفات التي تعتور المجموعة الدولية صفة العراقيل التي يتعين التغلب عليها بل تصبح كذلك مقاليد لتخطي الظروف العصيبة التي يمكن الاستفادة منها على نحو أفضل".