دعت منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للسكري بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جميع البلدان إلى تكثيف جهودها الرامية للوقاية من مرض السكري ومكافحته وتحسين إمكانية وصول جميع المرضى لخدمات الرعاية والأدوية الأساسية. وقالت المنظمة في بيان أصدره مكتب المنظمة بالمنطقة اليوم الخميس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكري الذي يصادف 14 نوفمبر من كل عام "أن مضاعفات السكري تحدث تأثيرا اقتصاديا بالغا على الأفراد والأسر والنظم الصحية والبلدان فهو يؤدي إلى المعاناة والمشقة كما يجهد اقتصاديات الإقليم والنظم الصحية". وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط علاء الدين العلوان أن "عبء السكري بالنسبة للأفراد والمجتمع ككل يرتبط في المقام الأول بتفاقم معدلات الإعاقة والوفاة المبكرة نتيجة للمضاعفات التي يتسبب فيها مثل أمراض القلب والأوعية الدموية كما أن تلك المضاعفات والوفاة المبكرة تتفاقم نتيجة تدني جودة الرعاية الصحية. وأشار العلوان إلى أن "الإعلان السياسي للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها يقدم رؤية للعمل بينما يقدم إطار العمل الإقليمي خارطة طريق واضحة للبلدان في هذا الإقليم للوقاية من الأمراض غير السارية ومن بينها مرض السكري". ويعد داء السكري أحد المجموعات الأربع الرئيسة للأمراض غير السارية إلى جانب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والأمراض التنفسية الحادة التي تتسبب في ما يزيد على 55 بالمائة من جميع الوفيات بالإقليم وتتشارك هذه الأمراض في عوامل خطر مثل تعاطي التبغ والنظم الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني حسب المصدر. من جهته يقول رئيس الاتحاد الدولي للسكري بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عادل السيد "إن تفجر مشكلة السكري في المنطقة يعزى بالأساس إلى النمط الثاني من المرض وهذا النوع من السكري الذي يعرف باسم "حالات السكري التي تبدأ في مرحلة الكهولة أو السكري غير المعتمد على الأنسولين عادة ما يصاحبه ظروف وأساليب حياة غير صحية ومن ثم يمكن الوقاية منه" حسب ذات البيان. واضاف ان "هناك 24 مليون شخص أخر معرضون لمخاطر عالية للإصابة بالنمط الثاني من السكري إثر عوامل خطر تهيئ للإصابة به من قبيل اختلال تحمل الجلوكوز إذ تشير التوقعات إلى تضاعف هذا الرقم تقريبا بحلول عام 2030". وشدد عادل السيد على ضرورة تغيير أسلوب الحياة لمرضى السكري مع التركيز على أهمية أن تتاح الرعاية الصحية بجودة عالية للجميع إذ يعتقد أن مضاعفات السكري والوفاة المبكرة يتفاقمان نتيجة لتدني جودة الرعاية خصوصا إن مخاطر الوفاة إثر أمراض القلب والأوعية الدموية تزيد بمعدل مرتين أو ثلاث مرات بين الأشخاص المصابين بالسكري عن غير المصابين. وأظهرت الدراسات العلمية أن ثلث الأشخاص المصابين بالسكري من النمط الثاني تقريبا لا يتم تشخيصهم وعادة ما يتجلى بمضاعفات عند التشخيص وهو الأمر الذي يبرز أهمية التحري لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة فعندئذ يكون للتدخلات تأثير مهم في منع تطور المرض.