تشهد معدلات انتشار السكري زيادة في جميع أنحاء العالم، والدراسات تشير إلى تزايد مخاطر إصابة الأطفال بهذا المرض. والجدير بالذكر أنّ عدد المصابين يفوق 180 مليون نسمة في شتى ربوع العالم. ومن المحتمل، حسب التقديرات التي صرحت بها منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للسكري أن يرتفع ذلك العدد بنسبة تتجاوز الضعف بحلول العام 2030 إذا لم يُضطلع بأيّة تدخلات للحيلولة دون ذلك. ولا يزال الغموض يكتنف الأسباب الكامنة وراء ارتفاع معدلات هذا المرض. ويمكن أن يؤدي السكري، بمرور الوقت، إلى إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكليتين والأعصاب وقد تتسبّب في حدوث مشاكل مزمنة وفي الوفاة المبكّرة. ويحدث السكري من النمط 1 الذي يُسمى، أحياناً، السكري المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الطفولة عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، علماً بأنّ الأنسولين هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم. ولا تزال أسباب ظهور هذا النمط مجهولة، غير أنّ البعض يرى أنّه ناجم عن تضافر عوامل وراثية وبيئية. وتشير التقارير الواردة من بلدان كثيرة إلى ارتفاع أعداد الحالات الجديدة من السكري من النمط ,1 وخاصة بين صغار الأطفال. ومن اللافت أنّ بعض الأنماط المرضية التي لوحظت لدى الأطفال تشبه الأنماط التي تطبع أوبئة الأمراض المعدية. والجدير بالذكر أنّه لا توجد، حالياً، أيّة وسيلة معروفة للوقاية من هذا النمط. أمّا السكري من النمط 2(الذي يُسمى، أحياناً، السكري غير المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة) فيحدث بسبب استخدام الجسم لمادة الأنسولين بشكل غير فعال. ويمكن أن ينجم هذا النمط، الذي يمكن توقيه في غالب الأحيان، عن فرط وزن الجسم والخمول البدني ووجود استعداد وراثي في بعض الأحيان. وتم، في الآونة الأخيرة، الإبلاغ عن حدوث حالات من السكري من النمط 2 بين الأطفال والمراهقين وذلك بمعدلات أدّت إلى تصنيفه، في بعض من مناطق العالم، كأهمّ نمط من أنماط السكري لدى الأطفال. ويراهن الكثيرون على أن يكون ارتفاع معدلات السمنة في مرحلة الطفولة والخمول البدني من العوامل التي تلعب دوراً أساسياً في هذا الصدد. والمعروف أنّ اتباع النُظم الغذائية وأنماط الحياة الصحية من الوسائل الفعالة للوقاية من هذا المرض.