إفتتحت يوم الإثنين فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الوطني للفنون التشكيلية بالمتحف الوطني "أحمد زبانة" بوهران بمشاركة أكثر من 60 فنانا من أنحاء مختلفة من الوطن. وتشهد هذه التظاهرة التي ستتواصل إلى غاية الأربعاء القادم بعرض زهاء 70 لوحة تشكيلية ومنحوتة لرسامين من الجيلين القديم والحديث تعكس في أسلوب فني بانورامي مختلف الاتجاهات والمدارس الفنية المعروفة عالميا. وحاول بعض الرسامين الشباب الخروج عن المألوف على غرار بوسلمة الهواري الذي وظف في لوحته "الصراصير والشمعة" السريالية بأسلوب مختلف تجعل من اللوحة واقع حي تستمد جاذبيتها من يوميات الإنسان بعيدا عن شطحات الخيال المعروف في المدرسة السريالية على حد تعبير أحد المهتمين بالفن التشكيلي. كما تقدم هذه الطبعة نماذج من الأعمال الفنية موقعة بعناوين تحمل تطلعات وهموم الجيل الجديد من الرسامين العصاميين مثلما يبدو جليا في لوحة الرسامة شريف هوارية "الطبيعة الصامتة" التي تنم عن بحث عميق في اختيار الألوان واستخدامها بطريقة تضفي على اللوحة جمالا تقول أستاذة الفن التشكيلي بوهران السيدة موخليفة عوف. وتناولت أغلب اللوحات عدة مواضيع مستلهمة من الواقع اليومي استخدمت فيها الرموز على غرار لوحة "فضول" للرسام عز الدين حاج محمد الذي وظف شفافية اللون وكذا توظيف الموروث الثقافي الجزائري في كثير من الابدعات منها لوحة "القعدة" لوسيلة بلحاج. كما اختار ثلة من المشاركين عرض مجموعة من الإبداعات الفنية في مجال البورتريه برؤية حديثة تبرز القيمة التاريخية للشخصية المرسومة لاسيما في لوحات عميد التشكيلين بوهران حيرش عبد القادر وكذا سنوسي عبد العليم. ويسجل النحت وفن الخط العربي والزخرفة حضوره في هذه الطبعة المنظمة من قبل دار الثقافة زدور إبراهيم بلقاسم تحت إشراف مديرية الثقافة حيث قدم كل من النحات والرسام سلكة عبد الوهاب وكور نور الدين وحليمة سالم محمد تجاربهم الفنية. وتعد هذه التظاهرة فرصة للجيل الجديد المتخرجين من المدارس الجهوية للفنون الجميلة لتبادل الأفكار والاحتكاك لترقية الحركة التشكيلية بالجزائر والإطلاع على المهارات الجديدة حسبما ذكره الأستاذ مكي مسؤول المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بوهران. كما برمجت بالمناسبة محاضرات في مجال الفن التشكيلي ومسابقة لطلبة الفنون الجميلة وكذا زيارة ورشة الرسم للفنان حيرش عبد القادر.