أكد القادة الافارقة و العرب اليوم الاربعاء عند اختتام اشغال القمة الافريقية-العربية ال3 على أهمية الاستراتيجية من أجل شراكة بين افريقيا و العالم العربي و مخطط عمل مشترك 2011/2016 المصادق عليهما خلال القمة ال2 المنعقدة في ليبيا في سنة 2010 مجديدن التزامهم بتنفيذهما. في هذا الصدد أكد قادة المنطقتين بعد يومين من الاشغال التزامهم بمواصلة الجهود الرامية الى رفع التحديات و القضاء على العراقيل التي تحول دون تحقيق ديناميكية و تطوير التعاون الافريقي-العربي و كذا بتنظيم اجتماعات لألية المتابعة الخاصة بها. و ترمي هذه الشراكة (2011/2016) في المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية-الثقافية الى تطوير مخططات العمل على المدى القصير و وضع ألية فعالة للمتابعة و التنفيذ. و تمنح هذه الاستراتيجية على المدى الطويل "اطارا مرجعيا للبلدان الافريقية و العربية و كذا للهيئات الاقليمية" حسب المشاركين في هذه القمة. و تتعلق هذه الشراكة بانشاء منطقة عربية-افريقية مدمجة تقوم على التعاون و المصالح المشتركة. و قد ركزت الوثيقة الخاصة بهذه الاستراتيجة على ضرورة مواصلة الجهود و القضاء على العراقيل التي تعترض تحقيق تطوير التعاون العربي-الافريق في جميع المجالات. و على الصعيد السياسي التزم الطرفان العربي و الافريقي بموجب هذه الشراكة على الارتقاء بمستوى الحوار السياسي في اطار شراكة متينة و مستديمة بين المنطقتين. كما اتفق هؤلاء القادة على تدعيم التعاون و التنسيق لمكافحة الإرهاب منددين بشدة بالارهاب بشتى أنواعه و مظاهره لاسيما بدفع الفدية للإرهابيين إضافة إلى مكافحة الجريمة العابرة للأوطان. و أكد القادة العرب والأفارقة التزامهم من أجل إصلاح شامل لمنظمة الأممالمتحدة لاسيما مجلس الأمن حتى يعكس الواقع الدولي ويكون أكثر تمثيلا و توازنا و ديمقراطية وفعالية وإنصافا داعين في هذا الصدد إلى تنسيق مواقفهم مع الأخذ بعين الإعتبار إجماع إيزولويني للإتحاد الإفريقي ولوائح جامعة الدول العربية ذات الصلة. كما اكدت القمة على أهمية تعزيز الشراكة الافريقية-العربية في مجال الهجرة من خلال إنشاء لجنة تقنية خاصة بالتنسيق الافريقي-العربي من أجل بحث ظاهرة الهجرة اضافة الى مركز افريقي-عربي حول تبادل المعلومات حول الهجرة غير الشرعية. و في المجال الاقتصادي و المالي أكدت الاستراتيجية على ضرورة تعزيز التعاون في المجال الاقتصاد و المالي و التجاري على أسس متينة. كما يجب أن يقوم هذا التعاون على نتائج الاستراتيجيات و المؤسسات التي تم وضعها خلال العشريات الثلاث الأخيرة مثل الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا (نيباد) للاتحاد الافريقي. و يجب على الشراكة العربية والافريقية تشجيع الاستثمار في القطاعات الواعدة على الصعيدين الوطني والاقليمي حسب ما جاء في نص الاستراتيجية المصادق عليها في سنة 2010 و التي تدعو البلدان العربية و الافريقية الى تبادل الاتفاقات و الأطر القانونية من أجل حماية الاستثمارات مع اشراك القطاع الخاص في مسار التنمية الوطنية بالمنطقتين. في نفس الاتجاه ركز قادة المنطقتين على تنسيق المواقف خلال المفاوضات المتعددة الأطراف و التعاون بين المنطقين قصد تحقيق نتائج متوازنة خلال الندوة الوزارية التاسعة لمنظمة التجارة العالمية المرتقب عقدها في شهر ديسمبر ببالي (أندونيسيا) خاصة ما تعلق بتسهيل التجارة و الفلاحة و مجموعة من الإجراءات المقبولة بالنسبة للدول الأقل تطورا و إجراءات معاملة خاصة و متميزة تجاه البلدان النامية. كما دعا القادة الأفارقة و العرب إلى تعزيز المنتدى الإقتصادي الإفريقي و العربي لتعزيز دور و مساهمة القطاع الخاص و منظمات المجتمع المدني للمنطقتين في مسار الشراكة. ودعا قادة دول المنطقتين إلى تنظيم المعرض الإفريقي العربي كل سنتين بالتداول في إفريقيا والمنطقة العربية و مباشرة نشاطات أخرى لترقية التجارة وتشجيع القطاع العام و الخاص و المساهمة بفعالية في التحضير لمثل هذه الأحداث.