انطلقت أشغال قمة الايليزي من أجل السلم في افريقيا يوم الجمعة بالعاصمة الفرنسية تحت الرئاسة الرمزية للرئيس السابق لجنوب افريقيا نيلسون مانديلا أيقونة الكفاح ضد التمييز العنصري الذي فارق الحياة يوم أمس الخميس بجوهانسبورغ. و أمام تنكيس الأعلام بالايليزي و ردود الفعل اللامتناهية يبدو أن وفاة نيلسون مانديلا أثرت على هذه القمة التي جرت بحضور أربعين رئيس دولة و حكومة الذين وقفوا دقيقة صمت ترحما على روح من ضحى بجزء كبير من حياته من أجل رفاهية شعبه. و بعد الرئيس فرانسوا هولاند ترحم كل من رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي السيدة نكوسازانا دلاميني زوما و وزيرة العلاقات و التعاون لجنوب افريقيا السيدة مايتي نكوانا ماشهبان و رئيس المفوضية الأوروبية خوزي مانويل باروسو و الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون و رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي خلال تدخلهم على من ميز عهده بكفاحه المثالي لجعل جنوب افريقيا مثلا للديمقراطية و العدالة بعد ليال طويلة من النظام العنصري. و قال الرئيس الفرنسي في خطاب ألقاه خلال افتتاح القمة أمام صورة لنيلسون مانديلا مرفوع اليد و مبتسم الوجه "اليوم نيلسون مانديلا هو من يرأس أشغال هذه القمة (...) إنه رمز و في نفس الوقت شرط مسؤولية". و أضاف أن "مانديلا هو مثل للمقاومة أمام القمع و مثل للتسامح أمام الحقد و مثل للذكاء أمام المحن" (...) معتبرا أنه "إذا أصبح بطلا على مستوى العالم فلأنه كان في غاية الانسانية و الطيبة". و قال أن "فرنسا تحمل رسالة الأمل لكل شعوب العالم و هذه الرسالة تلزمنا و فرنسا ستعمل مكانه كل ما يجب فعله حتى تكون جديرة بذلك". و اعتبر الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون أنه "بإمكاننا أن نستلهم جميعا من كفاح نيلسون مانديلا من أجل المساواة بين البشر" مشيرا إلى أن مواساته عند إطلاق سراحه من السجن وضعت افريقيا "مباشرة على سبيل الحوار و المصالحة". و أضاف "علمنا أنه ما يمس افريقيا يمس حتما العالم بأسره". و من جهته ترحم رئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروسو على مانديلا الذي "ناضل طيلة حياته من أجل التسامح و المصالحة و العدل" مضيفا أنه "غير مجرى التاريخ في بلده و قارته و العالم بأسره". و سجل أن "رسالته لن يتم تدوينها في كتب التاريخ فحسب و لكن ستبقى عالقة في قلوب و عقول العديد من الناس المحبين للحرية و العدالة عبر العالم". و أكد رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي خلال تدخله أنه برحيل نيلسون مانديلا يفقد العالم "أبا حكيما متشبع بالروح الانسانية و التسامح العدل" و انه "ستكون هناك افريقيا قبل و بعد الرئيس مانديلا". و من جهتها نوهت رئيسة المفوضية الافريقية الجنوب افريقية نكوسازانا دلاميني زوما برجل "يرمز إلى مكافحة التمييز العنصري و القمع و تفقير شعبنا" مشيرة إلى أنها تحضر القمة لتمثل "آلاف الأشخاص الذين كافحوا ضد نظام الأبارتييد". كما نوهت وزيرة العلاقات و التعاون بجنوب افريقيا مايتي نكوانا ماشبان بخصال مؤسس "جنوب افريقيا الحقيقية و هو من شيد حياته على التفتح الكلي لبلده" مؤكدة أن جنوب افريقيا "لن تكون حرة إلا بعد تحررها من اللأمن و الحروب و الظلم". و استهلت الأشغال خلال الظهيرة في جلسة خصصت لخطابات المتدخلين لتتواصل في جلسة مغلقة حول "السلم و الأمن في افريقيا". و من المقرر أن تختتم أشغال القمة يوم غد السبت في جلسة مغلقة حيث سيعكف رؤساء الدول و الحكومات على الجوانب المتعلقة بالشراكة الاقتصادية و التنمية و التغيرات المناخية.