أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد محمد أمين حاج سعيد مساء اليوم الأحد بغرداية "أن تطوير السياحة في الجزائر يرتبط ارتباطا وثيقا مع تنمية السياحة الداخلية والمحلية ". و أوضح الوزير على هامش زيارته التفقدية لهذه الولاية أنه يتعين ومن أجل إنشاء حركية حقيقة لقطاع السياحة "تشجيع و تحفيز السياحة الداخلية وذلك بإشراك مختلف الشركاء الإجتماعيين والخدمات الإجتماعية للمؤسسات لمختلف القطاعات" مستعرضا على سبيل المثال لا الحصر مؤسسات سونلغاز وسوناطراك والتربية والبريد وغيرها. وقال وزير السياحة والصناعات التقليدية في ذات السياق " نعتزم تطبيق إستراتيجية جديدة من أجل جعل الجنوب وجهة للسياحة الداخلية بما يسمح لوكالات الأسفار والفاعلين الآخرين بالقطاع في الجنوب بمجابهة الأوضاع المتقلبة الخارجة عن إرادتنا". وأضاف "نحن نمر بمنحى تصاعدي وننتظر تحسنا وارتفاعا في الإقبال السياحي نحوالجنوب ". و في هذا الصدد دعا السيد محمد أمين حاج سعيد وكالات السياحة والأسفار والفاعلين الآخرين إلى تجديد العروض السياحية وتنويعها مع الأخذ في الحسبان الجانب الإجتماعي للمنطقة من خلال المحافظة على العادات والتقاليد وتثمين فن الطهي. وقبل ذلك عاين السيد حاج سعيد مدينة الحمامات المعدنية زلفانة التي تشكل منطقة استقطاب كبيرة للباحثين عن الاستجمام والسياح الوطنيين الشغوفين بحب المغامرة والباحثين عن الإستكشافات ذات الطابع السياحي . وألح المسؤول الأول عن القطاع " على ضرورة تدعيم الاستثمار سيما في هذه المنطقة التي تعاني من نقص كبير في هياكل الإيواء وذلك من خلال انجاز هياكل خفيفة مع الأخذ في الإعتبار خصوصيات العائلة الجزائرية والطابع المعماري الخاص بهذه المنطقة". وحث الوزير المتعاملين المحليين بالمناسبة على المحافظة على الماء واستعمال الطاقة الشمسية للإنارة ولأغراض التسخين وإنشاء فضاءات خضراء بهذه المنطقة. وبمدينة غرداية تفقد السيد حاج سعيد فندق تابع لأحد الخواص بأعالي المدينة الذي يوجد في طور التوسيع الذي يشكل حسب الوزير" مثالا ونموذجا للسياحة المبتكرة وهي السياحة الصحية ". وتتوفر هذه المنشأة السياحية على أكثر من 250 سرير وتطل على سهل وادي ميزاب وهي تجاور عيادتين طبيتين وقد تحولت إلى موقع مفضل للمرضى و المسافرين للأعمال بمنطقة غرداية . كما عاين وزير السياحة والصناعات التقليدية مركز الصناعة التقليدية المشيد بحي بوهراوة بأعالي مدينة غرداية حيث اطلع به على وضعية القطاع سيما ما تعلق بصناعة الزرابي والصعوبات ذات الصلة بالتموين بالمواد الأولية التي تدخل في صناعتها وتسويقها. و تنقل الوزير اثر ذلك إلى مدينة بني يزقن التي تفقد بها نموذجا للسياحة الزراعية والسياحة البيئية حيث أبدع المتعاملون في الربط بين النشاط السياحي والفلاحة . و أشار الوزير في هذا الخصوص إلى " أن مثل هذه المبادرات يتعين تشجيعها" في منطقة غرداية التي تزخر بثروة لا تقدر بثمن في مجال السياحة الثقافية والتاريخية والدينية وفي النموذج العمراني القديم المصنف تراثا عالميا من قبل المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو) منذ 1982 . كما توقف السيد حاج سعيد بساحة سوق المزاد بمدينة بني يزقن قبل أن يزورمدينة العطف.