حاز اليوم الأربعاء بباريس الفيلم الطويل "ثورة الزنج" لمخرجه الجزائري طارق تقية جائزة "Prix Scribe pour le cinéma" (جائزة "سكريب للسينما") التي تمنح كل عام تكريما للأخوين لوميير مخترعي جهازالسينماتوغراف في 1895 حسبما علم من منتج الفيلم. وتوج الفيلم في احتفالية بفندق "سكريب" الفاخر-الذي احتضن في 1889 أول عرض غير مجاني للأخوين لوميير- نظير"البعد التجريبي والراديكالي لهذا العمل الروائي الحامل لتصور وزخم يغوص في مشاكل العالم وهمومه بكل التزام". ويتطرق "ثورة الزنج" –وهو من إنتاج مشترك جزائري لبناني قطري وفرنسي- في 116 دقيقة إلى قصة المدعو""ابن بطوطة" وهو صحافي جزائري يشتغل في إحدى الجرائد يكلف بمهمة تغطية مظاهرات في الجنوب الجزائري فيجد نفسه يتتبع الانتفاضات المنسية للزنج ضد الخلافة العباسية. ومن أجل استكمال تحقيقه يسافر"ابن بطوطة" إلى بيروت وهناك يلتقي بالفلسطينية نهلة التي كانت لاجئة رفقة عائلتها باليونان والسيد برنس الذي فرمن العراق وكلاهما أجبرتهما الظروف على التواجد ببيروت. وتتوج جائزة "سكريب لأجل السينما" -التي تمنحها لجنة تحكيم مكونة من مهنيي سينما ونقاد فن- "الإبداع الشكلي في مجال الفنون الفيلمية من سينما وفيديو وفنون رقمية وأعمال المركبة وغيرها" حسب المنظمين. كما تعطي لجائزة الاعتبار ل"الخصوصية " التي يحملها عمل مرشح لأن يترك بصماته في تاريخ السينما و التصوير الفوتوغرافي وفنون الفيديو. وتم اختيار10 أفلام لطبعة 2013 لجائزة "سكريب من أجل السينما" منها 3-Désastres للمخرج الفرانكو-سويسري الشهير جان لوك-غودار. وكان "ثورة الزنج" (2013) قد تحصل على الجائزة الكبرى في المنافسة الدولية للمهرجان السينمائي الدولي ال28 "Entrevue Belfort" الذي جرت فعالياتها من 30 نوفمبر إلى 8 ديسمبر. كما نافس هذا الفيلم مؤخرا في الدورة ال8 لمهرجان روما السينمائي الدولي بإيطاليا وأيضا في الدورة ال3 لمهرجان "سينيموندو" السينمائي بروما حيث حل طارق تقية ضيفا خاصا. ومن جهة أخرى سيشارك "ثورة الزنج" في الدورة ال43 لمهرجان روتردام السينمائي الدولي (هولندا) من 22 جانفي إلى 2 فيفري 2014 في قسم Spectrum الذي "يسلط الضوء على السينما العالمية من خلال أفلام طويلة مبدعة ومعاصرة لمخرجين قدموا مساهمة أساسية للثقافة السينمائية الدولية" حسب الموقع الإلكتروني للمهرجان. بدأ طارق تقية مسيرته السينمائية في 1992 بفيلمه القصير "Kech'mouvement" حيث كان يشتغل من قبل مصورا فوتوغرافيا لعدد من الجرائد. وفي 2006 أخرج عمله الطويل الأول "روما ولا نتوما" الذي شارك في مهرجان موسترا بالبندقية (إيطاليا) وفي 2008 فيلمه القصير"Inland".