استمتع الجمهور العاصمي عشية أمس السبت بقاعة ابن زيدون بباقة متنوعة من الألحان من عزف الألماني ميشال فرايمولت و اللبناني باسم رزق و فرقة المالوف المغاربي لسوس (تونس) عشية اختتام الطبعة الثامنة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية و الموسيقى العتيقة "فيستيفالجيري". واستهل الجزء الأول من السهرة التاسعة للمهرجان عازف العود الألماني ميشال فرايمولت "لأول مرة بالجزائر و افريقيا" في عرض منفرد جعل الجمهور يبحر عبر ألحانه الشجية إلى الفترة التي سطع فيها نجم ألمانيا في نوع الباروكية الذي امتد من مطلع القرن السابع عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر بوسط أوروبا و انجلترا. و في الجزء الثاني من السهرة استمتع الجمهور بباقة متنوعة من الموسيقى التراثية منها بعض الألحان للاخوة رحباني و غيرها من توقيع عازف العود اللبناني باسم رزق مرفوقا بعازف الكلارينيت مصطفى نمير و عازف الآلات الايقاعية الياس ياموني. و سطع نجم باسم رزق خلال السهرة حيث أبدى تحكما كبيرا في آلته الموسيقية و استعان في عزفه بالتقنيات الأكاديمية في رؤية جديدة حرر من خلالها العود من طابعه التحفظي لكن دون أن يجرده من أصالته. و صرح باسم رزق الذي ينتظر صدور ألبومه الثاني بعد ألبوم "صدى الماضي" أن "الموسيقى العربية في حاجة إلى عصرنة روحها من خلال تفتح ذكي يحترم أصالتها". و من جانب الايقاع استعرض الفنان الذي جاب البلدان العربية بعزفه العديد من الايقاعات الشرقية. و أدت فرقة المالوف المغاربي لسوس بأعضائها ال12 من بينهم امرأة بقيادة فتحي بوسنينة "نوبة في رصد الديل" في وصلتين موسيقيتين اقتصرت الأولى على الآلات فيما كانت الثانية غنائية. و أدى غالم عون مغني شاب بالفرقة ذو الصوت المتميز عدة أغاني شهيرة مثل فاح العنبر فاح و حرمت من نعاسي في جو "موشحات" و "طرب" قبل أن يتوجه الجوق إلى ايقاع أسرع. و ستختتم فعاليات الطبعة الثامنة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة التي افتتحت في 20 ديسمبر الفارط اليوم الأحد بعد تسعة أيام من النشاط بمشاركة فرق جزائرية و أجنبية بالإضافة إلى برمجة العديد من الندوات العلمية.