أكد الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الثلاثاء من ولاية معسكر أن الجزائر سجلت مؤشرات إقتصادية "إيجابية" تتعلق بانخفاض نسبتي التضخم و البطالة مشيرا الى أنها ستواصل نموها الإقتصادي والإجتماعي. وأوضح السيد سلال خلال لقائه مع فعاليات المجتمع المدني بهذه الولاية أن الجزائر "ستواصل نموها الإقتصادي والإجتماعي" مستدلا في هذا الشأن بانخفاض نسبة التضخم التي "لم تتجاوز 4ر3 بالمائة مع آواخر سنة 2013 بعد ما كانت 9ر8 بالمائة خلال سنة 2012". وأرجع السيد سلال انخفاض نسبة التضخم إلى "المجهودات التي تبذلها الدولة في إطار مسعى بناء اقتصاد وطني قادر على خلق الثروات والتخلي عن الإقتصاد الذي يعتمد على المحروقات". كما استدل الوزير الأول بانخفاض "نسبة البطالة التي تبلغ حاليا 8 ر9" واصفا ذلك ب"الإنجاز الذي تحققه الجزائر لأول مرة في تاريخها", لاسيما —كما قال— وأن "نسبة البطالة قدرت ب 11 بالمائة عام 2012". ومن جهة أخرى عبر السيد سلال عن يقينه بأن الشعب الجزائري سيكون في مستوى الحدث خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال الوزير الأول أنه "بعد استدعاء الهيئة الناخبة خلال الاسبوع المقبل سيتوجه الجزائريون لأداء واجبهم الانتخابي مرفوعي الرأس بفضل الاستقرار والأمن الذي تتمتع به الجزائر". وكان السيد سلال قد أستهل زيارة العمل والتفقد لولاية معسكر بإعطاء إشارة إنطلاق أشغال تجسيد مشروع تزويد 11 بلدية بالولاية بالمياه الصالحة للشرب إنطلاقا من محطة تحلية مياه البحر للمقطع (وهران) عبر قنوات رواق مستغانم-أرزيو-وهران "ماو". ويهدف هذا المشروع إلى تموين حوالي 300 ألف نسمة من سكان 11 بلدية بكمية تقدر ب 122 ألف متر مكعب من الماء الشروب يوميا حيث أسندت الأشغال لثلاث مؤسسات إحداها تعمل على شكل مجمع يضم مؤسستين خاصتين. وأشرف السيد سلال على وضع حيز الاستغلال مشروع تهيئة وتجديد شبكة السقي بالمحيط المسقي لسهل "سيق" بالبلدية التي تحمل نفس الإسم. وقد قدمت للوزير الأول شروحات حول المشروع الذي انطلق في منتصف 2012 وتم إستلامه خلال شهر جانفي الحالي والذي سيسمح بسقي 4.993 هكتارا من الأراضي الفلاحية إنطلاقا من سد "الشرفة رقم 2 " قرب مدينة سيق عبر قنوات تحت الأرض لتفادي تبخر المياه والتدهور السريع للشبكة. وببلدية عين فراح استمع السيد سلال الى عرض حول مشروعي إنجاز سد "وادي التحت" الذي قدرت نسبة تقدم أشغال تجسيده ب 32 بالمائة وكذا محطة تصفية المياه المستعملة بدائرة المحمدية التي من شأنها توفير 5 ملايين متر مكعب من المياه للسقي الفلاحي. وبعين المكان شدد السيد سلال على "ضرورة تهيئة محيط هذه المحطة لإستحداث مساحات خضراء وفضاءات للعب". وبالمنطقة الصناعية لسيق زار السيد سلال وحدة مطاحن "الشرفة" التابعة لمجمع "متيجي"والتي تضم خطين لإنتاج مادة السميد بطاقة 4.400 قنطار يوميا وآخر لإنتاج الذرة بطاقة إنتاج تصل إلى 2.000 قنطار يوميا وخطين للعجائن الغذائية بقدرة 96 طنا في اليوم إضافة إلى مخازن بطاقة 125 ألف طن. وتستعد المؤسسة —حسب مسؤوليها— لإستلام خط جديد لإنتاج العجائن الغذائية الطويلة بطاقة 48 طن يوميا حيث سيدخل حيز الخدمة إبتداء من فيفري المقبل. وقد تمكنت مطاحن "الشرفة" من تصدير 3.500 طن من مختلف العجائن الغذائية خلال سنة 2013 بلغت قيمتها 8ر2 مليون دولار. وبأعالي مدينة المحمدية عاين الوزير الأول أشغال القطب الحضري الجديد الجاري إنجازه حيث سيحتضن هذا القطب الحضري الممتد على مساحة 54 هكتارا حسب الشروحات المقدمة من قبل مسؤولي مديرية التعمير والبناء 3.883 مسكن من مختلف الأنماط شرع في إنجاز جزء منها من قبل مؤسسات جزائرية وأجنبية إضافة إلى ثانوية واحدة ومتوسطتين وخمس مدارس إبتدائية ومركز للتكوين المهني والتمهين. وبعد أن تلقى السيد سلال شروحات حول مختلف الأقطاب الحضرية التي يجري تجسيدها بولاية معسكر أكد على ضرورة الإهتمام بانجاز مرافق شبانية بهذه الفضاءات وعدم تحويل هذه الأقطاب إلى مراقد. كما دعا أيضا إلى إشراك القطاع الخاص في إنجاز مختلف المشاريع داخل الأقطاب الحضرية مع هيكلة هذه الأخيرة وفق مركزية عمرانية. وفي المجال الفلاحي تفقد الوزير الأول المستثمرة الفلاحية الخاصة "الإخوة صحراوي" ببلدية مطمور. وفي رده عن إنشغالات طرحها مجموعة من الفلاحين بذات المستثمرة ذكر الوزير الأول أنه قد خصص مبلغ للدعم بقيمة 5 دج لكل كيلوغرام من البطاطس للمنتجين الذين تعرضوا إلى خسائر بسبب الفائض في الانتاج الذي أدى إلى إنخفاض الأسعار. وجدد السيد سلال إستعداد الدولة لمساعدة الفلاحين من أجل تنمية الإنتاج وإستصلاح الأراضي. وأثناء استماعه لعرض حول قطاعي الفلاحة والغابات بولاية معسكر شدد الوزير الأول على ضرورة الإهتمام أكثر بعملية التشجير خاصة على مستوى أحواض السدود لتجنب إنجراف التربة وتوحل هذه المنشآت. وبخصوص قطاع التعليم العالي أشرف الوزير الأول بالقطب الجامعي الجديد بحي "سيدي سعيد" على مراسم تسليم مقررات الإستفادة من سكنات وظيفية لأساتذة جامعة معسكر ضمن حصة 50 مسكنا استلمت مؤخرا. وسيستلم بقية الأساتذة المعنيين بهذه السكنات الوظيفية مقرراتهم لاحقا في انتظار الإنتهاء من إنجاز 130 وحدة سكنية أخرى بنفس الموقع خلال السنة الجارية وهي سكنات من فئة أربعة (4) غرف غير قابلة للتنازل.