دعا وزير الموارد المائية حسين نسيب يوم الثلاثاء بغرداية إلى تحقيق فلاحة عصرية "تكون مدعومة بتسيير ناجع ومستدام للموارد المائية". وأوضح الوزير خلال الزيارة التقييمية التي قام بها إلى الولاية بمعية وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري "أنه بات ملحا لمواجهة الندرة المتزايدة للماء في مقابل الطلب المضطرد للقطاع الفلاحي على هذه المادة تجهيز المستثمرات الفلاحية بأنظمة السقي الأكثر فعالية (نظام السقي بالتقطير) ". وقال نسيب " نحن اليوم في غرداية من أجل القيام بتشخيص عام من خلال تدارك ما يتعلق بإعادة الاعتبار للآبار والتجهيزات" مضيفا "أن هناك آبار جديدة سيتم إنشاؤها من أجل تطوير فلاحة عصرية مستدامة وذات مردودية والتي يمكن أن تكون محركا للتنمية والتشغيل بهذه المنطقة". ودعا الوزير إلى تطوير وتكثيف الاستثمارات بخصوص قدرات التطهير وتحسين تجميع المياه المستعملة على النحو الذي يسمح بحماية البيئة من التلوث وكذا المياه السطحية مؤكدا بأن دائرته الوزارية تعمل حاليا "على تشجيع الانتقال من نظام السقي التقليدي إلى نظام السقي بالتقطير في المحيطات الفلاحية". ولدى تفقده لمشاريع إنجاز آبار جديدة موجهة لسقي الواحات القديمة بدائرة القرارة حث وزير الفلاحة والتنمية الريفية من جهته الفلاحين على " تشبيب النخيل من أجل إنقاذ هذه الواحات واستعمال نظام التقطير في السقي". وأكد نوري أن منطقة غرداية تزخر بقدرات هائلة في مجال الفلاحة داعيا إلى العمل من أجل إقلاع حقيقي لفلاحة عصرية ذات قيمة مضافة قوية ومستدامة. ووعد الوزير أمام فلاحي منطقة القرارة الذين يعانون من تراجع المياه السطحية بهذه المنطقة بأن وسائل ستسخر من أجل تجنيد المياه الجوفية من خلال تجهيز الآبار الحالية بمضخات حديثة وكهربتها. وأكد نوري في ذات السياق أن الدولة تسعى إلى تنفيذ برنامج يسمح ببلوغ 2.200.000 هكتار من مساحة الأراضي القابلة للزراعة في الجزائر إلى آفاق 2019 مقابل 1.200.000 هكتار الحالية بغرض ضمان الأمن الغذائي. ويشكل إعادة تأهيل وتدعيم شبكات سقي المحيطات الفلاحية لضمان تسيير أفضل للماء وكذا المتابعة التقنية بهدف تحسين أداء الفلاحة المحاور ذات الأولوية التي ينبغي تنفيذها كما أضاف الوزير. واطلع الوزيران بغرداية على المشروع العملاق للتطهير والحماية من فيضانات وادي ميزاب الذي تقدر تكلفته بأكثر من 11 مليار دج. وأعلن وزير الموارد المائية عن التكفل بظاهرة صعود المياه التي أصبحت "بؤرة لتكاثر البعوض" بمنطقة العطف و تجنيد 450 مليون دج لاستئصال هذه الفضاءات التي تتكاثر بها الحشرات. كما ألح الوزيران في كل محطة من هذه الزيارة على ضرورة إشراك كل الشركاء بالقطاعين (فلاحة وموارد مائية) و كذا المجتمع المدني في إعداد البرامج. واختتما الزيارة بمعاينة محطة معالجة عن طريق الأحواض للمياه المستعملة التي دخلت حيز الخدمة في الآونة الأخيرة.