خاض مترشح عهد 54 علي فوزي رباعين حملته الانتخابية لرئاسيات 17 أبريل الجاري التي و صفها ب " الإيجابية" بالتركيز في خطاباته على ضرورة إحداث "تغيير جدري في البلاد" ينطلق من "تعديل الدستور وصولا إلى بناء دولة الحق والقانون والمؤسسات التي تسيرها الكفاءات الشبانية ". وخلال حملة إنتخابية نشط خلالها 18 تجمعا شعبيا ولقاءات جوارية بولايات شرق وغرب ووسط و جنوب البلاد ,حاول رباعين اقناع الناخبين الذين خاطبهم بلهجة المنتقد للواقع المعاش إقناعهم بضرورة إحداث "تغيير جدري في البلاد" وذلك بمشاركة جميع شرائح المجتمع بما فيهم المعارضون. وانطلاقا من اعتبار نفسه " المعارض الوحيد " على الساحة السياسية توعد رباعين بفتح المجال للمعارضة في حالة فوزه بكرسي المرادية وتوفير قنوات التعبير السلمية للقضاء على ما أسماه "اقصاء المعارضة من تسيير شؤون البلاد". وأوضح رباعين أن تعديل الدستور الذي يمثل حجر الأساس في تجسيد هذا التغيير سيمكن نزع صفة القاضي الأول للبلاد لرئيس الجمهورية وأيضا نزع صلاحيته الخاصة بتعيين الثلث الرئاسي من مجلس الأمة باعتبارها هيئة منتخبة من طرف الشعب. والتزم رباعين في أكثر من تجمع شعبي له بفتح قنوات الحوار بين الحاكم والمحكوم لتكريس مبدأ الديمقراطية التشاركية شريطة إدماج الكفاءات الوطنية سواء منها المقيمة داخل أو خارج الوطن. وأبرز رباعين أهمية تشكيل الجالية الجزائرية ل"لوبيات" تعمل على حماية مصالح الجزائر مشيرا في ذات الصدد إلى أنه سيسعى إلى إنشاء "مرصد إستشاري" للكفاءات من أبناء الجالية الجزائرية. لامركزية إجتماعية و إقتصادية و تقسيم إداري جديد لم تخلو خطابات مترشح عهد 54 التي استهلها من بوابة الصحراء "بسكرة" و التي لم تتجاوز مدتها في كل مرة 30 دقيقية -- ماعدا آخر تجمع شعبي له بالعاصمة-- من المرافعة لأجل اللامركزية الاجتماعية والاقتصادية التي ترتكزعلى تقسيم إداري جديد للوطن يسمح بزيادة في عدد الولايات وذلك لتقريب الإدارة من المواطن لتتكفل بانشغالاته بشكل مباشر . ولتحقيق هذه المساعي وعد رباعين بتوسيع صلاحيات المجالس المنتخبة لاسيما المتعلقة بتحديد طبيعة الاستثمارات الواجب القيام بها وذلك حسب خصوصيات كل منطقة وأيضا تمكين المنتخبين من تحديد قوائم المستفيدين من مختلف صيغ السكن وذلك بمشاركة لجان الأحياء . ليخصص رباعين تجمعه الشعبي ببرج منايل (بولاية بومرداس) للحديث عن أزمة السكن التي أرجعها إلى ما أسماها ب " مافيا العقار" ملتزما في نفس الوقت بتسوية ملف السكن و بناء مدن عصرية تتوفرعلى جميع المرافق العمومية لاسيما منها الجامعات. وفي سياق حديثه عن الجامعة الجزائرية يرى رباعين ضرورة توجيه البحث العلمي لصالح الإقتصاد الوطني الذي ينبغي أن يبتعد على مبدأ " الريع البترولي" مذكرا بان الجزائر تملك ثروات طبعية تأهلها لتكون من أهم الدول الإقتصادية عالميا. كما اشاد رباعين في أكثر من مرة بالكفاءات الجزائرية لاسيما منها الدارسة في المجال الطبي ,ولهذا فإن المترشح تعهد بتحفيز الأطباء على العمل بالمناطق الجنوبية من الوطن من خلال توفير الظروف الملائمة للمساهمة في تحسين المنظومة الصحية بالجزائر في إطار تكافؤ الفرص بين المواطنين من حيث الحقوق و الواجبات. مراقبة المال العام و إعادة مكانة الجزائردوليا شكلت مسالة إعادة الإعتبار للمؤسسات الرقابية و بالتحديد توسيع صلاحيات مجلس المحاسبة ليتمكن من مراقبة جميع الإتفاقيات التي تبرمها الدولة الجزائرية خاصة في سياق تسوده استقلالية فعلية للقضاء محورا أساسيا في معرض حديث رباعين حول موضوع إعادة الإعتبار للمؤسسات الرقابية. كما دعا رباعين في هذا الصدد إلى توسيع صلاحيات للمفتشية العامة للضرائب وتحديث الجمارك الجزائرية باعتبارها من "الآليات" لمحاربة ظاهرة الرشوة التي أصبحت حسب ما أدلى به رباعين من ولاية ميلة " تقاليد اجتماعية". و من جهة أخرى اتضح من خلال تجمعاته الشعبية ولقاءاته مع وسائل الإعلام أن المترشح رباعين يأمل في إعادة مكانة الجزائرعلى الساحة الدولية عن طريق العمل على حماية مصالحها و توضيح مواقفها تجاه بعض الدول لاسيما الاوروبية و بالتحديد الموقف الجزائري من قضية " تجريم الإستعمار " الذي و صفها ب "الحساسة". المترشح رباعين يرى أن الجيش الوطني الشعبي ملزم بالتدخل إذا تبين أن هنالك مساس بمصلحة الوطن في أي مكان من العالم. و في آخر يوم من حملته الإنتخابية التي تميزت بلقائين مع وسائل الإعلام نشط رباعين ندوة صحفية بمقر حزبه بالعاصمة عرض من خلالها حوصلة عن مجريات حملته التي وصفها ب " الإيجابية "رغم ما شهدته من "عدم المساوة في الإمكانيات بين المترشحين و دخول ما اسماه ب "المال الفاسد في هذه الحملة". و قد استغل رباعين الساعات الأخيرة من هذه الحملة ليلتقي الشعب الجزائري قبيل ساعتين من إنقضاء الوقت الرسمي للحملة من خلال التلفزيون الجزائري حيث تطرق إلى أهم محاور برنامجه الإنتخابي ليختم لقاءه بالتأكيد على عزمه في مواصلة نضاله السياسي الذي تميز بمشاركته للمرة الثالثة في سباق الرئاسيات.