ستعطي الرئيسة البرازيلية ديلما روساف غدا الخميس إشارة إنطلاق الطبعة 20 من منافسة كأس العالم لكرة القدم (البرازيل 2014 من 12 يونيو إلى 13 يوليو), في أجواء تتسم بتخوف السلطات في البلاد من تصاعد الاحتجاجات المعارضة للمونديال. فبمدينة ساو باولو, التي سيحتضن فيها ملعب آرينا كورينثيانز المقابلة الافتتاحية بين المنتخب البرازيلي و كرواتيا ابتداء من الساعة 00ر17سا بالتوقيت المحلي و 00ر21سا بالتوقيت الجزائري, تستعد مجموعة كبيرة من الاشخاص المعارضين لإقامة العرس العالمي ببلاد "السامبا" للقيام بتظاهرات شعبية, الامر الذي جعل المسؤولين يرفعون من اعداد اعوان الامن في هذه المدينة وخاصة في الاماكن القريبة من الملعب, حسب ما افادت به الصحافة المحلية يوم الاربعاء. وبهذا الخصوص, أوضح ماركو انتونيو رئيس احدى اللجان الطبية المشاركة في الاحتجاجات ل"واج" على هامش وقفة احتجاجية نظمت بسوروكابا المدينة التي يقيم فيها المنتخب الجزائري : "نحن ضد تنظيم المونديال ببلادنا (...) فمبلغ ال11 مليار دولار الذي صرف على هذا الحدث الرياضي, كان يمكن إستثماره في مشاريع حيوية هامة في قطاعات الصحة و التربية و حتى في مجال امتصاص البطالة". وفي نفس الاتجاه أعربت زميلته تاتيان اينيس الحاملة للافتة مكتوب عليها "فيفا ... عودي إلى بيتك", عن استيائها من تنظيم منافسة بحجم المونديال ببلد يعاني من مشاكل اجتماعية كبيرة مستطردة "كان يتعين على الدولة عدم اعطاء موافقتها على تنظيم منافسة لا تعود باي فائدة على الشعب". وقد تصاعدت الاحتجاجات الاجتماعية في الايام الاخيرة , خاصة بمدينة ساو باولو التي شهدت إضراب عمال الميترو لمدة اسبوع, وهي وسيلة النقل المستعملة من قبل 5ر4 مليون مواطن يوميا. ودفع هذا التصاعد المخيف في وتيرة الاحتجاجات الدولة أمس الثلاثاء, إلى الخروج عن صمتها من خلال خطاب وجهته للأمة بررت فيه المبالغ الكبيرة التي صرفتها على المونديال و اكدت من خلاله ان كل المنشأت و المشاريع على مستوى الملاعب و المطارات و الفنادق ستكون مكسبا للشعب البرازيلي على المدى البعيد. -- البرازيل تبحث عن نجمتها السادسة ... وعلى الصعيد الرياضي , سيسعى منتخب البرازيل تحت قيادة المدرب فيليب سكولاري إلى كتابة اسم بلده من احرف من ذهب في سجل المنافسة العالمية من خلال التتويج بالكأس السادسة في تاريخه. فتحت قيادة "العبقري" نيمار الذي يوجد في قمة عطائه, يحرص المنتخب البرازيلي على استغلال مواهبه الكبيرة و أفضلية اللعب امام جمهوره لاقتناص النجمة السادسة له في سماء الكرة العالمية . وبلهجة حماسية وواثقة صرح الشاب كارلو , سائق سيارة اجرة لواج: "كأس العالم ستبقى ببلادنا (...) نحن البرازيليون لا نتصور أبدا أن تغادر الكأس اراضينا الشعب يثق في قوة منتخبه القادر على التتويج باللقب". وبمدينة سوروكابا التي تبعد ب100 كلم على ساو باولو, بدأت أجواء المونديال تطغى على الساحة من خلال شروع المواطنين في إقتناء الاقمصة و الاعلام و كل الامور التي تعلن عن انطلاق العد التنازلي للعرس العالمي . "لقد اشتريت هذا القميص الازرق لابني كي يرتديه من اجل مساندة المنتخب الوطني (...) فيوم 13 يوليو تاريخ المقابلة النهائية سيكون الاحتفال كبيرا جدا " حسب ما حرصت على تاكيده السيدة فرناندا التي التقتها واج باحد محلات بيع الملابس الرياضية. ويرى المتتبعون أن حظوظ المنتخب البرازيلي في هذه الدورة كبيرة جدا, باعتبار انه المنتخب المرشح الاقوى لقول كلمته في المجموعة الاولى التي تضم كرواتيا و المكسيك والكامرون , معتمدا في ذلك على خط هجوم قوي بقيادة نيمار وأوسكار و غيرهما و بخط دفاع حديدي محصن بخدمات تياغو سيلفا و غيره من النجوم. ومع هذا سيكون تحدي المنتخب البرازيلي كبيرا من اجل إرضاء جمهوره الذي لا يؤمن الا بالتتويج بالكأس التي غابت عنه منذ سنة 2002.