أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة يوم الثلاثاء أن الجزائر تعد "قاطرة" على المستوى الإفريقي في مجال العمل الجاد على إزالة أسباب النزاعات وباعتبارها دولة مؤثرة في الإتحاد الإفريقي فهي "مستعدة دائما لتقديم مساهماتها لتشجيع الحلول السلمية للنزاعات". وقال لعمامرة في تصريح ل (وأج) على هامش مشاركة في أشغال الدورة العادية 25 للمجلس التنفيذي بالإتحاد الإفريقي المنعقدة حاليا بمالابو عاصمة غينيا الإستوائية أن"الجزائر تعد قاطرة من بين الدول الخمس الرائدة إفريقيا والتي تقوم بأدوار فعالة في مجال العمل الجاد على إزالة أسباب النزاعات" معتبرا أنه "إذا واصلت إفريقيا في إزالة أسباب النزاعات ستتوفر لديها إمكانيات هائلة لصالح التنمية على المستويين الإقليمي والقاري". و أكد وزير الشؤون الخارجية أن "الجزائر بإعتبارها دولة مؤثرة في الإتحاد الإفريقي مستعدة دائما لتقديم مساهمات نوعية مستمدة من تجربتها لحمل أطراف النزاعات على قبول الحلول السلمية ثم المساعدة في إبتكار الحلول التي تنطبق على كل حالة على حدى مع الأخذ في الحسبان خصوصيات كل نزاع". وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن "ظاهرة الإرهاب أصبحت تفرض نفسها كآفة عابرة للحدود في القارة" و لهذا يعمل الإتحاد الإفريقي على تزويد نفسه بالآليات الكفيلة بمواجهتها من خلال إعداد النصوص و المؤسسات و المعاهدات الكفيلة بتحقيق ذلك حيث "يتم حاليا العمل على تعزيز دور الإتحاد الإفريقي لمناهضة الإرهاب من خلال وضع قائمة إفريقية للحركات و المنظمات الإرهابية و طرح إمكانية إصدار مذكرة إعتقال إفريقية في حق أشخاص متورطين في قضايا الإرهاب". وشدد بهذا الخصوص على أنه" لابد من الشروع و بقوة في إنجار كل هذه الأفكار و المشاريع التي ستجعل إفريقيا تحتل مكانة ريادية في مواجهة هذه الآفة للحد من تفشيها في ربوع القارة بفعل العلاقة الوطيدة بين الإرهاب و التهريب العابر للحدود و كل أنواع الجريمة المنظمة". وأضاف لعمامرة أن "تنمية القارة الإفريقية مرتبط أساسا بتحقيق الإستقرار وترقية منظومة الحوكمة" مشيرا إلى أن" كافة أنشطة الإتحاد الإفريقي ستتمحور حول بلورة أجندة التنمية لعام 2063 و التي إعتمدتها القمة الأفريقية الأخيرة شهر يناير الماضى بأديس ابابا. وأوضح ان خطة التنمية لعام 2063 ستغطي كافة مجالات تنمية القارة الإفريقية بما فيها الجوانب المؤسساتية و السياسية و الأمنية و الإقتصادية لهذا طلب من الدول المشاركة في الدورة العادية ال25 للمجلس التنفيذي أن تشارك كتابيا في تقديم طروحاتها و أفكارها في هذا الشأن. وأضاف لعمامرة في معرض حديثة أن "المقاربة المتفق ليها إفريقيا لتحقيق التنمية مبنية على أعمدة متكاملة وهي العمود الإقتصادي و تنمية القدرات البشرية بالتزامن إيجاد آليات سياسية و أمنية مصاحبة". وحول الدور الجزائري في مجال تنمية القدرات البشرية الإفريقية قال لعمامرة أن الجزائر بادرت إلى إنشاء معهد تابع لجامعة عموم إفريقيا مختص في التغيرات المناخية و المياه و التكنولوجيا بتلمسان و هو المعهد الذي سيبدأ في إستقبال الطلبة الأفارقة شهر نوفمبر المقبل. وفيما يخص الوضع في مالي قال لعمامرة أن "الجزائر من محركي العمل الإفريقي المشترك من أجل الوصول إلى الحل السلمي بين كل الفاعلين الماليين" معربا عن أمله في أن يتم من خلال المفاوضات التوصل إلى حلول نهائية و مستدامة للأزمة شمال مالي. وتتواصل لليوم الثاني بمركز "سوبوبو" للمؤتمرات بمالابو عاصمة غينيا الإستوائية أشغال الدورة العادية ال25 للمجلس التنفيذي بالإتحاد الإفريقي التحضيرية لقمة الإتحاد ال23 المرتقبة يومي 26 و 27 يونيو الجاري تحت شعار "الزراعة و الأمن الغذائي".