خرج المنتخب الجزائري لكرة القدم بشرف من الدور ثمن النهائي لمونديال-2014 بعد إنهزامه أمام نظيره الالماني بنتيجة (2-1) بعد الوقت الاضافي (الوقت الرسمي 0-0) أمسية الاثنين بملعب بيرة-ريو ببورتو أليغري. كل شيء لعب خلال الوقت الاضافي الذي سجلت فيه ثلاثة أهداف إثنان لالمانيا وهدف واحد لصالح الجزائر. في الشوط الاول من اللقاء, دخل أشبال المدرب حاليلوزيش دون عقدة ووقفوا الند للند امام الألمان حيث تبادل الفريقان تهديد المرمى مع أفضلية طفيفة للخضر. أول فرصة خطيرة كانت للجزائر عندما إنطلق سليماني في العمق لكن حارس بايرن ميونيخ نويير خطف الكرة من بين رجليه خارج منطقة العمليات (9). رد فعل الالمان جاء عن طريق شفايشتايغر الذي وجه قذفة قوية أوقفها الحارس مبولحي على مرتين (14). دقيقة بعد ذلك (15) يتوغل فيغولي داخل منطقة الجزاء لكنه فضل الحل الفردي على الجماعي مفوتا فرصة سانحة لافتتاح التسجيل. وظن الجميع أن الجزائر نجحت في التسجيل عندما إستقبل سليماني توزيعة من غولام أسكنها مرمى نويير لكن الحكم المساعد أعلن عن وضعية تسلل صحيحة (17). دقيقة بعد ذلك, عمل ثنائي بين سوداني و غولام هذا الاخير وجها لوجه مع نويير يسدد الكرة التي لم تبعد سوى ميليمترات عن القائم (18) المدرب يواكيم لوف أحس بالخطر وأمر لاعبين بالشروع في التسخين عند الدقيقة 20 وهي إشارة واضحة عن عدم رضاه على أداء فريقه رغم أن نسبة إمتلاك الكرة كانت لصالحه. إشارة لوف حركت لاعبيه حيث كاد مسعود أوزيل أن يخادع مبولحي بعدما رفع الكرة فوق رأسه لكن الحارس الجزائري كان يقظا وحول الكرة للركنية (24). وواصل الجزائريون تهديد مرمى نويير الذي كان يلعب كشبه "مدافع حر" حيث خرج مجددا أمام فيغولي لابعاد الخطورة (27). في ظل عدم وجود الحلول لجأ الالمان للقذف من بعيد على غرار أوزيل (37) الذي وجه قذفة قوية تصدى لها ببراعة الحارس الجزائري. بعد ذلك كاد مهدي يفتتح باب التسجيل لكن الدفاع الالماني أبعد قذفته التي كانت متوجهة للمرمى الى الركنية (39). نهاية الشوط الاول ميزها سيطرة الالمان على الكرة وهو ما يفسر نسبة إمتلاك الكرة التي كانت لصالحهم (67 بالمئة مقابل 33 للجزائر). عند بداية المرحلة الثانية كانت اول فرصة جزائرية حيث إنفرد سوداني على الجهة اليسرى لكنه ضيع كرة سانحة كان بإمكانه تقديمها على طبق من ذهب لسليماني (51). بعد ذلك واصل الفريق الالماني الاعتماد على التسديدات البعيدة حيث وجه شفايشتايغر قذيفة كان لها مبولحي بالمرصاد. من جهته جرب فيغولي حظه من على مشارف منطقة الجزاء لكن تسديدته لم تمر بعيدة كثيرا (74), نفس الشيء بالنسبة لسليماني الذي تصدى الحارس الالماني لقذفته (75). بعد الخروج الاضطراري لموستافي (69) والذي عوضه سامي خضيرة, قرر مدرب المنتخب الجزائري إجراء التغيير بإقحام براهيمي مكان تايدر (78). وعادت "الماكنة الالمانية" لتهديد المرمى الجزائري حيث كاد مولر في مناسبتين (79 و 80) أن يفتتح التسجيل لكن تألق مبولحي جعله يبعد أخطر فرصة في اللقاء. عند نهاية الشوط الثاني أتيحت فرصتين أخريين للألمان عن طريق مولر (82) ثم شفايشتايغر (90) ليصفر الحكم البرازيلي ساندرو مايرا ريكسي إثر ذلك نهاية المباراة بنتيجة التعادل الابيض (0-0) ليحتكم الفريقان للوقت الاضافي. بعد إنطلاق الوقت الاضافي لم ينتظر أشبال يواكيم لوف كثيرا ليوقعوا هدف السبق بفضل شورلي الذي إستقبل توزيعة من زميله مولر عند نقطة 6 أمتار بعد إنفراده من الجهة اليسرى (92). بعد ذلك لعب حاليلوزيش كل أوراقه بإقحام بوغرة مكان حليش (97) وجابو مكان سوداني (100). الجزائر كادت أن تعدل الكفة بعد إرتباك في دفاع ألمانيا لكن قذفة مهدي مصطفى جانبت القائم (101). باقي فترات الوقت الاضافي عرفت إنهيار بدني للاعبي الفريق الجزائري وهو ما سمح للفريق الالماني بإستغلال المساحات ليتمكن مسعود أوزيل من مضاعفة النتيجة في الدقيقة (119). وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الاخيرة تمكن عبد المؤمن جابو من تقليص النتيجة بعد توزيعة من فيغولي على الجهة اليمنى لينتهي اللقاء بنتيجة (2-1) و تخرج الجزائر بشرف من كأس العالم أمام منافس ألماني يعتبر من أبرز المرشحين للتتويج باللقب والذي سيواجه في الدور ربع النهائي نظيره الفرنسي.