بدأت صبيحة اليوم الخميس باكرا وفود الحجيج تصل منطقة المشاعر المقدسة لأداء الركن الخامس من الإسلام فيما ضبطت البعثة الجزائرية كل التحضيرات المادية والتنظيمية ليتفرغ الحجاج لأداء هذه الشعيرة في أجواء إيمانية وروحانية مبتهلين ومتضرعين إلى المولى أن يتقبل دعائهم. ويستقبل مشعر منى في هذا اليوم الموافق ل 8 من ذي الحجة جموع حجيج بيت الله الحرام لقضاء يوم التروية عملا واقتداء بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام حيث يعكفون على تلاوة القران الكريم والذكر والدعاء للأهل والوطن وطلب الاستغفار طمعا في رحمة الله ليتجاوز عن خطاياهم ويغفر ذنوبهم. واستعدادا للوقوف بصعيد عرفات الطاهر وفي إل 9 من ذي الحجة يبدأ الحجاج بالنفرة إلى صعيد عرفات لقضاء يوم عرفة. وبعد أن يقضي الحجاج يوم عرفة وقتهم في الابتهال إلى الله والدعاء ويؤدون صلاة الظهر والعصر قصرا وجمعا بأذان والقامتين يشرعون في النفور من عرفة متوجهين إلى مزدلفة المحطة الثانية لهم حيث يصلون المغرب والعشاء جمع تقصير و يجمعون الحصيات استعدادا للتوجه في اليوم ال 10 من ذي الحجة الى منى لأداء صلاة الصبح . وفي فجر اليوم الأول للعيد، يشرع ضيوف الرحمن بأداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات ومنه الحلق والتقصير والتحلل الأصغر ونحر أضحية العيد ثم القيام بطواف الإفاضة والسعي ثم العودة الى منى للمبيت. أما في ال 11 من ذي الحجة وهو اول ايام التشريق وثاني ايام العيد يرمي ضيوف الرحمن الجمرات الثلاث بدءا بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم الكبرى . وأمام الحاج اداء مناسك رمي الجمرات الثلاث طوال ايام التشريق الثلاث التي تبدا من ثاني ايام العيد حيث يجوز للمتعجلين الاكتفاء برمي الجمرات ليومين فقط حسب شرع الله عز وجل . وفي اليوم الثاني للتشريق يحمل الحاج 21 حصية حيث يرمي في كل جمرة 7 حصيات الصغرى فالوسطى ثم الكبرى ويكبر الله وفي اليوم الثالث للعيد يرمي الحاج 21 حصية و يعود إلى منى للصلاة .. وبعد الانتهاء من رمي الجمرات والخروج من مشعر منى يتجه الحجاج نحو المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة والسعي فيما سيمكث آخرون بمنى لأداء شعيرة رمي الجمرات لليوم ال3 في 13 من ذي الحجة من أيام التشريق عملا بقوله تعالى "فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه". وبشان الترتيبات التي قامت بها البعثة الجزائرية في هذا اليوم المشهود فقد علم لديها انه تم توفير كل الظروف التي تتطلبها هذه الشعيرة خصوصا فيما يتعلق بالركن الأساسي في الحج وهو وقفة عرفة فمواقع الخيم قريبة من رمي الجمرات سواء على مستوى عرفات أو منى كما أن كل أعضاء البعثة بمختلف فروعهم مجندون لخدمة الحاج وتقديم التوجيهات له . وأشارت البعثة إلى انه تم تهيئة كل الظروف المادية والتحضيرات المعنوية التي تتطلبها هذه الشعيرة بدءا بوقفة عرفة ثم النفرة إلى مزدلفة والإقامة بمنى وكل وسائل الراحة متوفرة والمخيمات مكيفة ومجهزة بأفرشة جديدة لضمان راحة الحاج ومساعدته على أداء المناسك بكل سهولة. ودعت البعثة الحجاج إلى الالتزام بالانضباط والتوجه الى رمي الجمرات جماعات وأفواج لأنها عبادة تتطلب الدراية والمعرفة والى تمثيل بلدهم أحسن تمثيل خصوصا وان هذا اليوم يعتبر فرصة للتآلف والتعارف مع الحجاج الآخرين على اختلاف ثقافاتهم ولهاجاتهم وهذه حكمة الله من هذه الشعيرة . ولتحقيق الانضباط، أشارت مصادر البعثة الجزائرية الى انه تم توزيع الحجاج على ستة مكاتب للبعثة وخمسة مكاتب للوكالات وكل مكتب له الخيم الخاصة مؤكدة انه لا داعي للسرعة لحجز المكان ولا القلق من النقل. وقد تم توفير حافلات أو ما سمى "بالرد الواحد" حيث تبقى الحافلة مع الحاج وترافقه لمدة خمسة ايام من التروية الى نهاية ايام التشريق وهذا حرصا على راحته ومنعا لوقوع أية اضطرابات كما تم توزيع خرائط على أعضاء البعثة والمكلفون بتأطير الحجاج لتحديد مواقع مخيمات الجزائريين. يذكر أن الأجواء بمنطقة المشاعر المقدسة تتميز مع بدء الانطلاق الرسمي لمناسك الحج بضبط كل التحضيرات المادية والتنظيمية من طرف السلطات السعودية من حيث الإيواء والإسكان وكذا ا الإجراءات الأمنية والتنظيمية الخاصة بتنقل الحجاج.