أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ضريح سلفه الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي توفي في 11 نوفمبر 2004 بمرض غامض "سينقل في أقرب فرصة إلى القدس عاصمة دولة فلسطين". وقال عباس، في حفل انتهاء الأعمال الإنشائية لمتحف ياسر عرفات وتجديد الضريح والمسجد في مقر الرئاسة في مدينة رام الله بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل رمز القضية الفلسطينية التي تصادف يوم غد الثلاثاء أن "الشهيد عرفات يستحق أكثر من ذلك بكثير يستحق أن يبقى خالدا في قلوب أبناء شعبنا والأمة العربية". وأشار محمود عباس، إلى أن "هذا المتحف ما هو إلا إشارة ومكان لكي يزوره من لم ير ومن لم يعرف ياسر عرفات ليتعرف على بعض متعلقاته وما كان لديه في هذه المنطقة". وحضر الاحتفال، رئيس الوزراء رامي الحمد الله وممثل الأمين العام للأمم المتحدة روبرت سيري وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح ووزراء في الحكومة وعدد من الشخصيات. من جانبه ،قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشهيد ياسر عرفات ناصر القدوة "نفخر باستمرار البناء والعمل في المتحف وعندما كانت إسرائيل تقوم بتدمير قطاع غزة وتواصل استيطانها كنا نواصل البناء لنؤكد أننا نبني ونعلي الثقافة والقيم وهم يقتلون ويدمرون ويستعمرون ولكن نحن من سينتصر". وتوفي عرفات في نوفمبر 2004 عن عمر (75عاما) في مستشفى عسكري بباريس بمرض غامض لم تحدده سلسلة من التحاليل أجريت للكشف عن السبب الحقيقي للوفاة. - عرفات لازال حيا في قلوب الفلسطينين بعد 10 سنوات على رحيله – و بالرغم من مرور 10 سنوات على رحيل ياسر عرفات الا أ الرجل لازال حيا في قلوب ملايين الفلسطيين الذين يأسفون "كون رحيله شكل ضربة للقضية الفلسطينية" التي تبناها منذ ريعان شبابه. و أجمع عديد من سكان مدينة رام الله التي حوصر بها عرفات فى مقر الرئاسة من قبل جيش الاحتلال طيلة أسابيع بسبب مواقفه النضالية و تمسكه بقضية شعبه و عدم رضوخه للمطالب و الاملاءات الإسرائيلية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني على أن " أبو عمار لازال حيا في قلوبنا هو و الأفكار النضالية التي كان يتبناها". و انضم الرئيس الراحل عرفات المولود عام 1929 إلى فصائل المقاومة الفلسطينية للنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي و هو في ريعان شبابه (17 عاما) قبل أن يشارك في حرب 1948 عند الإعلان عن قيام الكيان الاسرائيلى. كما يعد الرئيس الراحل عرفات مؤسس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي أعلنت عام 1965 عن اندلاع الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي. وتولى عرفات فيما بعد رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني. و أصبح ياسر عرفات الذي اشتهر بكلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 التي قال فيها " جئتكم بغصن الزيتون بيد و بندقية الثائر في يد فلا تتركوا غصن الزيتون يسقط من يدي" ،رئيسا لدولة فلسطين التي أعلن عن إنشائها بالجزائر في 15نوفمبر عام 1988. - حركة فتح تلغي مهرجان لإحياء ذكرى رحيل عرفات في غزة لأسباب أمنية - و فى الوقت الذي خططت فيه حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ،لتنظيم مهرجان جماهيري كان مقررا أن تقيمه في قطاع غزة غدا الثلاثاء لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات كخطوة ضمن عملية المصالحة بين غزة والضفة الغربية أدت سلسلة تفجيرات استهدفت مكاتب ومنازل 13 قياديا في الحركة إضافة إلى منصة المهرجان الذي كانت تحضر له الحركة في قطاع غزة إلى إلغاء هذا المهرجان. وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) زكريا الأغا رسميا أمس في غزة ،إنه "بعد سلسلة الانفجارات والاعتداءات التي طالت قيادات في فتح أبلغنا من الجانب السياسي والأمني في (حركة المقاومة الإسلامية) حماس أن الأجهزة الأمنية في القطاع لا تستطيعى تأمين المهرجان وحماية المشاركين". وأضاف الأغا "تبع ذلك طلب الأجهزة الأمنية من القائمين على إصلاح منصة المهرجان في ساحة الكتيبة في غزة بمغادرة المكان ،بالإضافة إلى الطلب من شركات النقل والمواصلات عدم تأجير حافلات لحركة فتح". ودعا القيادي في (فتح) أنصار الحركة في غزة إلى إحياء ذكرى عرفات "وفق الطريقة التي يرونها مناسبة". و أدت تلك التفجيرات الى تعكير أجواء العلاقات من جديد بين حركتي فتح وحماس بشأن تنفيذ تفاهمات المصالحة بينهما وتمكين حكومة الوفاق الوطني من بسط سيطرتها على القطاع. فقد اتهمت فتح حركة حماس بأنها "تقف عائقا أمام إحياء ذكرى وفاة عرفات ومن شأنها المس بالمصالحة الفلسطينية والتأثير سلبا على الوضع الفلسطيني الداخلي". كما اتهم مسؤول ملف المصالحة الفلسطينية في حركة فتح وعضو لجنتها المركزية عزام الأحمد في بيان حركة حماس "بوضع العراقيل أمام مسيرة إنهاء الانقسام وعمل حكومة الوفاق الفلسطينية ،ضاربة عرض الحائط كل الاتفاقات والتفاهمات التي وقعتها مع حركته فتح والفصائل الفلسطينية عبر تصريحات بعض قادتها". و من جانبها ،أكدت وزارة الداخلية في غزة أنها أبلغت حركة فتح اعتذارها عن تأمين وحماية مهرجان الحركة لإحياء ذكرى رحيل عرفات "خوفا من انفلات الأمور وخروجها عن السياق في ظل حالة الاحتقان الداخلي ولا سيما في ظل الصعوبات اللوجستية والإدارية الناجمة عن عدم تواصل رئيس الوزراء ووزير الداخلية رامي الحمد الله مع الأجهزة الأمنية في غزة منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني (مطلع يونيو الماضي) حتى يومنا هذا". من جهته أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن حركته "ليس لها علاقة بالمطلق بالتفجيرات". وتشكلت حكومة الوفاق الفلسطينية مطلع يونيو الماضي بموجب تفاهمات للمصالحة الفلسطينية أعلنت بعد محادثات في غزة بين وفد من منظمة التحرير وحركة حماس في 23 أبريل الماضي. وأعلنت حكومة حماس المقالة التي كانت تدير قطاع غزة فور تشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية عن إنهاء عملها في القطاع.