شدد وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة على دور الأئمة المنتدبين خارج الوطن في تحصين الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج و الحفاظ على المرجعية الدينية الجزائرية. و أوضح السيد عيسى خلال إشرافه على اختتام دورة تكوينية استفاد منها الأئمة المنتدبين إلى فيدرالية مسجد باريس حول الثقافة الفرنسية أن دور الأئمة المنتدبين في الخارج لا ينحصر في جانب التأطير الديني و إنما يتعدى ذلك إلى تحصين الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج و الحفاظ على المرجعية الدينية الجزائرية. واعتبر هذا التحصين بمثابة مساهمة في الدفاع عن الوطن و مرجعيته الدينية الوسطية خاصة لدى أبناء الجالية لحمايتهم من مختلف الأفكار "الهدامة لاسيما في ظل موجة التشويه التي تطال صورة الدين الإسلامي في الغرب عموما". وفي هذا الشأن ،ألح وزير الشؤون الدينية و الأوقاف على ضرورة التكوين المستمر للأئمة الجزائريين المتندبين بالخرج وتفعيل دورهم من اجل المساهمة أيضا في نشر الصورة الحقيقية للدين الإسلامي خاصة في سياق تسجيل "إرهاصات" تهدف إلى إعادة خريطة العالم الإسلامي. ولتمكين الأئمة المنتدبين في الخارج من أداء الأدوار المنوط بهم أبرز السيد عيسى أن هؤلاء الأئمة سيتلقون تكوينا إضافيا في أرض المهجر بهدف التعرف على ثقافة البلد الذي ينشطون فيه وحتى يتعرفون على حقوقهم في ذلك البلد. وفي هذا الصدد، سيستفيد الأئمة المنتدبين إلى فرنسا تكوينا حول موضوع اللائكية باعتبارها مرجعية سياسية في فرنسا ليتمكنوا من معرفة حقوقهم وواجباتهم في هذا البلد. و تأتي هذه الدورة التكوينة تجسيدا لإتفاقية التعاون التي أبرمت مؤخرا بين الجزائر و فرنسا في مجال تكوين الأئمة الجزائرينبفرنسا التي يتواجد بها 170 إمام حيث سيتلقون تكوينا حول ثقافة هذا البلد. و أوضح السيد عيسى أن تنظيم مثل هذه الدورات التكوينية سواء في الوطن أو خارجه يندرج في إطار مساعي قطاعه إلى مراجعة المنظومة التكوينية التي تشمل الأئمة المنتدبين في الخارج و أقرانهم في الوطن. و أبرز السيد عيسى أن تكوين الإمام يعد ركيزة أساسية في مواجهات التحديات المعاصرة و تحصين المجتمع الجزائري، مستشهدا في هذا الصدد ب"الإختراقات الفكرية التنصيرية" التي "تحاول الدخول الى الجزائر" في غطاء عمل كنائسي و لكن في الحقيقية هي "عمل صهيوني" يستخدم إغراءات مالية. وبالمقابل، ذكر الوزير بأن وزارته تستقبل سنويا مابين 200 و 220 طلب وثيقة تخص اعتناق الإسلام ، ناهيك عن تسجيل حالات أخرى تعلن عن اعتناق للإسلام دون طلبها لهذه الوثيقة التي عادة ما تستعمل بهدف تسهيل عقود الزواج. وفي موضوع آخر ، يتعلق بملف استفادة الأئمة من سكنات ، أعلن السيد عيسى عن اطلاق عملية وطنية لإحصاء احتياجات الأئمة في هذا المجال، مبرزا أن قطاعه يتعاون مع وزارة السكن لتلبية هذا المطلب إلى جانب عمل قطاع الشؤون الدينية من خلال توفير سكنات وقفية وظيفية وذلك عن طريق بناء سكنين وظفيين عند بناء كل مسجد جديد.